الطائر العربيالملحق

سبايكر… شلال من الدماء

خاص الطائر – علي حدرج*

السلام على العراق الحزين، موطن الصراعات وارض المعارك التي تتصارع عليه كل محاور الأرض، البلد الذي لم ينعم يوم براحة او هدوء، من زمن الأمويين الى العباسيين والزبيريين والفاطميين والمتأسلمين وكل سلاطنة الأرض الذين لطالما حلموا ببغدادك وثقافتها، بأنهارك وخيرها المتدفق، بصحرائك نفطها المنبعث من جوف الأرض.


اليوم تمر الذكرى السادسة لأبشع المجازر وأكثرها دموية على وجه الأرض، حينما تجسد الشر كله في مواجهة الخير كله، كما حصل في عام ٦٨٠ ميلادي، حيث قام تنظيم داعش، صنيعة الولايات المتحدة، بأسر ٢٢٠٠ طالب من الكلية الجوية العراقية وتم إعدامهم رمياً بالرصاص، فتلونت الأنهار بحمرة دمائهم وبكيت السماء حرقة في استقبال أرواحهم الفتية، إنها مجزرة سبايكر…


لم يكن العراق قد تعافى بعد من دخول الولايات المتحدة اليه عام 2002، ورغم كل الظروف القاسية المرافقة لهذا الغزو، الا أن الشعب العراقي بقي صامداً في وجه غزاته، يقاوم ويناضل يوما بعد يوم، غير مدرك أن مصيبة أكبر قادمة قد تكون الأخطر على مر العصور، حينها تمخض الإحتلال فأنجب أكبر شياطنة الأرض وأشدهم حقدا ودموية، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، فغرق العراقيون في سيل من الدماء وسيق شبابه إلى المذبحة الكبرى كالنعاج، شباب عربي حلم بالعراق وطناً حراً سيداً ومستقلا، شباب آمن بأن النضال هو السبيل الوحيد لبناء الوطن، تطوعوا لخدمة أرضهم المقدسة وحمايتها من الأخطار القادمة من كل حدب وصوب، كيف لا وبلادهم جنة الله على أرضه، فيها العلم والأدب والماء والنفط والعزة والكرامة، فقتلوا بأبشع الطرق وأكثرها سوداوية، و كأن الفرات محكوم عليه أن يمتزج بدماء الأبرياء على مر الأزمان.


قد يعجز القلم عن الكتابة واللسان عن التعبير، لكنكم في القلب دائما، الرحمة لشهداء العراق وأبطاله الشجعان، والمجد و السمو لكل من قال لا في وجه قوة الإستكبار والظلام.

حمى الله العراق وشعبه وشبابه الواعد بالغد الأفضل، على أمل أن ينعم عراقنا بسلام وسكينة أبدية.

علي حدرج: صحافي وناشط مدني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى