الطائر المغتربالملحق

سفير الباراغواي في لبنان حسن خليل ضيا: “أدعو الجميع للإستثمار في الباراغواي”

ambassador-Dia

خاص الطائر – مهى كنعان

في نبع لبنان المسحور بالحضارة والانفتاح والعطاء ولد حسن خليل ضيا وفي فمه بطاقة سفر، فحطّ في الباراغواي عام 1985 ومنذ ذلك الحين اخترق الازمنة، وبعمله الجاد والدؤوب والهادئ بات جسراً مضيئاً بين لبنان والباراغواي، وبحضوره اللافت استحق عن جدارة لقب سفير. تواضعه الكبير سمة من سماته وحبه لوطنه لا حدود له، هو ابن كل لبنان، ينتمي للإنسانية جمعاء، يعيش في سلام داخلي دائم كما الباراغواي التي اطلقت يوم الصداقة العالمي والذي يعتبر رمزاً للسلام.

موقع “الطائر” التقى السفير حسن خليل ضيا في السفارة الباراغوانية في الحازمية وأجرى معه حواراً اليكم تفاصيله.

بادرناه السؤال: مَن هو السفير حسن ضيا وكيف وصل الى هذا المنصب؟

عرّف السفير ضيا عن نفسه أنه من لبنان الذي أطلق أشعته على العالم اجمع، وقال: “لم تكن في نيتي عندما هاجرت عام 1985 دخول المعترك الدبلوماسي، فقد جاء ذلك عن طريق المصادفة، فكنت في طفولتي اطيل التمعن والنظر الى النجوم، وافكر في اكتشاف ذلك الافق البعيد، فكانت الهجرة نحو الباراغوي حيث الاهل والاقارب. عملت في مجال التجارة في بداية الامر، وهذا ساعدني على اكتشاف البلد والتعرّف على مميزاته وعلى أهله فلمست طيبتهم وحبهم للآخرين ونفسيتهم الاصيلة التي تشبه الى حد كبير نفسية اللبناني.

كل تلك العوامل ساهمت في وصولي الى هذا المركز، فسعيت جاهداً لبناء العلاقات مع مختلف الشرائح الاجتماعية بين البلدين وتمتينها وتفعيلها، وكنت خير دليل لوطني لبنان وللباراغواي التي منحتني جنسيتها وجعلتني سفيراً لبلادها في لبنان منذ العام 2009.

الجالية اللبنانية في الباراغواي

وفي ما يخص الجالية اللبنانية في الباراغواي قال السفير ضيا إنها قديمة العهد ويعود وجودها الى أواخر القرن التاسع عشر، حيث وصل اليها عدد من اللبنانيين هرباً من الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي كان يمر بها لبنان كسائر اللبنانيين الذين هاجروا بحثاً عن لقمة عيش كريمة وحياة آمنة.

وأشار الى ان الجالية اللبنانية والعربية كانت وما زالت تلعب دوراً هاماً في بناء الباراغواي الحديث وتبوأ العديد من ابنائها المراكز الرفيعة في الدولة وفي مجلس الشيوخ والنواب وكثر منهم أطباء ومحامون وشعراء فأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الباراغواي وحضارتها.

اللبناني باني المجتمعات

وأشار الى ان غالبيتهم تمركزوا في مدينة اسونسيون وفي منطقة Ciudad Del Este اذ ساهموا بشكل كبير في بنائها، خاصة رجل الاعمال محمد جباعي مؤسس غرفة التجارة والصناعة الذي وصل في السيتينيات، وكان أول من بنى المراكز التجارية الكبيرة بالتعاون مع أصدقائه وجعلوا من Ciudad Del Este أهم منطقة تجارية عصرية تضاهي اكبر المراكز التجارية في العالم، إذ احتلت المركز الرابع عالمياً بعد الصين والولايات المتحدة وهونع كونغ.

الباراغواي مُصدّر السلام للعالم

وأضاف: ان الباراغواي بلد محب للسلام وكيف لا ومن عنده ولد يوم الصداقة العالمي الذي يحتفل العالم به في 30 تموز من كل عام، ما ساعد الجالية اللبنانية على التأقلم مع البلد واهله كلياً فبنوا المؤسسات الخيرية والجوامع والمدارس اللبنانية المعترف بها من قبل الحكومة اللبنانية، فبات من السهل على العائلات اللبنانية العيش والاستقرار والمحافظة على العادات والمبادئ والتقاليد.

الباراغواي قوة اقتصادية هائلة

وعن الباراغواي قال ضيا إنه بلد غني بالموارد كالطاقة والمياه، خاصة أنه قائم على أكبر خزان مياه جوفية صالحة للشرب، وهذا ما يساعد في بناء السدود الهيدرومائية وتوليد الطاقة الكهربائية. كما تتميز بمساحات أراضيها الزراعية الشاسعة. فهي تحتل المركز الاول في تصدير السكر العضوي الى اميركا واوروبا وانتاج الطاقة الكهربائية والخامس في تصدير طحين الصويا والسادس في تصدير الذرة والتاسع في تصدير اللحوم والعاشر في تصدير القمح، فكل ذلك يجعل من الباراغواي ارض الفرص الفريدة التي تساهم في تطوير الاقتصاد العالمي.

العلاقات بين البلدين

كما نوّه السفير ضيا بالعلاقات الرسمية بين البلدين، فقال لقد زار لبنان من مدة وفد بارغواني ترأسه رئيس مجلس النواب هوغلاس فيلاسكيس مورينو، حيث قام بجولة في لبنان وزار الاقطاب اللبنانيين واجتمع برئيس مجلس الاعمال اللبناني فؤاد زمكحل وتم الاتفاق على تأسيس مجلس أعمال لبناني بارغواني بغية تحسين الاستثمار بين البلدين. كما وقعت المعاهدات ومنها توأمة بين بلدية بافليه الجنوبية (مسقط رأسه) وبلدية لامباره في الباراغوي، وأشار الى ان الباراغواي دعت جميع المستثمرين اللبنانيين بالتوجه اليها والاستثمار فيها بعد ان استحدثت قوانين كثيرة لجذب المستثمر، منها الإعفاءات الضربيبة وحرية تحويل الاموال وحمايتها ما يجعل من الباراغواي وجهة مضمونة للمستثمرين وتعتبر افضل خيار لبناء المستقبل.

الشباب والهجرة

وعما اذا كانت الباراغواي تشهد هجرات حديثة من قبل الشباب اللبناني قال ضيا: “بالطبع هناك دائماً هجرات جديدة خاصة اولئك الذين يبحثون عن فرص عمل فيلقون الترحاب من قبل المواطنين ويجدون أن الحياة فيها جميلة وكلها أمن وسلام”.

وعن الذين يحملون بعض المعتقدات السياسية معهم قال ضيا: “سرعان ما يتخلون عنها بعدما ينخرطون في اعمالهم ويجدون ان الحياة لا تستحق منهم كل ذلك التعصب، وانها تستحق نظرة ثانية”. وفي سؤاله عن البلد التي يتحدر منها اللبنانيون قال السفير ضيا ضاحكاً: “نحن لبنانيون وجميعنا نحب “الكبة النية”” في اشارة منه الى انهم من جميع المناطق اللبنانية دون استثناء.

الباراغواي أرض خصبة للاستثمار

في الختام جدد السفير ضيا دعوته لرجال الأعمال اللبنانيين بالتوجه الى الباراغواي والاستثمار فيها باعتبارها من أهم الدول حالياً على الساحة العالمية، وحث الشباب اللبناني على التفكر بعقلانية وعدم الانجرار وراء المشاكل السياسية والطائفية التي تزيد الشرخ بين ابناء الوطن الواحد.

Ambassador-Dia-with-his-parents ambassador-dia-with-his-family2 Almarzoki---Kuwaitambassador-Dia-With-President-salam ambassador-Dia-with-Mr.Berri ambasssador-Dia-with-President-Berri MINISTRO-DE-NEGOCIOS-EXTRANJEROS-DE--LA-REPUBLICA-EMIRATOS-ARABES-UNIDOS-14 MINISTRO-DE-NEGOCIOS-EXTRANJEROS-DE--LA-REPUBLICA-EMIRATOS-ARABES-UNIDOS-31 Ambassador-Dia-during-an-event  ambassador-Dia-in-the-national-day maha-with-the-ambassador-haasan-diaambassador-Dia-with-his-family

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى