الملحقسياحة
أخر الأخبار

الكونسرفتوار يحتفل بانتقال السيدة العذراء في جزين

الأوركسترا ولبنان الأصالة وميدالية جزين للقوّاس

الطائر – لبنان:

لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء نظم المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار بدعوة من رئيسته الدكتورة هبة القواس وبلدية جزين – عين مجدلين، وبدعم من النائب السابق أمل أبو زيد احتفالاً موسيقياً غنائياً في ساحة القصر البلدي جزين، أحيته الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق – عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج وغناء الفنان جوزيف عيسى، مع ظهور خاص للفنان أنطوان وديع الصافي.

حضر الاحتفال حشد من الشخصيات والفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية والبلدية والجمعيات الأهلية وأهالي منطقة جزين والجوار الذين توافدوا لحضور الاحتفال بأعداد كبيرة. وتم نقل الاحتفال مباشرة على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وذلك من ضمن التعاون الإعلامي القائم بين المؤسسة ورئيس مجلس إدارتها الشيخ بيار الضاهر والكونسرفتوار الوطني.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني عزفاً من الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية، ثم افتتاحاً بكلمة ترحيب للإعلامية والشاعرة ماجدة داغر جاء فيها:”لقاؤنا اليوم هو للتأكيد على دور لبنانَ الثقافيّ والموسيقيّ الذي كرّسَه المعهدُ الوطنيّ العالي للموسيقى- الكونسرفتوار لعقودٍ خلتْ، ولا يزال يحمل هذه الشعلة بإصرار وثبات. وهذا الدور هو رسالة طُبعتْ في وجدان هذا الوطن منذ فجر تاريخِه، فصارَ رسولَ الأوطان، ونموذجاً في التحدي وعشقِ الأرضِ، ومغامرةِ الصمودِ والبقاءِ على قيدِ الأملِ والإبداع. وأنّ جزين والعذراء مريم، التي تظلّلها ببركتها في عيدها، هي إحدى تجلياتِ لبنانَ واللبنانيين، في التآخي والمحبةِ ونشرِ الفرحِ والأمل والأعياد”.

ثم كانت كلمة لرئيس بلدية جزين-عين مجدلين ورئيس اتحاد بلديات منطقة جزين الأستاذ خليل حرفوش، تحدث فيها عن أهمية اللقاء بين اللبنانيين من خلال الاحتفالات، وعن عيد انتقال السيدة العذراء شفيعة لبنان والتي تجمع اللبنانيين على محبة الوطن. كما تحدث عن المشاريع الإنمائية والسياحية في جزين التي تواظب البلدية على تنفيذها وتشجيعها، والتي تستقطب العديد من اللبنانيين والمغتربين. وأكد على ضرورة التلاقي الوطني بين بلدات لبنان وقراه ومدنه، وأهمية تحدي الظروف بالطموح والبناء والعمل على الحفاظ على قرانا وبلداتنا التي تجسد الصورة الأبهى للوطن. وشكر المعهد الوطني والأوركسترا والقواس على هذا الاحتفال الراقي الذي يشبه لبنان في حقيقته وأصالته، متمنياً دوام الاحتفالات والأعياد لأن لبنان يستحق الفرح.

وتقديراً لجهودها في المجال الثقافي والموسيقي، وإنجازاتها في المعهد الوطني العالي للموسيقى، كرّم الرئيس حرفوش باسم البلدية، رئيسة الكونسرفتوار الوطني هبة القواس بميدالية جزين، سلمها لها مع النائب السابق أمل أبو زيد. وكان للقواس كلمة في المناسبة شكرته فيها على التكريم “الذي يعني لي الكثير، لأن جزين هي جزء من الذاكرة الجميلة، وصورة بهية عن جمال لبنان وعظمته”. وقالت:

” من وجهةِ القلب بيروت، إلى وجهةِ الرّوح جزين، أتَينا محمّلين بفَيصٍ من المحبة لنحتفلَ سويّاً بعيد سيدة الأعياد العذراء مريم. هنا حيث الذّاكرةُ مشبعةٌ بِدًفقِ شلالاتٍ من النور. هنا جزين زهرةُ الجنوبِ وعروسُه، والنموذجُ الحضاريّ لِقرى لبنان وبلداتِه ومدنِه. نلتقي بين ربوعها وكلنا أمل بالعبور مع انتقالِ السيدة العذراء إلى حيث الأمان والطمأنينة والأحلام بلبنان المستقبل. أتَينا لنُلقيَ السلامَ على أهلِ السلامِ وأرضِه، أتَينا بالموسيقى، لغةِ الكون والوجدان، مع المعهد الوطني العالي للموسيقى والأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية، أتَينا لنؤكدَ على انتمائنا لهذه الأرض المباركة، في وطن الثقافة والحضارة والتاريخ.

وما لقاؤنا اليوم سوى وصلٍ لما انقطع قسراً في سنواتٍ عجاف، لم تستطعْ أن تثني إرادتَنا عن إنجاز ما نحلم به ليتربّعَ لبنان مجدداً على عرش الجمال والثقافة، وهذا دورُنا التاريخي ودورُ كلِّ لبناني يؤمنُ بقدرةِ وطنِه على التحليقِ في سماءِ الكون، نموذجاً فريداً لوطنٍ لا يشبه أيَّ بقعة في العالم”.

ثم بدأ الاحتفال الموسيقي مع الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق – عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج بأغنية “هيلا يا واسع” كلمات وألحان الأخوين رحباني وغناء كورس المعهد. وتوالت الأغنيات مع الفنان جوزيف عيسى الذي حمل الحضور وسماء جزين إلى زمن لبنان الجميل وفنه الأصيل، مع أغنيات “يا قمر الدار” و”يا حبيبي دوبني الهوى” كلمات وألحان الياس الرحباني، و”كيف حالن” و”من قول خلصنا” كلمات وألحان الأخوين الرحباني. وكانت له محطات طربية مع “يا مسافر وحدك” كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب، وختاماً مع أغنية “أمانة عليك” كلمات فتحي قورة وألحان كارم محمود.

أما الكورس فكانت وقفته مع أغنية “يا أهل الأرض” كلمات وألحان إيلي شويري، قبل أن يعتلي المسرح الفنان أنطوان وديع الصافي الذي استعاد ريبيرتوار والده الراحل الكبير وديع الصافي في أغنيات شكلت وجدان كل لبناني، فنقل الحضور إلى زمن الأصالة وصوت الحنين والوطن ولبنان الذي يسكن الذاكرة، بصوته الكبير الهادر، فغنى: “رمشة عينك” كلمات وألحان زكي ناصيف، “ويلي لو يدرون” و “جنات ع مد النظر” كلمات عبد الجليل وهبه وألحان وديع الصافي، “لبنان قطعة سما” كلمات يونس الإبن وألحان وديع الصافي، “الليل يا ليلى” كلمات مصطفى محمود وألحان وديع الصافي، و”عندك بحرية” كلمات ميشال طعمة وألحان وديع الصافي، وختم الصافي بأغنية “الله معك يا بيت” كلمات أسعد سابا وألحان وديع الصافي، قبل أن ينضم إليه جوزيف عيسى وكورس المعهد ليختموا الحفل بأغنية “يسلم لنا لبنان” كلمات يونس الإبن وألحان وليد غلمية التي أشعلت في الحضور التفاعل مع حب لبنان المتمثل بفنه الراقي والأصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى