الطائر المغتربالملحق

معرض سنغابور آرت فير سلط الضوء على ابداعات الفنانين اللبنانيين

الطائر – سنغافورة: 

للمرة الأولى، استضافت سنغافورة في معرض “سنغابور آرت فير” 59 صالة عرض من 22 بلداً و 230 فناناً من منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها. هو الأول في آسيا من حيث إظهار الفنون الحديثة والمعاصرة من المناطق المذكورة. ويستمر المعرض لغاية 30 تشرين الثاني 2014.

“تعكس ولادة معرض “سنغابور آرت فير” دينامية مشهد سنغافورة الثقافي. تهدف سنغافورة إلى أن تطلق الفنانين الناشئين والصاعدين لاكتشاف أعمالهم الفنية وتسعى أيضاً إلى إطلاق صالات عرض الشباب الذين يبحثون عن المنصات التي تخولهم أن يكونوا في الواجهة الدولية. “سنغابور آرت فير” هو معرض يوفر للفنانين وصالات العرض منصة فريدة تخلق سبلاً للتبادل الثقافي، لاسيما بين الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها، مشجعاً بذلك الحوار العالمي المرتكز على الفن،” تقول السيدة لور دوتـڤـيل، مؤسسة ومديرة المعرض.

وفي الدورة الأولى لمعرض “سنغابور آرت فير” يقول السيد جايسون نغ، المدير التنفيذي للمعرض: “نحن فخورون لافتتاح المعرض وتقديمه إلى الجماهير في سنغافورة وآسيا. وبما أنه المعرض الأول، الذي يعرض الفن الحديث والمعاصر من منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها، نودّ لفت أنظار الجميع – تحديداً الجماهير في سنغافورة وآسيا – إلى ما أنجزته المنطقة على مرّ التاريخ. نأمل من خلال تقديم هذه الفنون إلى زوار المعرض، أن نتمكن من نشر الوعي حول الرسائل التي يحاول الفنانون إيصالها، وبالتالي سنوطّد التقدير للفن ونخلق هذا الرابط العاطفي والحوار النابع من هذه المنطقة.”

إن معرض “سنغابور آرت فير” لهو نتاج التعاون الثقافي القوي بين فرنسا وسنغافورة. وفي هذا السياق يقول سفير فرنسا في سنغافورة بنجامن دوبيرترت: “يجسد المعرض دينامية الهندسة الثقافية الفرنسية، بالإضافة إلى قدرات سنغافورة كمركز إقليمي لسوق الفن. إن “طريق الحرير” الذي يمرّ به الفن المعاصر مرة جديدة لهو مسعى ابتكاري وواعد.”

مميزات معرض “سنغابور آرت فير”

في خلال مناقشة الإتجاه الفني لمعرض “سنغابور آرت فير”، يقول باسكال أوديل، المدير الفني  للمعرض: “كان ثمة اهتمام متزايد و أحداث حول العالم تروّج للفنّ المرتبط بمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها٬ سواء من خلال البينالات، أو المتاحف الكبرى، أو المزادات أو المعارض الدولية الكبرى. حان الوقت لتقدم آسيا معرضاً مكرساً للفن في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها، دافعة بالفنون إلى الواجهة، ناشرة الوعي حول الإضطرابات السياسية والإجتماعية التي شهدتها المنطقة. لدينا ثلاثة أجنحة بارزة في المعرض – ألا وهي جناح الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، والجناح اللبناني، وجناح داتو إبراهيم حسين. وقد تم تصميم كل جناح، ليس لتوسيع آفاق الزوار حول هذه المنطقة فحسب، بل أيضاً لمساعدتهم على إدراك وفهم ثقافتهم، وتاريخهم، والصراعات السياسية من خلال وجهات نظر الفنانين.”

إن جناح الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا من تنسيق كاثرين دافيد، نائب مدير المتحف الوطني للفن الحديث، مركز جورج بومبيدو في باريس. ويهدف إلى تقديم تشابك الممارسات الفنية في المنطقة التي مرت بأوقات عصيبة في التاريخ. يقوم التركيز على أعمال سبعة فنانين معروفين من الشباب من منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا.

أما الجناح اللبناني، فمن تنسيق جانين معماري، هاوية مجموعات، منسقة معارض ومؤسسة  Liban Art في لبنان٬ تحت عنوان “لبنان المعاصر: الفن لتجاوز العنف”. إن هذا الجناح يحتوي على أعمال مستوحاة من الخبرات التاريخية الشخصية من فنانين صاعدين ومعروفين يعيشون في لبنان و خارجه. إن النقطة المشتركة بين هؤلاء الفنانين تكمن في التعبير عن قلقهم حيال الاضطرابات في الشرق الأوسط وارتداداتها على ديمقراطيتهم متعددة الثقافات، بالتزامن مع فقدان الحرية والتوازن في البلد.

أما جناح الفنان الماليزي الراحل داتو إبراهيم حسين الذي لا بد من زيارته، فيضم سبع قطع استثنائية تعرض للمرة الأولى في سنغافورة. لقد شهد داتو إبراهيم حسين التغيرات الاجتماعية، والإقتصادية، والسياسية حول العالم. وبفضل رحلاته المتعددة، أتى فنه مستوحى من الأحداث الجارية،  وسفراته إلى مختلف أنحاء العالم. واقتباساً عنه: “إن الكثير من الأحداث التي كانت تجري عالمياً جعلتني أدرك أنه علي أن ألتزم جدياً بالفن. فبدأت الإعتقاد أن من واجب الفنان أن يرسم لزملائه المعاناة والإبتهاج في زمنه. كان عليّ التعبير عن كامل الكمال الإبداعي في داخلي لإعطاء معنى عن مصداقيتي، عن حياتي الخاصة.”

إن المجموعة المقدمة في المعرض من شأنها أن تعطي الزوار لمحة عن كامل أعماله و التي سوف تقدمها عليا حسين، ابنة داتو إبراهيم حسين.

إشراك الجمهور في معرض “سنغابور آرت فير”

بالإضافة إلى الأجنحة الثلاثة، يستضيف “سنغابور آرت فير” برامج أخرى مصممة لربط الزوار بالمعرض، ملهمة إياهم تعلّم المزيد عن الفن في المنطقة. ويسلط الضوء على آداء فن الفيديو، وآداء فن الشارع، و الفن الشعبي والمحاضرات.

العرض العالمي الأول لــ  So Far, So Close للمصور العالمي روجيه مكرزل

بمناسبة الدورة الاولى ﻟ “سنغابور آرت فير”، قدّم المصوّر اللبناني العالمي روجيه مكرزل العرض الأول لفيديو So Far, So Close المعدّ خصيصاً للمعرض.

استخدم مكرزل الذي يلاحق مهنته الدولية من بيروت إلى نيويورك، ومن باريس إلى دبي، ومن كينغستون إلى عمان، أكثر من 50.000 لقطة تمكن من جَمْعها. فاستطاع من خلال استخدام هذه الصور، وعملية تراكب الصور الفردية، أن يحقق “خفوتاً” عالي الدقة في هذا الفيديو، وكان ما كان، نتاج بعنوان So Far So Close. قام بإنتاج الفيديو بشكل مشترك من قبل QUAD PRODUCTION وPARIS  وFIX STUDIO.

الفن الشعبي

يقدم 11 فنانً منحوتاتهم الضخمة في معرض “سنغابور آرت فير” انعكاساً لوجهات نظر الفنانين حيال العالم والحياة. يضم الفنانين غوانغ أوسانغ وهو نجم صاعد في الفن الآسيوي، والنحات اللبناني الشهير نديم كرم، وأونغ مينت، الفنان المعاصر الأكثر أهمية في ميانمار.

آداء فن الشارع

يتضمن المعرض أيضاً آداء فن الشارع الذي يقدمه آنتز (سنغافورة)، وداربوتز (إندونيسيا)، ويزن حلواني (لبنان). سيعرضون فن الغرافيتي المباشر في خلال المعرض، وذلك لإظهار الروابط الوطيدة بين آسيا والشرق الأوسط منذ أيام تجارة طريق الحرير.

المحاضرات

وأخيراً، سيكون ثمة سلسلة من المحادثات التربوية التي ستعمل على توفير رؤى شاملة لجمع الفن وتقديره. سينظم إحدى هذه المحادثات رامين صلصالي، مؤسس متحف صلصالي الخاص، حيث سينضم إليه نخبة من هواة المجموعات تشاركه خبراتها ورؤياها حول جمع الفنون. أما المواضيع الأخرى، فستتمحور حول كيفية اهتمام الفرد بمجموعة فنونه وإدراكه للعلاقات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها من خلال تاريخ سنغافورة.

تقول لور دوتفيل: “لا بد من هواة المجموعات والمهتمين بفن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها أن يقوموا بزيارة “سنغابور آرت فير”. يوفر هذا المعرض منصّة ملائمة للزوار في سبيل الحصول على معلومات محدّثة عن الفنانين، والإتجاهات، وصالات العرض، والمنشورات، والمؤسسات التي تشتمل على القسم السريع التطور لعالم الفن.”

وفي سياق دور معرض “سنغابور آرت فير” ضمن المشهد المحلي والإقليمي، يضيف السيد نغ: “تم خلق اليوم نقلة نوعية في الرؤية. مع تطور العالم بوتيرة غير مسبوقة، فإن المعارض الفنية تأخذ دور المحفز في إحداث التغيير. وهي تقيم جسراً بين حقائق وثقافة مجتمعين – أولئك الذين يعيشون الترف وآخرون الذين يواجهون المصاعب في الحياة – آملين مع مساحة الوعي الأوسع، أن نتمكن جميعاً من صنع التغيير. بهذه الرؤية ولد معرض “سنغابور آرت فير” ونحن نتطلّع لاستمرارية نجاحه طوال السنوات القادمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى