الطائر العربيالملحق

أول مقهى ثقافي بالكويت.. غذاء الروح والجسد في آن واحد

الطائر – لبنان:

بين المقاهي القديمة بطابعها المعروف وتلك التي أقبل الشباب على افتتاحها مؤخرا لتلبية احتياجاتهم العصرية، يتفرد مقهى “ميوز لاونغ” بكونه المقهى الثقافي الأول من نوعه في الكويت.

هنا يمكنك أن تطلب فنجان قهوتك الأثير وتجلس بعدها لتستمع إلى معزوفة موسيقية رائعة أو تشارك في معرض فني يحتضنه المكان أو تحضر حفل توقيع لرواية أو كتاب جديدين، وتتعرف على أحد العناوين الصادرة حديثا والتي يوفرها المقهى لرواده.

أجواء لطالما حلمت بتوفيرها الشابة مها الحساوي خريجة القانون التي تعتبر القراءة والكتابة إحدى هواياتها المفضلة منذ الصغر بحكم نشأتها في بيت عرف باهتمامه بالثقافة والأدب.

مكان مختلف
الرغبة في توفير مكان مختلف عن غيره تلاقت مع اهتمامات الشريك الثاني بالمشروع الروائي والشاعر الكويتي الشاب عبد الله الفلاح، مما ساهم كثيرا في بلورة الفكرة بشكل متميز وجعل المكان مقصدا لهواة القراءة وعشاق الأمسيات الثقافية.

لأشهر طويلة ظل الثنائي الحساوي والفلاح يتدارسان الفكرة وكيف تخرج إلى النور، بدءا من اختيار الاسم “ميوز لاونغ ” والذي يعود إلى لفظة يونانية الأصل “ميوزات” وتعنى ربات الفنون، وهي تترجم إلى الإنجليزية بمعنى الإلهام أو الوحي، مرورا باختيار شعار (لوغو) المكان على هيئة جناحين يتوسطهما رأس قلم في دعوة صريحة لإطلاق الخيال والحث على الإبداع.

تنظر الحساوي للمشروع على أنه الأول من نوعه في الكويت وربما في الخليج، وهي تبرهن على ذلك في حديث مع الجزيرة نت بكونه يحوي أكثر من ركن، فهو يضم مكتبة لبيع الكتب بها 3400 عنوان مختلف، إضافة إلى ركن صغير لتنظيم المعارض الفنية بشكل شهري ومنصة لإقامة الفعاليات الثقافية المختلفة فضلا عن الخدمات المقدمة من مشروبات ومأكولات خفيفة بوصفه مقهى

كان لفكر الشريكين دوره في ثقل التجربة وجعلها أكثر من مجرد مشروع تجاري، فهما يحرصان مثلا على اختيار نوعية العناوين المعروضة لتلبي احتياجات الفئة الأبرز بين جمهور المكان وهم الشباب، لذا من الطبيعي أن تجد كتابا واحدا يعرض بأكثر من ترجمة، ومن ذلك مثلا كتاب “الحرب والسلم ” للروائي الروسي ليو تولستوي، الموجود منه نسخ مختلفة لأكثر من مترجم.

فعاليات المقهى
المشروع الذي انطلق قبل عام تقريبا خشي أصحابه من عدم إقبال الجمهور عليه، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك بعدما بات قبلة الكثيرين وتجاوز عدد الفعاليات التي نظمها خلال 12 شهرا ستين فعالية مجانية، كان من بينها أمسيات حضرها كبار الأدباء في مقدمتهم الراحل إسماعيل فهد إسماعيل مرورا بالشاعر البحريني المعروف قاسم حداد الذي ناقش فيه ديوانه “طرفة بن الوردة ” مرورا بتوقيع الكاتب المصري إبراهيم فرغلي لثلاثيته الروائية “جزيرة الورد”

يحتضن المكان كذلك 12 ناديا للقراءة طوال السنة بعضها تنظم فعالياته أسبوعيا وأخرى شهريا، ومن بين هؤلاء نادي المعاني للقراءة والذي يوافق تنظيمه فعالية لأعضائه تحت عنوان “كيف تكتب قصتك؟” أثناء إعداد التقرير.

باسمة العنزي الأديبة الكويتية صاحبة رواية “قطط إنستغرام” قالت للجزيرة نت -على هامش استضافة نادي المعاني لها- إن المقهى وفر أجواء كانت تفتقدها البلاد لعل أهمها أنه يتميز بالحميمية ويخلق أجواء تشجع رواده على القراءة والأنشطة الثقافية عموما وليس آخرها وجوده في مجمع تجاري شهير مما يتيح تحقيق أكثر من هدف في آن واحد.

واتفقت الإعلامية فاطمة النهام مؤسسة نادي المعاني مع القاص إبراهيم دشتي في أن المكان شكل إضافة متميزة على المستوى الثقافي برعايته للفعاليات التي يقيمها شباب الأدباء، كما ساهم في توفير الاحتكاك بينهم وبين غيرهم من الأدباء الكبار.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى