الطائر العربيالملحق

“جمال عبدالناصر الحلم والحضور” لمؤلفه هاني سليمان الحلبي.. قراءة فكرية مفتوحة على الأسئلة

خاص الطائر – لبنان:

شهد العام 2018  المئوية الأولى للرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وللمناسبة وجه الكاتب والصحافي هاني سليمان الحلبي تحية لناصر في مئويته من خلال  الجزء الأول من موسوعة “قمم خالدة” بعنوان “جمال عبد الناصر.. الحلم والحضور”.

ورأى الكاتب والمؤلف “الحلبي” ان دراسة التجربة القيادية الناصرية ضرورة، وذلك في سياق استعادة التجارب القيادية الجديرة، والتي ما زالت للآن ولربما لزمن طويل، حلماً وحضوراً لأوساط عربية وازنة. كما اعتبر ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، شكّل حلماً، وتمكّن من البقاء في الضوء حضوراً مميزاً بعد 48 سنة من رحيله الجسدي. فطبَعَ بصمة خالدة في تاريخ مصر وفي تاريخ العالم العربي والعالم، وفي تاريخ الثورة، التي تحلم وتجهد لتغيّر، بما تملك من معطيات وقوى ووسائط.
وتقدُّم الباحث الإعلامي هاني سليمان الحلبي لدراسة تجربة جمال عبد الناصر كقائد لتحليل منهجه القيادي ومنطقه السياسي والقومي يلبي حاجة جوهرية للمكتبة الفكرية السياسية والأكاديمية العربية.

كما عالج الباحث منهج عبد الناصر القيادي بمنهج علمي وتحليل موضوعي، بعيداً عن المؤيّدين والمعارضين معاً، متحرّراً من مواقفهم ونتائجها، سعياً لإنصاف الرجل، كما هو وبما هو، وما أعطته التجربة الناصرية وما بقي منها بعد ألق الزعامة ووهج القائد ومهابة الرئيس. تضامن الباحث بحبٍّ مع موضوعه، وابتعد عنه ليُحيط به.

في المضمون:
تألف الكتاب من مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة:
– عرضت المقدمة لأسباب اختيار الموضوع وقيمته وضرورة دراسته والمناهج العلمية المستخدمة في الدراسة.

– وعرضت الأبواب الثلاثة: في الباب الأول: مصر عبقرية مكان وحضارية اجتماع ، من 4 فصول: الفصل الأول: عبقرية المكان المصري، الفصل الثاني: في خصائص الحضارة المصرية، الفصل الثالث: في الخصائص النفسية الاجتماعية المصرية، الفصل الرابع: في الخصائص السياسية المصرية.
حاول الباحث في الباب الأول تبيان علاقة المكان بالجماعة والتفاعل بينهما عبر التاريخ ورصد نسق تشكل القيم والخصائص النفسية للجماعة، ذلك النسق الذي يشكل سمات لشعب ما، تميزه عن سمات شعب آخر. في النفسية العامة وفي خصائص اجتماعه وفي مجتمعه السياسي.

في الباب الثاني: بصمات قيادية ناصرية.. وتألف من 5 فصول: الفصل الأول: جمال عبد الناصر مشروع قائد، الفصل الثاني: الإعداد آليات ومؤسسات، الفصل الثالث: البنية الفكرية القومية العربية، الفصل الرابع: جمال عبد الناصر قائداً، الفصل الخامس: التنظيم المركزي الفردي.

حاول الباحث رصد تطور جمال عبد الناصر كمشروع قائد، بعد رصد عوامل مؤثرة في بنيته النفسية والعاطفية والأسرية والثقافية والوطنية وصولاً لدخوله لمشاركته في القيادة الطلابية عام 1935 ودخوله كلية الضباط وترقيه ليكون مدرباً في الكلية ثم ضابطاً في السودان والعلمين وفي فلسطين ومعاناته من الظلم في الجيش وتحسسه طغيان الاحتلال، بخاصة في حادث 4 فبراير 1942.. والبدء بالتفكير في تحرك الجيش لاستعادة كرامة مصر. تشكيل الضباط الأحرار، والتعرف على اللواء محمد نجيب.. وفوز نجيب على مرشح الملك فاروق في انتخابات الضباط جعله مرشحاً لقيادة الثورة عليه. واختيار الساعة الصفر في 23 تموز 1952. والتمكن من عزل الملك وإعلان الجمهورية واستحداث تدابير عدة في الاقتصاد والسياسة والقانون والنهج الدولي والعربي واتخاذ القومية العربية سياسة عربية. ثم تمركز الدولة على مركزية الرئيس ناصر. وتركز السلطات بيده.

الباب الثالث: مصر “نقطة بيكار” المنهج الناصري وتألف من 5 فصول: الفصل الأول: فلسفة الثورة – مصر المركز، الفصل الثاني: تصفية الأحزاب بـ”التطهير”، الفصل الثالث: إشكالية الديمقراطية ، الفصل الرابع: هل استطاعت الثورة بناء جيش مصري قوي؟، الفصل الخامس: قيم “حبيب الملايين”.. إنجازات وعطاءات.

مصر هي المنطلق والغاية. منها البدء وإليها الاتجاه. والأهداف الستة لبرنامج الضباط الأحرار هي الخطة. خطة حل الأحزاب السابقة التي كانت عماد ملكية فاروق السعديين والوفديين خاصة. ما أضعف الحياة السياسية وخلق مشكلة بين الدولة والشعب، وعطل حركة الرأي العام وأجهض حرية الاعتقاد، بخاصة بإيجاد حزب وحيد للدولة مسموح له بالعمل والوجود فتدخل فيه الجماهير بمئات الآلاف بين ليلة وضحاها، من دون وعي وتدبر ونضال، زلفى وتوخياً للمكاسب. فيضطر لحله وتأسيس غيره.

مشكلة تقوية الجيش بقيادته التي تم تلزيمها لعبد الحكيم عامر، البكباشي الذي رقي لرتبة مشير من دون إعداد وإقالة كبار الضباط ليتم توليه القيادة وهو على غير خبرة. ومشكلة التسليح ومحاولة الدولة الناصرية تصنيعه، لكن تم إجهاض بضغوط عدة منها تهديدات واغتيالات من الموساد لكبار الخبراء الأجانب. فاتجهت مصر لأميركا، لكنها لم تسلح الجيش المصري فاتجه إلى السوفيات. وبقي الجيش محكوماً بالتأثير السوفياتي ومصالح الاتحاد السوفياتي.

رغم إخفاقات عدة، بقي ناصر قائداً فرداً بلا وريث يليق بقيادته. فرداً فريداً. بسبب تفرق الضباط وانغماس ناصر وحيداً بقيادة الدولة مع بعض المساعدين المغمورين. وتمكن بسحره الخاص وروحه اللامعة وصبره وبنيته المميزة وضحكته الساحرة ودعابته وحنكته من مد جسور الدهشة والحب بينه وبين مئات الملايين من الناس عرباً وعجماً ليبقى معلماً في تاريخ القادة.

اما الخاتمة فقد عرضت  لباقة من التوصيات برسم الباحثين القادمين ليتسق البحث في الموضوع من نقطة متقدمة.

أية خفايا في تخطيط الثورة وفي قيادة الدولة؟
أي نظام مركزي فردي ركّزه ناصر؟
لماذا عُزل الملك فاروق ولماذا انتقلت مصر من ملك واحد ليحكمها 14 ملكاً وصولاً لزعامة ناصر منفرداً؟
وهل أجادت الثورة بـ”تطهير” الحياة السياسية من أحزابها وأبرز رجالاتها؟
كيف تعاملت دولة الثورة مع مأزق الديمقراطية والنكسة؟
هل تمكنت من تحقيق مبادئها الستة؟
ماذا أضاف عبد الناصر لإرث القيادة ولسجلات القادة من فرادة؟
ماذا بقي من عبد الناصر للتاريخ والأجيال؟

      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى