جامعة الروح القدس أطلقت مبادرة رائدة مع السيد كارلوس غصن
تشمل 3 برامج حول الاستراتيجيات والأداء في مجال الأعمال وتدريب مكثف لتعزيز المهارات ودعم الشركات الناشئة
الطائر – لبنان:
تحت عنوان: “ونمضي قدمًا Moving Forward” أطلق رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب طلال هاشم والسيد كارلوس غصن مبادرة ثلاثية الأبعاد تشتمل على برنامج تنفيذي حول “الاستراتيجيات والأداء في مجال الأعمال” يستهدف كبار المدراء في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا؛ برنامج تدريب مكثف لتعزيز المهارات يستهدف مجال الأعمال المحلي لتطوير المهارات المطلوبة في القطاع الاقتصادي اللبناني؛ “مجلس استثمار واستشارات للشركات الناشئة” يهدف إلى تقديم مشورة الخبراء وتوفير الاستثمار النقدي لابتكار شركات ناشئة تعمل على معالجة مشاكل الحياة الواقعية”، خلال مؤتمر صحافي عقد في حرم الجامعة في حضور عدد من الفعاليات الاقتصادية وأعضاء مجلس الجامعة وحشد من الإعلاميين المحليين والأجانب، وأسرة الجامعة التعليمية والإدارية والطلاب…
استهل المؤتمر بكلمة تقديم للزميلة الإعلامية ليا فياض أثنت فيها على دور الجامعة الرائد ليس فقط في التعليم إنما في مواجهة التحديات ومساعدة الشباب على بناء مستقبل أفضل.
الأب طلال
ثم ألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب طلال هاشم كلمة استهلها بلمحة تاريخية عن “الجذور والرسالة التعليمية للرهبانية اللبنانية المارونية والأحداث التاريخية التي ميّزت مسيرة الجامعة وأوصلتها إلى ما هي عليه الآن، مؤكدًا “كما نعلم جميعاً، لطالما كان التعليم، على مرّ تاريخ الموارنة، في صلب رسالتهم جنباً إلى جنب مع التركيز على الإنسانية والمجتمع والهدف الرامي إلى خلق تغيير إيجابي. وبالعودة إلى العام 1584، بدأت الرسالة التعليمية للموارنة مع قرار البابا غريغوريوس الثالث عشر الذي أسّس المدرسة المارونية في روما. قدّمت هذه المدرسة منحاً دراسية كاملة للشباب الموارنة الواعدين الذين سيعودون إلى لبنان ليعلّموا بدورهم مختلف الفئات ولينكبّوا على دعم المجتمع. وقد ذاع صيت طلاب المدرسة المارونية في جبل لبنان ومختلف بقاع الأرض واشتهروا بتعطشهم للمعرفة وحبهم للتعلم”.
وفي السياق عينه، تابع الأب طلال: “في العام 1624، تأسست أول مدرسة إكليريكية، عرفت بمدرسة عين ورقة، في جبل لبنان وجمعت العائدين من روما. وبالإضافة إلى الليتورجيا واللاهوت، قدّمت منهجاً موسعاً ضمّ ست لغات، وهي العربية والسريانية واللاتينية والإغريقية والعبرية والإيطالية، إضافة إلى المنطق والرياضيات. وقد قامت الأديرة، آنذاك، بتعليم أبنائها سواء في المروج، أو تحت الشجرة أو في الكنيسة، الأمر الذي عزّز الهوية المارونية وقيم التواصل المجتمعي، لاسيما في مجال الدين والرعاية الاجتماعية. وفي العام 1694، أبصرت الرهبانية اللبنانية المارونية النور وبدأت مسيرتها في دعم المجتمع الماروني وتعزيزه. وبعد قرنٍ، أي في العام 1789، حققت الكنيسة المارونية تطلعاتها لتكون أكثر شمولية من خلال تأسيس مدرسة عين ورقة، التي فتحت أبوابها أمام المسيحيين كلهم، مما جعل التعليم في متناول شريحة أكبر من المجتمع المسيحي. استمرت المدرسة لمدة 200 عام، وهذا كان دليلاً على نجاحها”.
وأضاف: “شكّل العام 1950 نقطة تحوّل لعدد كبير من الأشخاص كما للتاريخ التعليمي في لبنان، وذلك عندما أسست الرهبانية اللبنانية المارونية أول جامعة أُنشئت بمبادرة لبنانية بعد إغلاق مدرسة عين ورقة، وهي جامعة الروح القدس- الكسليك. ويتميز جوهر الجامعة ونموها التعليمي بكونه مزيج متناغم بين معتقداتها الأساسية والقيم الإنسانية التي تلتقي في صلبها وتوسعها المستمر في التعليم من خلال الابتكار والنمو والاستدامة. فبين الماضي والحاضر، تطورت الجامعة لتصبح جامعة مرموقة تنادي بالتعليم للجميع وتقدم برامج تعنى بمختلف المجالات الأكاديمية لتلبية حاجات المجتمع ومواجهة التحديات القائمة. إنّ هذا التسلسل التاريخي للأحداث قد أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، عبر الاستمرار في تحقيق رسالتنا من خلال المبادرات التي تخدم خير المجتمع. وتدفع بنا هذه الروح الديناميكية إلى طرح السؤال، كيف لي أن أخدم مجتمعي بطريقة أفضل؟ وهو السؤال نفسه الذي دفع بنا للتفكير والتخطيط لهذه المبادرة”.
ثم تطرّق إلى التعاون بين الجامعة وكارلوس غصن تحت عنوان: “ونمضي قدمًا” “Moving Forward” مشيرًا إلى أنه “نظراً إلى الوضع الراهن في لبنان، وحتى في جميع أنحاء العالم، تقوم مؤسسات التعليم العالي بدور رئيسي في الاستجابة للوضع والتحديات القائمة. وبتنا نؤمن، اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأنّ دورنا يكمن في إعداد مجتمعنا وطلابنا، أولاً، كما إعداد الطاقم التعليمي والإداري والجهات المعنية لمواجهة التحديات المحتملة في المستقبل بشتى الوسائل الممكنة”.
وأضاف: “من هنا، إنّ كل ما نقوم به اليوم والجهود التي نبذلها في خدمة مجتمعنا، من شأنها أن تشكل مستقبلاً ليس لشبابنا فحسب، إنّما لمختلف مكونات المجتمع أيضاً. وتتميّز المبادرة التي نطلقها، بكونها مبادرة ثلاثية الأبعاد تستهدف ثلاث مجموعات مختلفة، ألا وهي: جيل الشباب، أو “قادة التغيير الإيجابي” كما أحب أن أسميهم؛ القوة العاملة التي تشكل العمود الفقري لمجتمعنا بمختلف فئاته العمرية، المدراء التنفيذيون الذين يحتاجون إلى اتخاذ خطوة إلى الأمام في حياتهم المهنية. إذاً، من خلال هذه المبادرة الثلاثية الأبعاد، نكون قد تبنينا مقاربة شاملة من أجل إحداث تأثير شامل”.
وتابع قائلاً: “لم تأتِ فكرة التعاون مع كارلوس غصن من فراغ، بل كانت ثمرة تخطيط شامل ومشاركة عدد من الأشخاص من داخل الجامعة وخارجها. وتجدر الإشارة إلى إنّ الفكرة نابعة من الحاجة إلى التغيير. ولا يسعنا سوى القول بأنّ كارلوس غصن هو عامل تغيير نظراً إلى شخصه أولاً، وإلى سجله المهني الحافل بالإنجازات ثانياً. هذا وتشتمل المبادرة هذه على برنامج تنفيذي حول “الاستراتيجيات والأداء في مجال الأعمال” يستهدف كبار المدراء في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا؛ برنامج تدريب مكثف لتعزيز المهارات يستهدف مجال الأعمال المحلي لتطوير المهارات المطلوبة في القطاع الاقتصادي اللبناني؛ “مجلس استثمار واستشارات للشركات الناشئة” يهدف إلى تقديم مشورة الخبراء وتوفير الاستثمار النقدي لابتكار شركات ناشئة تعمل على معالجة مشاكل الحياة الواقعية”.
وختم الأب طلال بالقول: “تشكل هذه المبادرة التي تجمع بين مؤسسة أكاديمية كجامعة الروح القدس، وعنصر بقيمة كارلوس غصن، مساحة للقيام بدور محوري لخدمة المجتمع، والتمسّك بنقاط قوة لبنان والتأثير إيجاباً في مستقبله. كما وإنّ هذه المبادرة لا تقوم على تقديم احتمالات فحسب، بل تعمل على تحديد آفاق واقعية ودفعها إلى الأمام من أجل لبنان أفضل”.
غصن
من جهته، تحدّث السيد كارلوس غصن في كلمته عن المراحل التي مرت بها هذه المبادرة، “فكنت قد أعلنتُ عن استعدادي الكامل لمساعدة لبنان لتخطي الأوضاع الاقتصادية من خلال وضع خبراتي وإمكاناتي في تصرّف أي مؤسسة أو فريق يحمل هدفاً إلى المستقبل. وهنا، تم التواصل مع رئيس الجامعة الأب طلال هاشم، وغصنا في مناقشات وفهمتُ رؤيته وظهرت الحاجة لمبادرة تجسّد المنحى المستقبلي للجامعة. فعمدنا إلى إطلاق ثلاث مبادرات، أولاً، برنامج الإدارة التنفيذية العليا الذي نطمح ليكون الأفضل ليس في لبنان فقط بل في المنطقة أيضاً؛ مركز تدريب على التكنولوجيا الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي؛ دعم الشركات الناشئة بغية خلق شركات جديدة وتطوير ريادة الأعمال”.
وأردف غصن: “لسنا في لبنان مجرد تجار ناجحين، بل نحن أيضًا رواد أعمال ناجحون، والأمثلة على ذلك كثيرة. إذ يكمن الهدف من هذه المبادرة في مساعدة الجامعة على تحقيق أهدافها، كما ومساعدة المجتمع والبلد بحيث أنّ أكثر ما يحتاج إليه لبنان الآن هو خلق فرص عمل جديدة. وعندما نطوّر الشركات، نكون بذلك نعمل على تطوير موظفين أقوياء قادرين على النهوض بالشركة وتطويرها بالرغم من الوضع الصعب الذي نمرّ به. وعندما ندعم الشركات الناشئة، نحفز الشباب ونشجعهم ليكونوا قادة في الاقتصاد وخلق القيم وتوفير الاستثمار وخلق الوظائف. وعندما نؤسس مركز تدريب، نساعد الشباب والتقنيين والحرفيين على تطوير مهاراتهم لإيجاد فرص عمل أفضل. وبهذا نكون قد سمحنا للمجتمع اللبناني بمختلف شرائحه بالمساهمة في إعادة بناء لبنان من خلال ريادة الأعمال والتوظيف”.
ثم اعتبر غصن أنّ “هذا التعاون قد حصل مع جامعة الروح القدس لأسباب كثيرة، ولعلّ أبرزها أنّ رئيس الجامعة الأب طلال هاشم كان أوّل المبادرين والداعين إلى اتخاذ هكذا خطوات، فضلًا عن تاريخ الجامعة العريق وتراثها الذي يعود إلى 5 قرون منذ العام 1584 مع تأسيس المدرسة المارونية في روما، ووجود فريق عمل في الجامعة شاب وطموح وله تطلعات مستقبلية للجامعة وللبلد وإرادة صلبة لمساعدة الجيل الشاب وتغيير واقعهم في ظل الأزمات التي نعيشها”.
وفي الختام، توجّه غصن إلى “الخبراء والاختصاصيين وكبار المدراء والمدراء التنفيذين، من حول العالم، ولاسيما اللبنانيين منهم المنتشرين في العالم، لتقديم وقتهم لمساعدة لبنان من أجل تخطي الصعوبات ومساندة الشباب اللبناني للحصول على غدٍ أفضل”.
وخلال نقاش مع الحضور أكد غصن أنه كرجل أعمال ليس من السهل عليه الدخول إلى عالم السياسة، مؤكدًا أن الوضع الحالي صعب جدًا، لكن المطلوب تحلّي المجتمع بالمسؤولية ويترتّب على الجميع من القطاعات كافة التكاتف من أجل المساعدة للنهوض بالوضع الاقتصادي ووضع السياسة جانبًا والمساهمة في تنمية المجتمع وتقديم الحلول لمعالجة المشاكل الراهنة، مجدّدًا تأكيده مساعدة الشباب ومنعهم من الهجرة لكي ينهضوا بمجتمعهم، لاسيما وأنه لمس لديهم حماسة كبيرة يضاف إليها خوف من المستقبل.
واعتبر غصن أن مشكلة لبنان الاقتصادية ليست من جرّاء الافتقار للأصول المالية إنما من جرّاء فقدان الثقة، مشددًا بالتالي على ضرورة استعادتها من أجل مواجهة هذا التحدي الاقتصادي الكبير واجتذاب الأموال والمستثمرين. وأشار إلى أن لبنان يمتلك قدرات بشرية وموارد طبيعية وبنى تحتية كبيرة ولا يمكنه أن ينجو إلا من خلال الارتكاز على هذا الغنى ووضع خطة عمل مفصّلة لأن الحلول متاحة.
حول المبادرة
خليفة فريحة
وأعربت عميدة كلية إدارة الأعمال الدكتورة دانيال خليفة فريحة، في كلمتها، عن فخرها بهذا التعاون مع كارلوس غصن وتقديم برنامج تنفيذي عالمي فريد من نوعه، يعالج إشكاليات عالم الأعمال الراهنة مع خبراء عالميين. هذا ويتمحور برنامج “Business Strategies & Performance” حول كيفية بناء نموذج مرن للأعمال ومساعدة المنظمات على تطوير قادة عالميين وإعداد مواهب لاستلام الإدارة العليا. وهكذا سيُصار إلى تنظيم 10 ورشة عمل يقدمها خبراء دوليين، لهم مسيرة مميزة في إدارة مؤسسات ناجحة، ومن بينهم كارلوس غصن”.
ثم أضافت: “تعالج ورش العمل عدداً من المواضيع المهمة في عالم الأعمال، ومن بينها: كيفية إدارة الأعمال خلال الأوقات المضطربة، كيفية تحسين الأعمال خلال التدهور، تحديد الأولويات بشأن التحديات القائمة وخيارات صنع القرار، تحديد نوع القادة مع الغوص في القيادة الأصيلة، كيفية تحديد أهداف الشركة، إدارة الربح والخسارة، كيفية بناء فريق ناجح، إدارة التنوع والتعددية الثقافية، كيفية بناء الثقة والالتزام، الذكاء الاصطناعي الذي يخدم نماذج جديدة للأعمال، إدارة الابتكار في كل وقت. وسيبدأ البرنامج في آذار 2021 وينتهي في أيار 2021 مع إمكانية اختيار التعليم عن بعد أو داخل الحرم الجامعي مع اتّخاذ الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا. وسيستفيد 20 مشترك من هذا البرنامج في كل جولة”.
الأسد
وتحدث عميد كلية الهندسة الدكتور جوزيف الأسد عن مركز تعزيز المهارات الذي يشكل مبادرة تستهدف ثلاث جهات معنية: المهندسين الشباب خلال التدريب على المهارات المتطورة لتحويل لبنان إلى مركز تكنولوجي للمنطقة وعلى الساحة الدولية؛ طلاب المدارس من خلال تعريفهم على حقول جديدة كمجال هندسة الميكاترونكس، إضافة إلى المهن التقليدية مثل النجارة الزراعة والحدادة؛ والعمال الماهرين من خلال تقديم تدريب على عدة مستويات بدءًا من المهارات الأساسية مرورًا باستخدام التكنولوجيا وصولًا إلى المعايير الدولية في المهن التقليدية.
كما أعلن الأسد على أن هذه المبادرة سيتبعها حاضن صناعي يسمح لأي شخص بتحويل فكرته إلى منتج حقيقي أو فعلي إضافة إلى إطلاق تطبيق على الهاتف الخلوي عبارة عن متجر الكتروني يربط الخدمات والمنتجات المحلية بالأسواق الدولية
أخرس
ثم ألقى مدير مركز أشير للابتكار وريادة الأعمال في الجامعة إيلي أخرس كلمة قدّم فيها لمحة عن المركز وأهدافه. ثم تحدث عن المبادرة الثالثة التي تتناول دعم الشركات الناشئة في لبنان، مشيرًا إلى “تأسيس مجلس الاستثمار والاستشارات للشركات الناشئة في الجامعة، يهدف إلى تأمين التمويل والعمل الاستشاري لرواد الأعمال في المراحل المبكرة لتنمية أعمالهم محليًا ودوليًا. هذا ويحاكي هذا المجلس رسالة جامعة الروح القدس- الكسليك الآيلة إلى إبقاء الشباب الموهوب في لبنان ومنحهم الأمل وإعطائهم فرصاً جديدة. وها نحن اليوم، نمضي قدماً بهذه المبادرة لخلق المزيد من الأعمال والوظائف والمساهمة في النمو الاقتصادي في لبنان”.
وعرضت الطالبة روزابيل شديد مشروع “CGreen” وهو عبارة عن شركة ناشئة تعنى بمعالجة مكوّن صلب من مياه الصرف الصحي وتحويله إلى سماد عضوي. ولهذا المشروع تأثيرات مهمة على الأصعدة الاجتماعية والصحية والزراعية والاقتصادية. وتجدر الإشارة إلى أن غصن قد استثمر في هذه الشركة الناشئة من خلال دعمها ماديًّا وعمليًّا.