الملحقثقافة وتربية

المركز الثقافي الإسلامي يكرم الصحافية الراحلة فردوس المأمون مخزومي

tekrim2

الطائر – محمد درويش:

بدعوة من رئيس المركز الثقافي الإسلامي الدكتور عمر مسيكة، وأعضاء مجلس الأمناء أقيم حفل تكريم ذكرى الراحلة الصحافية والاعلامية عضو الهيئة الإدارية السيدة فردوس المأمون مخزومي، وتقديم كتابها في سيرتها الذاتية، في اوتيل لانكستر الروشة. في حضور ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ خلدون عريمط، ممثل الرئيس سعد الحريري عدنان فاكهاني، ممثل الرئيس تمام سلام أمين فرشوخ، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي عبد الفتاح خطاب وشخصيات.
      بداية تحدث الامين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين ونائب رئيس المركز وجيه فانوس الذي اشار الى ان فردوس، هي حية في اعمالها، وهي الوجه المشرق للثقافة والعطاء والصحافة”.
والقت الدكتورة نجوى الجمال محسن، عضو مجلس أمناء المركز ورئيسة اتحاد الجامعيات اللبنانيات، التي قالت فيها: «هي السيدة الجليلة، والأخت الحبيبة، كانت وجهاً مضيئاً من وجوه مجتمعنا اللبناني والعربي والاسلامي، تميزت بأصالتها ومصداقيتها وثباتها في مواقفها المبدئية والوطنية والقومية، كما تميزت بحسها الاجتماعي وبالتزامها الإنساني، وبقلبها الكبير الطاهر النابض بحبر الخير والعطاء».
وأما كلمة العائلة فالقتها السيدة ضحوك المأمون الداوود التي قالت فيها:

      لم أكن أتوقع يوماً أن أقف في حضرة تكريمك لأتكلم عنك يا صاحبة القلب الذهبي، ياصاحبة الهدير السماوي، ياصاحبة الكلمة والموقف.

الكبار لا يرحلون

” الكبار لا يرحلون باقون حيث أعمالهم تكون”

فلا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي هي قبل الموت بانيها.

يليق بك الفردوس يا فردوس

تعرفون جميعكم من هي؟؟

هي الأم اذ ناديتها، هي الرضى اذ لبيتها هي الوطن الذي أحن إليه، هي القمة التي أردت اولادي الوصول إليها، هي أبجدية لغتي، هي بلسم جرحي، أيقونة بيتي.

رفيقة دربي كم أفتقدك اليوم أختاً وأماً لي ولعائلتي.

“العروبة هويتها”

نجد حيتها، مصر بجلتها، أردن الحسين بطاهرة نهرها عمدتها، تونس واليمن كرمتها، جميلة بو حريد الجزائر شدت على يدها، بلح العراق تذوق حلو أخلاقها، دمشق بتاريخها دونتها، القدس قبلتها، أما بيروت. أما بيروت فهي من في قلبها أودعتها.

هذه هي صحفها وهذا الشرف الذي سال منه حبر قلمها.

قبل رحيلك لم أكن أدري ما معنى دموع القلب.

الكلام يعجز امام الموت

كنت أتحدث بكلامك، أكتب بقلمك، أفتخر بأسمك، أمجد تاريخك، أفرح بلقياك.

وها أنا الآن أحاول لملمة ما تبعثر من وجودي بغيابك وأتماسك لأنها وصيتك.

يا جمرة لا تنطفىء في موقدة التاريخ، يا ملحمة خالدة بات كل سطر فيها جسراً للعبور.

قلمك عصى المكفوف في وسط الظلام.

خطواتك حفرت عميقاً على رمال الشاطئ العربي خطوات المرأة العربية اللبنانية الكبيرة التي أبت أن لا تحلق إلا في سماء الوطن الأكبر.

بكى قلمك أنين فلسطين، وصدح صوتك لمصر بتشرين.

لم يكن لها علمين بل هي الأرزة التي تتوسط اللونين.

في ظل صدى صوتها صرير قلمها على صحفها كأجراس الكنائس وسط صمت الأيام. كصوت المآذن عندما تأذن للحق. يا حفيدة الأشراف بنيت جداراً لكل حواء.

يا من قدمت سنين عمرها قرابين للسلام والحقوق والإنسانية.

يا طريقاً مشى فوق طريق سبيلاً للتسامح، يا جبلاً للأمانة يا مرجعاً للأخلاق حيث تدرس.

يا قلماً لم يتوقف عن ضخ حروفه في حب الوطن، يا حقيقة الإيمان بالأمة ومدرسة للآدب الوطني في ظل الأستعمار الديني والثقافي المستورد المزيف،

يا زهرة حبات طلعها باتت ثمارا.

يا خيالة فرس الزمان،

يا أسطورة خاطبت الأساطير، يا دائمة الحضور في سجل الأيام.

يا من دعت العواصف للهبوب صارخة قائلةً :

كن سيدا                  ولا تكن عبداً

يا من طالب مقابلة إنسان الإنسانية حتى وجدته في مرآتك يعيش معك متقاسماً تفاصيل حياتك،

يا من أضاعت قلمها بين عواميد صحفها، لتجده بينكم اليوم.

فردوس الأرض باتت اليوم فردوس السماء لن يسكت الصوت الذي كان يترنم بتسابيح الله، ولن تهاجر روحها إلا لتسكن قلوبنا.

أمثالها لا تنتهي حياتهم بمجرد رحيلهم عنا، لأنهم إذا انتقلوا أجساداً إلى الملكوت الأعلى، فإن أخلاقهم تبقى خالدة فينا وكذلك منهجهم وأقلامهم ومبادئهم رسالة لأبنائنا.

لكم في الذكرى شجوني من أجلها تدمع عيوني سامعةً طائعةً أبقوا كما عهدتموني.

اللهم أجعل أختي ممن تقول لها النار أعبري فإن نورك أطفأ ناري، وتقول لها الجنة أقبلي فقد أشتقت إليك قبل أن أراك.

بالأصالة عن نفسي ونيابة عن عائلتي أشكر كل من واسانا بتقديم العزاء، حضوراً أو برقياً، وكل الأخوة الذين أعدوا لهذا اللقاء، وأخص بالشكر المركز الثقافي الإسلامي ممثلاً بأمنائه ورئيسه الدكتور عمر مسيكه، وكل الشكر لكل الحاضرين في هذا التكريم والمشاركين بتقديم الكلمات، الدكتور وجيه فانوس والدكتورة نجوى الجمال محسن والدكتور محمد العريس، على كلماتهم الرقيقة والمعبره عن الحب والتقدير للراحلة الأخت فردوس المأمون مخزومي.

كما أشكر كل من دعى لروحها بظهر الغيب.

جزاكم الله جميعاً عنا وعن فقيدتنا خير الجزاء.

ونسأل الله أن لا يريكم سوءاً في أنفسكم ولا في من تحبون.

فسلام لمن علمتني أن الصلاة طريقاً إلى الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعدها كانت كلمة لمعد ومحقق كتاب سيرتها الذاتية بعنوان “صفحات مطوية من ارشيف الصحافة”. الدكتور محمد العريس، قال فيها: هذا الأرشيف، الموجود داخل صفحات هذا الكتاب، هو جزء قليل وبسيط، من الكتابات التي لا حصر لها ولا عد، التي خرجت بها السيدة فردوس المأمون إلى العلن، وترعرعت بين حنايا قلمها الذي سكن فترة طويلة من الزمن بين أصابعها، يكتب ويرسم ويخط الأحرف والكلمات، ويملأ الصفحات، ويستنفد كميات كبيرة من المداد، حتى يجعلنا نعيش شوق القراءة المبدعة والتحقيقات الرائدة، والأفكار اليومية الهامة.

وفي آخر الحفل تم توزيع الكتاب تقدمة إلى الحضور، وحفل كوكتيل بالمناسبة.

 

tekrim-4 takrim-1 tekrim-3

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى