الملحقصحة وتغذية

أبو فاعور أطلق الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال

abou faour

الطائر -وكالات:

طلقت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية، الحملة الوطنية الشاملة للتحصين ضد مرض شلل الأطفال، في مؤتمر صحافي عقده وزير الصحة وائل أبو فاعور في مقر نقابة الأطباء في لبنان، بمشاركة وزيري الإعلام رمزي جريج، والتربية الياس بو صعب، وممثلة اليونيسف في لبنان آنا ماريا لوريني، والممثلة الموقتة لمنظمة الصحة العالمية في لبنان غابرييل ريدنر. كما حضر إطلاق الحملة المدير العام لدار الأيتام الإسلامية الوزير السابق خالد قباني ورئيس الجمعية اللبنانية لطب الأطفال الدكتور برنار جرباقة، والمدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار، ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة رندة حمادة ومدير العناية الطبية في الوزارة الدكتور جوزف الحلو، وممثل نقيب الأطباء الدكتور عبد الأمير فضل الله، وطبيب دار الأيتام الدكتور هشام اللبان وعدد من أطباء الأقضية والمعنيين.
كذلك حضر عدد من أطفال دار الأيتام الإسلامية الذين جرى إعطاؤهم جرعات اللقاح من أبو فاعور وممثلتي اليونيسف والصحة العالمية.

وزير الصحة

بداية النشيد الوطني اللبناني، وكلمة ترحيب من رندة حمادة، قبل أن يستهل أبو فاعور المؤتمر الصحافي بكلمة أشار فيها إلى أن “لبنان، بشهادة لجنة الإشهاد الإقليمية في منظمة الصحة العالمية، يعتبر خاليا من شلل الأطفال منذ ما يزيد على 13 عاما، نتيجة الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الصحة العامة من خلال تعزيز التلقيح الروتيني، حيث لا تقل نسبة التغطية التحصينية للقاح شلل الأطفال عن 96 بالمئة على المستوى الوطني”.
وإذ أشار إلى أن هذه النسبة المحققة جيدا جدا، نبه إلى أن “هذا الأمر كان قبل الأزمة السورية، وانهيار النظام الصحي والرقابي في سوريا والتدفق الكبير للاجئين إلى لبنان، وإنتشار الفيروس منذ تشرين الأول 2013 في سوريا وتسرب مرض شلل الأطفال إلى العراق في شباط 2014. وبناء عليه، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارىء إتخذت على أثرها إجراءات فورية في سبعة بلدان، صنفت في دائرة الخطر الشديد، وكان لبنان واحدا منها، مما يستوجب إعادة شحذ الهمم واستنهاض العمل وطنيا كقطاع صحي وشركاء محليين وغير محليين لضمان ألا يكون لبنان في دائرة الخطر، ولحماية أطفال لبنان والإبقاء على النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في السنوات الماضية.
وقال: “أمام هذا التحدي الذي فرضته الأزمة في سوريا، تم تنفيذ أربع حملات وطنية للتلقيح، واليوم نطلق الحملة الوطنية الخامسة التي يتزامن تنفيذها مع حملات في كل دول إقليم شرق المتوسط”.
ونوه وزير الصحة بدور شركاء الوزارة في إنجاح الحملة، شاكرا لوزير التربية الياس بو صعب دعمه المتمثل في استقطاب المدارس والمؤسسات التربوية لتأمين التغطية التحصينية، كما تقدم بالشكر لوزير الإعلام لدور الوزارة الكبير في تحفيز الإعلام على المساهمة في التوعية، فضلا عما لوزارة الشؤون الإجتماعية من دور، نظرا الى الإنتشار الواسع لمراكز الخدمات الإنمائية على كل الأراضي اللبنانية.
ولفت إلى أهمية دور وزارة الداخلية والبلديات “التي لم تتأخر في التعميم على كل البلديات والمخاتير بأخذ الدور الريادي الإيجابي للمساهمة في إنجاح الحملة. وأبدى تقديره لدور القطاع الأهلي، “وخصوصا أن 67 بالمئة من مراكز الرعاية الصحية الأولية تتبع لمؤسسات القطاع الأهلي”.
وأضاف أن “الدور الذي تقوم به أيضا منظمتا اليونيسف والصحة العالمية هو دور إيجابي ينم عن جهد يصح وصفه بأنه يأتي عكس السير ولعله يعوض عن الغياب الكبير للمجتمع الدولي وإخفاقه في تعامله مع لبنان في قضية النزوح السوري”.
وأوضح أن الحملة التي تطلق تمتد على جزءين، الأول يستمر حتى الحادي والعشرين من تشرين الأول الجاري، والثاني يمتد من 15 إلى 21 تشرين الثاني. وقال: “من موقعي كوزير صحة مكلف هذا الأمر، ومن موقعي الاجتماعي، وكأب، أوجه النداء إلى كل الأهالي اللبنانيين والموجودين في لبنان من كل الجنسيات للمسارعة إلى تلقيح أطفالهم من عمر يوم إلى خمس سنوات، بغض النظر عن الجرعات السابقة، وهذا الأمر ليس رفاهية أو ترفا أو لزوم ما لا يلزم، بل إنه ضروري جدا جدا جدا. لا أريد أن أثير ذعرا. فحتى اللحظة استطعنا أن نتحكم بالتعاون مع هذا الأمر عبر حملات التحصين والتلقيح الدائم، لكننا في دائرة الخطر الشديد. فهناك شعب يعيش معنا يوميا ويختلط بأطفالنا. والأهالي من كل الجنسيات مدعوون إلى التجاوب مع هذه الحملة”.
واعتبر أن “هذه الحملة تعتبر شهادة على المسؤولية الإجتماعية للدولة تجاه المواطنين الذين يعود عليهم بالتالي القيام بواجباتهم”.
وفي المناسبة، أكد وزير الصحة العامة أن “ليس هناك من خلل في اللقاحات على الإطلاق”، مكررا التوضيح أن “الطفلة سيلين راكان توفيت للأسف لأسباب ودوافع لا تتعلق باللقاحات التي هي لقاحات سليمة”.
وشدد على وجوب ألا يكون هناك خوف لدى الأهالي من هذا الأمر.
وختم أبو فاعور آملا نجاح الحملة من جهة، “وأن نكتشف من جهة ثانية اللقاح الناجع لشلل المؤسسات في لبنان”. وقال: “ربما نحتاج الى لقاح لم يتوافر حتى اللحظة للسياسيين، وأنا واحد منهم والذين يبدو أنهم عصاة على كل أنواع اللقاحات- علنا نتفادى هذا الشلل المتمادي في المؤسسات اللبنانية”.

وزير التربية

بعد ذلك، لفت وزير التربية الياس أبو صعب إلى أن حضوره إطلاق الحملة يعود لحرصه على دعمها إلى جانب وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي يتميز بنشاطه وجديته في العمل وإنسانيته التي تنعكس اهتماما بالأطفال. وقال: “إن التربية هي صحة وغذاء وتعليم. لا نستطيع تأمين بيئة في المدرسة للتعليم في المدارس في حال كانت الصحة غير سليمة. وإن المشاكل التي نواجهها بسبب النزوح السوري والأحداث الأليمة في المنطقة تكبر يوما بعد يوم. وها إننا منذ ثلاث سنوات نعيش زلزالا وإعصارا لا يزال يكبر ويتزايد. إن لبنان يمر بأزمة كبيرة جدا لم يشهدها بلد آخر، وإن ضغط التلاميذ والأطفال الموجودين في لبنان بات كبيرا جدا، حتى أن عدد هؤلاء في مدارسنا بات يفوق عدد تلامذتنا. وإنهم يستحقون أن يتعلموا وأن يحظوا بتغذية وصحة سليمة ولكن دولتنا للأسف، لا تحتمل هذا الضغط. لذا، نشكر اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية على هذا الجهد لمساعدة الأطفال اللبنانيين والموجودين في لبنان”.
ودعا إلى وجوب جعل التوعية الزامية في المدارس، في ما يتعلق بمختلف الشؤون التي تعترض الأطفال والتلامذة، واعدا بحملة قريبة بالتعاون مع وزارة الصحة للتوعية على مشكلة المخدرات.

جريج

وكانت كلمة لوزير الاعلام قال فيها: “يستغرب البعض اهتمام وزارة الصحة العامة ونقابة الاطباء بإطلاق حملة توعية حول ضرورة التلقيح ضد شلل الاطفال، في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن. اما انا فأرى في الامر قمة المسؤولية، اذ لا يجوز، تحت اي ظرف كان، عدم الالتفات الى ما في يومياتنا من مشاكل حياتية وصحية واجتماعية، بحجة ان الوضع لا يسمح بمعالجة هذه الامور”.
وأضاف:”إنني كوزير للاعلام، معني بتشجيع أي بادرة من هذا النوع، وبخاصة في ما يتعلق بدور الاعلام في الارشاد والتوجيه، أشد على أيدي جميع القائمين بهذه الخطوة، وأبدي استعدادي لتجييش جميع امكانات الوزارة في سبيل انجاح هذه الحملة، وحث جميع وسائل الاعلام على التعاطي معها بايجابية، وذلك من اجل الاضاءة على مرض عضال يصيب اطفالنا، إن لم نتدارك اخطاره بالوقاية اللازمة، اذ ان كل طفل غير ملقح يعرض سائر الاطفال في لبنان لخطر الاصابة بهذا المرض، بحيث ينقل هذا الفيروس الى عدد كبير من الناس، خصوصا ان معظم المصابين به لا يظهرون اي عوارض او تبدو عليهم عوارض خفيفة جدا”.
وتابع: “من هنا أهمية هذه الحملة، مترافقة مع حملة اعلامية هادفة، حتى لا يكون في لبنان، من شماله الى جنوبه، ومن سهله الى ساحله مرورا بجبله، طفل واحد غير ملقح. وهذه مسؤولية جماعية، لأن صحة الأجيال الطالعة متوقفة على مدى التزامنا جميعنا، كل في موقعه، بهذه المسؤولية. صحيح ان المشاكل التي تواجهها الحكومة على الصعيدين السياسي والأمني كبيرة ومصيرية، إلا أن ذلك لا يعفينا من واجب الاهتمام بكل ما يعود بالنفع على المواطن في حياته اليومية، تلافيا للصعوبات التي يتعرض لها. وفي معرض حملة التوعية لتدارك أخطار مرض البوليو وما يسببه من مشاكل صحية نتيجة الاهمال وعدم الوعي لدى الاهل، ومن منطلق مسؤولياتي الوطنية، أرى لزاما علي ايضا اطلاق حملة توعية من اجل تلقيح أشمل، يحصن وطننا من الشلل الذي يصيب مؤسساتنا، بدءا من رئاسة الجمهورية، وصولا الى مجلس النواب، من دون أن أنسى عمل الحكومة، التي تحاول جاهدة أن تبقي قراراتها في منأى عن التجاذبات السياسية، مخافة أن يصيب الشلل والتعطيل كل مناحي حياتنا الدستورية”.
وقال: “من هنا، من دار نقابة أطباء لبنان، أطلقها صرخة مدوية الى جميع من تقع عليهم مسؤولية الشغور في سدة الرئاسة الاولى، لأقول أن الشلل سيعم كل مفاصل الوطن، اذا لم نسارع الى انتخاب رئيس للبلاد، ونضع حدا لحال الشغور التي تعطل كل مؤسساتنا الدستورية. إننا أمام مفصل تاريخي، تحيط بنا أزمات كبيرة وخطيرة، إن لم نواجهها صفا واحدا متضامنين متكاتفين فقد نندم في يوم لا يعود نفع فيه للندم أو التحسر او البكاء على الاطلال. فكما أن صحة أطفالنا هي أمانة في أعناق كل واحد منا، كذلك فإن صحة الوطن هي مسؤوليتنا نحن قبل أن تكون مسؤولية الآخرين، الذين لا يدرجون، على ما يبدو، القضية اللبنانية في أولويات اهتماماتهم السياسية”.
وختم: “أتمنى للقائمين بهذه الحملة التوفيق والنجاح في تجييش كل شرائح المجتمع في عمل وقائي ضروري حماية لاطفالنا. وأتمنى، بمناسبة هذه الحملة، ان نصل الى اليوم الذي تعود فيه العافية الى جسم الوطن، ويشفى من كل مرض اعتراه، ويعود الى لعب دوره التاريخي والحضاري بحيوية ونشاط”.

ممثل نقابة الأطباء

ثم رحب الدكتور عبد الأمير فضل الله باسم نقابة الأطباء بالحضور، وقال إن “الطب الوقائي ولا سيما التلقيح بكل أجزائه من الأهمية بمكان لتأمينه بعض الإستقرار الصحي والإجتماعي والذي يشكل أحد عناوين الرقي والحضارة.

ريدنر

بعد ذلك، أكدت الممثلة الخاصة لمنظمة الصحة العالمية في لبنان غابرييل ريدنر أن الهدف هو تلقيح كل الأطفال، وقالت: “لا يجوز أن نسمح بظهور حالة إصابة واحدة بمرض شلل الأطفال في لبنان إذ إنها مأساة يمكن تفاديها قطعا. فتفشي المرض في المنطقة كارثة جمعتنا كلنا لحشد الجهود الممكنة لتحصين جميع الأطفال دون سن الخامسة في لبنان”. وأكدت مواصلة دعم وزارة الصحة والأطباء في القطاعين العام والخاص لضمان نجاح الحملة وإبقاء لبنان خاليا من أي إصابة بشلل الأطفال.

لوريني

بدورها، حذرت ممثلة اليونيسف في لبنان آنا ماريا لوريني من “أننا نواجه اليوم خطرا حقيقيا حيث تخشى عودة هذا الفيروس إلى منطقة الشرق الأوسط”. وقالت: “قد تؤدي نسبة النزوح المرتفعة التي تشهدها المنطقة إلى انتشار واسع للمرض يتخطى حدود سوريا والعراق”.
أضافت: “من هنا الحاجة الملحة الى متابعة السعي الدؤوب للوصول إلى كل طفل وولي أمر، بهدف حماية كل طفل دون سن الخامسة في لبنان، بغض النظر عن خلفيته أو جنسيته من هذا الخطر المحدق”. ولفتت إلى أنه “بفضل دعم الإتحاد الأوروبي بقيمة عشرين مليون يورو، وفرت اليونيسف أكثر من 1،2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى وزارة الصحة العامة لضمان تلقيح جميع الأطفال دون سن الخامسة مجانا، كما ساهمت منحة وزارة الخارجية الأميركية لليونيسف في نشر التوعية حول أهمية تلقيح الأطفال، وتعبئة المجتمعات المحلية بهدف الوصول إلى أطفال اللاجئين دون سن الخامسة في مئات المستوطنات غير الرسمية في لبنان”.

نقلاً عن غدي نيوز

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى