الطائر المغتربالملحق

لبناني الأصل مؤسّس “سانت جود” و”ALSAC” رائدتا مكافحة سرطان الأطفال في أميركا

dany thomas

الطائر – اميركا:

الأمراض المستعصية لدى الأطفال ولاسيّما #السرطان هي سبب الوفاة الأوّل بين الأولاد في الولايات المتّحدة الأميركيّة، و”مستشفى #سانت_جود البحثي للأطفال” (St. Jude Children’s Research Hospital) يعالج ويطوّر علاجات منذ ستينات القرن الماضي ما سمح برفع نسبة النجاة من هذا #المرض_الخبيث عند صغار السن لتصل إلى 80%، وهو يقدّم مستلزمات العلاج كلّها بلا أيّ مقابل. هذا المستشفى والمنظّمة الخيريّة التابعة له أسّسهما الأميركي من أصل لبناني الممثّل والمغنّي الراحل آموس مزياد يعقوب كيروز المعروف باسم #داني_توماس.

في نادي #روتاري جنوب سبرينغفيلد في ولاية ميسوري الأميركيّة وهو أحد فروع نوادي “روتاري” الدوليّة تمّ تكريم ريتشارد شدياق، الأميركي من أصل لبناني أيضاً ووالد توماس شدياق الممثّل والمخرج الشهير.

شدياق هو رئيس مجلس إدارة ومدير عام “المنظّمة الخيرية الأميركيّة اللبنانيّة السوريّة” (American Lebanese Syrian Associated Charities – ALSAC) التي تعمل على جمع التبرّعات لـ”مستشفى سانت جود” الذي أسّسه توماس عام 1962 في مدينة ممفيس في ولاية تينيسي. ومن الجدير ذكره أنّ لهذا المستشفى فرعاً في بيروت هو “مركز سرطان الأطفال – سانت جود” التابع لـ”الجامعة الأميركيّة في بيروت” (AUB).

نشأت منظّمة “ALSAC” الخيريّة

أوضح شدياق ظروف إنشاء توماس للمستشفى البحثي، انطلاقاً من استجابة القدّيس يهوّذا تاديوس لصلاته قبيل أن يرزق باينته مارلو إلى نيله الدعم الذي سمح له بالاستقرار المادي الذي كان بحاجة إليه وقتذاك.

ومع النجاح الذي حظي به توماس، أطلق منظّمة “ALSAC” عام 1957 التي أصبحت اليوم تضمّ أكثر من مليون متطوّع و1250 أجيراً مكلّفون بتأمين التبرّعات لمستشفى سانت جود.

وأضاف شدياق: “توماس أنشأ هذه المنظّمة لأنّه أراد أن يقول “شكراً لك” يا إلهي، وشكراً للولايات المتّحدة الأميركيّة التي منحت أهله، وأجدادي وغيرهم فرصة المجيء إلى هذا البلد من لبنان وسوريا وكسب عيشهم فيه”. وذكّر بأنّ “ALSAC” وُجِدَت لخدمة هدف وحيد ألا وهو بناء “مستشفى سانت جود البحثي للأطفال” وبعد ذلك المحافظة عليه.

السرطان سبب الوفاة الأوّل للأطفال في أميركا

أشار شدياق إلى أنّ السرطان يبقى العامل الأوّل للوفاة بسبب المرض بين الأطفال في الولايات المتّحدة الأميركيّة، كاشفاً عن أنّ “سانت جود” افتتح المركز الوحيد في العالم اليوم للمعالجة بواسطة الـ”بروتون” (Proton) باستخدام تكنولوجيا تستهدف ورم بعينه وتستخرجه من دون إلحاق أيّ أذى بالأنسجة المحيطة”. وأشار إلى أنّ أبحاث المستشفى ما زالت تتوسّع.

وأكّد شدياق أنّ “مستشفى سانت جود” هو الجهة الخاصة الرائدة في تمويل أبحاث سرطان الأطفال في الولايات المتّحدة الأميركيّة. وأضاف: “حتى سنة مضت، كنت لأقول لكم إنّنا أنفقنا أموالاً أكثر ممّا فعلت الحكومة الفدراليّة؛ ولكن اليوم، وبسعادة أعلن أنّ الحكومة رَصَدَت موارد إضافيّة للأبحاث في ما يشكّل سبب الوفاة الأوّل عند صغار السن”.

ميزانية من مليون دولار سنوياً إلى مليونين يومياً!

وأوضح شدياق أنّ المستشفى كان يعمل عند تأسيسه بميزانيّة سنويّة تبلغ مليون دولار أميركي فقط، وقد نما هذا المبلغ ليصبح اليوم 1.9 مليون كل يوم، تغطي منها شركات التأمين 180 ألف دولار فقط، وتغطي الهبات التي تؤمّنها “ALSAC” المبلغ المتبقّي البالغ 1.74 مليون دولار.

تطوّر هائل في نسبة نجاة أطفال السرطان

ولفت شدياق إلى أنّه في العام 1962 كان الأطفال المصابون بمرض السرطان محكوم عليهم بالموت. وكان معدّل نجاة المصابين من بينهم بسرطان الدم 4 بالمئة ويموت 96 ولداً من أصل كل مئة تمّ تشخيص إصابتهم به بعد فترة وجيزة.

أما اليوم، وفق شدياق، فإنّ نسبة النجاة أصبحت 90 بالمئة للأطفال الذين يتلقون العلاج. والمعدّل العام للنجاة من سرطان الأطفال ارتفع من 20 بالمئة سابقاً إلى أكثر من 80 بالمئة اليوم، والمركز يعمل جاهداً لرفع النسبة إلى 90 بالمئة والمستشفى لن يتوقّف عن العمل حتى لا يعود يسجّل وفاة أيّ طفل بسبب هذا المرض الخبيث.

الوعد الذي قطعه داني توماس

وإذ أشار إلى التشابه في العمل والمهام بين “سانت جود” و”روتاري إنترناشونال”، أكّد شدياق للحضور أنّ الأبحاث التي يجريها المستشفى تتمّ مشاركتها بحريّة مع أيّ جهة أو منظّمة طبيّة محترفة”، ولافتاً إلى أنّ “50% من ميزانيّة المستشفى يخصّص لمعالجة المرضى والنصف الآخر مخصّص للأبحاث”.

وتحدّث شدياق عن “وعد تأسيسي أعلنه توماس عند فتح أبواب المستشفى عام 1962 يكاد لا يوجد مؤسّسة واحدة على الأرض يمكنها قطعه، وهو عدم إرسال أيّ فاتورة لأيّ عائلة من “مستشفى سانت جود” سواء لجهة كلفة العلاج أو الانتقال أو السكن أو الطعام، لأنّ كل ما نريده من الأمّهات والآباء أنْ يقلقوا في شأنه هو مساعدة ولدهم على العيش”.

وأضاف: “داني توماس أراد عالماً حيث يتم إخراج العامل الاجتماعي الاقتصادي (socioeconomics) من المعادلة عند اتّخاذ قرار يتعلّق بالرعاية الصحّية؛ فهو أراد أن يكون لكل طفل، بغض النظر عن خلفيّته، حقّ الحصول على الفرصة ذاتها للنجاة من هذا المرض الخبيث”.

المصدر: مركز الانتشار اللبناني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى