الملحقطب
أخر الأخبار

بخاش لموقع الطائر نيوز: “مؤتمرنا الطبي الإغترابي هدفه ربط الطبيب المغترب بالوطن وإعادة إسم مستشفى الشرق للبنان معاً”

خاص الطائر – مهى كنعان

الحديث مع نقيب الأطباء البروفيسور يوسف بخاش لا ينتهي بساعة، فالساعة غير كافية للإحاطة بكل جوانب القطاع الصحي والطبي في لبنان، لكن في لقائنا معه طمئننا النقيب بخاش وبالرغم من كل ما يواجهه القطاع الصحي أنه ما زال بألف خير وبقليل من الإرادة ومضاعفة الجهود يمكننا إستعادة اسم لبنان “كـمستشفى للشرق“.

موقع الطائر نيوز زار نقيب الأطباء في بيت الطبيب وعاد بهذا اللقاء:

التحضير لمؤتمر طبي إغترابي

البداية كانت من المؤتمر الذي تُحضر له النقابة في السادس والسابع من تموز المقبل والذي سيعقد في بيت الطبيب حاملاً اسم “معاً”، وبهذا الخصوص قال د. بخاش: “أنّ قانون النقابة ينص على إجراء مؤتمر سنوي، فبناء على ذلك وبما ان آخر مؤتمر كان قد انعقد في العام  ٢٠١٢ كان لا بد من إجراء مؤتمر نناقش فيه عدة امور. وبما ان ٢٥٪ من أطباء لبنان قد هاجروا بسبب الظروف فكان لا بد من توجيه تحية للـ ٧٥٪ الذين بقيوا وصمدوا. وبالتالي فانا لا أقوم سوى بتطبيق القانون الذي تنص عليه النقابة خاصة انه عندما ترشحت لمنصب النقيب كنت وضعت في برنامجي الانتخابي احترام قانون النقابة وتطبيقه والمدافعة عن حقوق الاطباء وصون كرامتهم وتفعيل دور النقابة على جميع المستويات بما فيها اقامة المؤتمرات.

تابع بخاش حديثه عن المؤتمر وقال: “يتعرض لبنان اليوم لهجرة كبيرة للعديد من الأطباء وكلنا نعرف الاسباب، والمسؤولية تحتم علينا خلق صلة الوصل مع هذا الاغتراب اللبناني الحديث والقديم ايضاً، لذا تواصلنا مع الجمعيات الطبية في بلاد الاغتراب التي أبدت رغبة شديدة للمشاركة بالمؤتمر خاصة أن بعض الجمعيات قديمة مثل الجمعية الفرنسية وعمرها ما يقارب الـ 33 عاماً وتضم 2000 طبيب جميعهم من اصول لبنانية يحملون الجنسيات الفرنسية، والجمعية الطبية في ساوباولو التي تضم حوالي 700 طبيب وعمرها اكثر من 20 عاما، كذلك الجمعية الالمانية اللبنانية التي تأسست من اشهر قليلة وتضم حالياً ما يقارب الـ 250 طبيب وجميعهم يملكون اقامات او جنسيات او وُلدوا في المانيا وهم من أصول لبنانية”.

سألناه ماذا سيناقش المؤتمر وما هي مواضيعه؟

أجاب د. بخاش:” المؤتمر موجه الى المجتمع الطبي ككل، سيضم جلسات عديدة وفي كل جلسة سنناقش محاور مختلفة، في القسم الاول سنتكلم عن القطاع الصحي في لبنان عن كليات الطب وعدد الخريجين سنويا، هل لدينا سياسة مستقبلية للقطاع هل نعرف ما هي الاختصاصات التي نحتاج اليها والتي نعاني من نقص فيها، وهذا يندرج ضمن الخريطة الصحية، مثلاً في فرنسا يوجد ما يُسمى  Anumeros Closus ما يعني أن الدولة تحدد عدد الاطباء واي اختصاصات تريد وتُعْلِم كليات الطب بذلك من أجل ضمان عمل كل المتخرجين وتوفير فرص لهم كي لا يكون هناك فائض بعدد الاطباء وبإختصاص اكثر من الأخر، فهل نحن نوجه طلابنا كما يجب ام نعطيهم شهادة بمثابة جواز سفر ونسمح لهم بالهجرة ليتابعوا دراستهم وعملهم في الخارج، هذا من جهة، من جهة أخرى هل التوزيع الطبي في لبنان متوازي والخدمة الطبية تصل لكل مواطن لبناني بشكل جيد أم اهه أن أهل العاصمة يحظون بخدمات طبية افضل من أهل الشمال والجنوب! او هل لدينا اطباء عائلة؟ او ما يسمى طبيب عائلي؟ مجتمعنا يفتقد لهذا النوع من الاطباء الذي يوفر على المواطن جزءا كبيرا من الفاتورة الطبية، في جميع المجتمعات 50% من الاطباء هم اطباء عائلة والباقون هم اختصاصيون.

سنناقش أيضاً موضوع المسؤولية الطبية في لبنان، هل هذا الأمر منظم ضمن نظام داخلي، هل هناك لجنة تحقيقات تتابع الطبيب اذا حصل اي خطأ طبي، هل حصانة الطبيب مصانة، فقانون الآداب الطبية ما زال مرتكز في لبنان على قانون الجمهورية اللبنانية الثانية في الاربعينيات الذي يعتبر الخطأ الطبي جرم ويحاكم عليه في النيابة العامة الجزائية، بينما في كل دول العالم انتقل الى النيابة العامة المدنية لانه ليس خطأ متعمداً وعن غير قصد، الا اذا الطبيب قتل المريض بطريقة متعمدة فهذا امر آخر. كل هذه الامور بحاجة الى تطوير وهنا تكمن أهمية التعاون مع الاغتراب اللبناني في القطاع الطبي لنعرف ونرى طريقتهم في معالجة هذه القضايا والاستفادة من خبراتهم في تطوير قوانين نقابتنا.

طبعاً لن ننسى أيضا الخوض في الانجازات الطبية بالقسم الثاني من المؤتمر سواء أكانت إنجازات محلية ام اغترابية في كل القطاعات القلبية، الجلدية، العظمية… والحديث عن التطورات العلمية الجديدة والتكنولوجية والمتبعة من قبل الهيئات الصحية والعالمية ومنظمة الصحة العالمية..

هل تتوقعون مشاركة عدد كبير من الاطباء من الخارج في هذا المؤتمر؟

طبعا كما اشرت سابقاً، هناك رغبة كبيرة في المشاركة، وقد وجهت بياناً لكل السفارات عبر وزير الخارجية والمغتربين بدعوة جميع الاطباء التي ترغب بالمشاركة بالتواصل معنا، كما انني زرت عدد من الجمعيات الطبية الإغترابية كالجمعية البلجيكية والفرنسية وكذلك الالمانية، كما كان لنا لقاءات مع تجمع  النقابات الفرنكوفونية بدعوة من النقابة الفرنسية، وذلك من اجل تنشيط عملنا ضمن النقابات الفرنكوفونية.

نقابة الأطباء ودورها

وبالانتقال للحديث عن وضع نقابة الأطباء بشكل عام قال البروفيسور بخاش: “حين استلمت النقابة لم يكن الوضع المالي مشجعا كثيراً، خاصة ان النقابة تعيش من الرسم الذي يأتي من الدواء المستورد والاجهزة والمعدات الطبية المستوردة التي خفّت كثيرا بسبب الأوضاع الإقتصادية، وبما إن النقابة كانت لا تزال تستوفي على سعر ١٥٠٠ ليرة للدولار بينما الدواء بات غير مدعوماً فصندوق النقابة كان مكسوراً اذ كنا ندفع من اللحم الحي لتسديد كل المصاريف والرواتب، فما قمت به في البداية هو اتخاذ قرار باستيفاء رسوم الادوية على مؤشر سعر الدواء وليس السوق السوداء بل على سعر صيرفة، وهكذا خلال فترة قياسية وضمن ٩ اسابيع رفعنا مدخول الصندوق أضعاف ومنعنا صندوق النقابة من الانهيار. بالاضافة الى ذلك رفعنا راتب الطبيب التقاعدي ضعفين فاصبح ٤ مليون و٨٠٠ الف بدلا من مليونين و ٤٠٠ الف ونحاول رفعه اكثر لان مع انهيار العملة اللبنانية للاسف لم يعد لهم قيمة. وهكذا اصبح الوضع المالي للنقابة سليم وبتنا قادرين على تنظيم مؤتمراتنا ودعم الجمعيات الطبية الاخرى على تنظيم مؤتمراتها  وتقديم المساعدات وغيرها من الامور.

واضاف قائلاً: “ومن الامور التي نعمل على تحسينها ايضا العلاقة مع الجهات الضامنة الخاصة  private insurance، اذ كان هناك قرارا من المجلس السابق يقضي بدفع ٥٠٪ من أتعاب الطبيب بالفريش دولار، وكان قراراً محقاً لان الاموال كانت مجمدة في المصارف، فانا قررت رفع التعرفة الى ٧٥٪  لنصل الى ١٠٠٪ تدريجيا اي في العام ٢٠٢٤ وهذه المفاوضات استمرت لاشهر حتى تمت الموافقة على الـ ٧٥٪ لكنهم وضعوا شروطا كثيرة وهذا ما لا اقبله كنقيب للأطباء، فانا دوري ان احمي الطبيب وحصانته المالية، لذا قررت أن أطبق القانون ليس أكثر الذي يعطي الحق للطبيب أن يحدد هو بدل الأتعاب مع مريضه، وأن يستوفيها مباشرة منه بغض النظر اذا كان لديه شركة ضامنة او لا، وبعدها المريض يُحصل حقه من الشركة الضامنة التي ينتمي لها.

هكذا يمكننا المحافظة على الطبيب ان يبقى في وطنه، لقد اصبح لدينا نقص كبير في عدد الاطباء، القطاع الطبي يعاني من نزيف وبالتالي أنا أحافظ أيضاً على المريض من خلال إبقاء طبيبه في لبنان. الامور ليست سهلة لكن كنقابة من الضروري الوقوف الى جانب الطبيب والمحافظة على حصانته العلمية والمالية والقانونية حتى يستمر في تأدية رسالته.

التضامن مع سوريا جراء كارثة الزلزال

من فترة قصيرة وتضامنا مع اهالي سوريا المنكوبين جراء الزلزال المدمر ارسلتم مساعدات طبية وهذا امر تشكرون عليه، لكن كما نعلم ان لبنان يعاني من نقص وشح في كل المواد الطبية فكيف استطعتم القيام بذلك؟

صحيح، لكن جميعنا نعرف عندما تعرضنا لنكبة جراء انفجار المرفأ في بيروت كل المجتمعات ساعدتنا ووقفت الى جانبنا في هذه المحنة. فاليوم ما حصل هو كارثة تتخطى الحدود الجغرافية ونحن محظوظون لاننا بمنأى عنها، فكان من أقل الواجبات أن نقف جنب اشقاؤنا الاتراك والسوريين، وبالفعل تواصلت مع النقابتين في البلدين وتبين ان تركيا ليست بحاجة لمساعدات لانها لا تعاني من أزمة دواء أو هجرة اطباء ولديهم ما يكفي من المستلزمات، بينما اهلنا في سوريا ان استطاعوا في اليومين الأولين من  إعانة انفسهم لكن لا يمكنهم الاستمرار، فهم لديهم نقص كبير في المستلزمات الطبية والخبرات الانسانية، لذا مباشرة توجه عدد كبير من الزملاء الى المناطق المنكوبة في سوريا للمساعدة، وانا تواصلت مع المستشفيات الكبيرة الذين لبوا النداء مباشرة ووضبوا المستلزمات والمعدات الطبية اللازمة وارسلوها الى النقابة ونحن بدورنا ارسلناها الى وزارة الصحه ونقابة الاطباء السوريين التي اهتمت بتوزيع المساعدات داخليا على المناطق المنكوبة. طبعا دورنا كنقابة لا يقف هنا لكننا نتابع دائما كل الاوضاع وسنقوم بواجبنا المهني والانساني في مساعدة المتضررين من خلال اجراء عمليات جراحية ترميمية بالتعاون مع الطواقم الطبية السورية.

كلمة أخيرة

وفي كلمته الأخيرة قال نقيب الأطباء البروفسور يوسف بخاش: “أنا أدعو جميع الأطباء المغتربين بتلبية النداء، فـلبنان بلد لا يكتمل إلا بأبنائه المقيمين والمغتربين معاً ونحن اخترنا الإغتراب لأننا نكبر ونفخر به، وهدفنا الأساسي هو ربط الطبيب المغترب بالوطن والإستفادة من خبرات هؤلاء الاطباء المغتربين الذين رفعوا وما زالوا يرفعون إسم لبنان عالياً ومن أجل أن نعيد إسم مستشفى الشرق للبنان معاً“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى