الملحقطب

خبراء مكافحة مرض قصور القلب يضعون الأولويات لمواجهة ’المرض المنسي‘ في لبنان

الطائر – لبنان:

شهدت العاصمة اللبنانية #بيروت اجتماع عددٍ من أهم خبراء مكافحة #مرض_قصور_القلب لوضع خارطة طريقٍ تحدد أولويات العمل لتحسين مستويات الرعاية المحلية وتعزيز فعالية التدخل الطبي وتحسين السياسات الطبية الرامية لخدمة أكثر من 72 ألف مريض يعاني من قصور القلب في لبنان.

واستقطبت الجلسة، التي حملت اسم ردم الهوة في التصدي لمرض قصور القلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مع التركيز على لبنان، صنّاع السياسات الصحية وخبراء قصور القلب من لبنان لمناقشة نتائج تقرير خارطة الطريق لمكافحة مرض قصور القلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – وهي دراسة معمّقة أجرتها شركة ’هيلث بوليسي بارتنرشيب‘ الاستشارية. وقيّم التقرير الاحتياجات التي لا تتم تلبيتها والعراقيل والفرص الكامنة لتغيير السياسات بما يكفل خفض معدلات الاعتلال والوفيات بين مرضى قصور القلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويأتي الاجتماع في أعقاب إطلاق تحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكافحة #قصور_القلب في شهر نوفمبر الماضي، وهو أول مجموعة إقليمية متخصصة بعلاج مرض قصور القلب. ويركز تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمكافحة قصور القلب على سبل مكافحة المرض ووضع خارطة طريق واضحة المعالم للإجراءات ذات الأولوية، وتطوير جملة التدخلات والسياسات المعتمدة محلياً والتي تنسجم مع مجالات التركيز الأساسية التي حددتها نتائج تقرير خارطة الطريق.

وأشار تقرير خارطة الطريق لمكافحة مرض قصور القلب في #منطقة_الشرق_الأوسط_وشمال_أفريقيا إلى التحديات الفريدة التي تواجهها المنطقة من حيث نسب انتشار المرض، مما يتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية مماثلة، والتي قد تختلف من دولةٍ إلى أخرى بحسب النتائج الإحصائية الخاصة بكلٍ منها. وتشير الدراسات إلى أن معدلات إعادة الاستشفاء أعلى بكثير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمقارنة مع الدول الأخرى. وينجم عن حالات إعادة الاستشفاء هذه تكبد تكاليف باهظة ويمكن تجنّبها في كثير من الأحيان.

وأتاحت الفعالية، التي استضافتها #الجمعية_اللبنانية_للقلب بالتعاون مع شركة #نوفارتس العالمية المتخصصة بالصناعات الصيدلانية، للتحالف إمكانية تحديد الأولويات الرئيسية لعلاج قصور القلب في #لبنان، والتي تضمنت: مراجعة وتعديل السياسات ذات الصلة بشكلٍ يضمن تشخيص المرض في الوقت المناسب وتقديم مسارات الرعاية المثالية والرعاية المستمرة بعد الخروج من المستشفى بالإضافة لأهمية السعي لتطوير جهود مكافحة قصور القلب كأولوية قصوى.

وفي إطار كلمته التي ألقاها في الفعالية، قال الدكتور هادي سكوري، رئيس وحدة عناية القلب في المركز الطبي التابع لـ #الجامعة_الأمريكية_في_بيروت: “لطالما شكّل مرض قصور القلب وباءاً لا يستثني أي منطقةٍ من العالم، وخاصة الشريحة الشابة من سكان منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك النسبة الأعلى من عدد المصابين حول العالم، بحيث يصاب سكان هذه المنطقة بقصور القلب في سن أصغر 10 سنوات بالمقارنة مع نظرائهم في الدول الغربية  وعلى الرغم من التحسن الكبير في عمليات تشخيص وشفاء المرضى الذين يعانون من أمراض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب الخلقية، ما زال انتشار الإصابة بقصور القلب في ازدياد مستمر. وتشير مجموعة من الدراسات الشاملة إلى بلوغ أعداد المصابين بقصور القلب وما نتج عنه من وفيات ضمن منطقة الشرق الأوسط إلى أرقام مقلقة إلى حد كبير، ومع ذلك، توجد العديد من البيانات المتوفرة من الدراسات المستقلة الأخرى. ويوجد في لبنان، على سبيل المثال، قرابة 72 ألف مصاب بحالات قصور القلب4“.

كما وبينت الدراسة انخفاض مستوى الوعي بقصور القلب بين الجمهور، ومتخصصي الرعاية الصحية وصنّاع السياسة، مما يؤثر على مختلف جوانب العناية بمرضى قصور القلب، إلى جانب ندرة المواد التعليمية في أغلب الأحيان وعدم توفر الدعم المناسب لمساعدة المرضى ومزودي خدمات الرعاية الصحية القادرين على تقديم الدعم الملائم للمرضى. وقد يؤدي هذا إلى تأخر المريض في طلب الحصول على العلاج، واللجوء إلى المستشفيات بشكل أكثر تواتراً، وعدم توفر عناية ذاتية كافية، أو الحد من قدرة المرضى على اتخاذ قرارات الرعاية أو العلاج.

وغالباً ما تحدث الإصابة بقصور القلب إثر معاناة عضلة القلب من ضعف مفاجئ جرّاء أزمة قلبية أو أحد الأمراض الأخرى التي تؤثر على القلب، أو نتيجة لتلف متنام تدريجياً جرّاء الإصابة بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجي. 6،7 وتشتمل قائمة عوامل الخطورة الشائعة للإصابة بمرض قصور القلب على ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وفرط شحوم الدم الذي يؤدي إلى حدوث مرض الشريان التاجي وتدخين السجائر وتعاطي المخدرات ومضغ القات والسمنة المفرطة، حيث ترتبط كثير منها بأكثر من واحد من أنماط الحياة الغربية والتي تنتشر في الوقت الراهن بصورة كبيرة بين جموع سكان منطقة الشرق الأوسط.

كما وشارك الدكتور أنطوني سركيس، طبيب قلب وأوعوية ورئيس الجمعية اللبنانية للقلب بكلمةٍ في الفعالية حيث قال: “تمكّنا اليوم من التوصل إلى خارطة طريق واضحة المعالم تتيح لنا التعامل بفعالية أكبر مع مرض قصور القلب في لبنان. ومن خلال العمل مع مجموعة واسعة من الأطباء المختصين في مجال الرعاية الصحية متعددة التخصصات، يمكننا زيادة مستويات التوعية بهذا المرض، وضمان قدرة المرضى ومتخصصي الرعاية الصحية على اتخاذ قرارات واعية في إدارة المرض ومعالجته”.

وأضاف: “يمثل جمع البيانات الشاملة والدقيقة حول أعباء قصور القلب في لبنان أهميةً خاصةً بالنسبة لنا باعتبار أن محدودية هذه البيانات وعدم متابعة المرض بالشكل الملائم يمثل السبب الرئيسي لقلة الاهتمام بتشخيص المرض وعلاجه والوقاية منه.

من جانبه، قال الدكتور صبحي الدادا، الرئيس السابق للجمعية اللبنانية للقلب ورئيس مجلس الإدارة للعلاجات البضعية وغير البضعية في مستشفى حمود- مركز طبي جامعي: “يعتبر قصور القلب المسبّب الأول لدخول المستشفى حول العالم بين الأشخاص الذين تخطّت أعمارهم 65 عاماً،8 مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على المرضى وعائلاتهم. ويتوقع ارتفاع الضغوط الناجمة عن قصور القلب في واختتم الدكتور الدادا حديثه بالقول: “مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظراً لارتفاع معدل انتشار عوامل الخطر المسببة للأمراض غير المعدية في المنطقة، والتي غالباً ما يتم تركها دون معالجة. ولا بد من العمل لوضع الأطر الناظمة والسياسات الصحية لدعم جهود مواجهة الأمراض القلبية الوعائية وتضمن مرض قصور القلب في هذه الأطر الصحية”.

وعلّق الدكتور طوني عبد المسيح، بروفيسور مساعد في أمراض القلب في جامعة ’سانت جوزيف‘ (USJ) في بيروت، بالقول: “يسهم إدراك الجوانب الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على المرض في المساعدة على تطوير تدخلات وسياسات يمكن تطبيقها محلياً. وينبغي أن تسارع الحكومات لاتخاذ إجراءات محددة تنسجم مع احتياجات وظروف المنطقة وكل دولة على حدة”.

ومن النقاط الرئيسية الأخرى التي تمت مناقشتها في الاجتماع سبل بناء مسارات رعاية صحية مستمرة لمرضى قصور القلب في لبنان، بما في ذلك: إدراك أهمية الوقاية؛ وإجراء تشخيص دقيق وفي الوقت المناسب؛ والحرص على منح المرضى أعلى مستويات الرعاية الصحية أثناء التواجد في المستشفى؛ وإدراك أهمية مراقبة وعلاج قصور القلب خارج المستشفى؛ ومنح المرضى الأدوات اللازمة والدعم المناسب لإجراء المراقبة الذاتية وتحقيق العلاج الذاتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى