الطائر اللبنانيالملحق
أخر الأخبار

عائلة لوند اللبنانية تستنسخ سيارة “فورميلا 1” بصناعة محلية

الطائر – وكالات:
“السيارة هي حلم عشناه في الألعاب الإلكترونية، وأردنا قيادتها في الواقع”، بهذه الكلمات يصف خليل لوند كيف تغلبت معايير القوة لديه على التفكير في الفشل، بخاصة أنه يعشق السيارات منذ صغره.

لأول مرة في تاريخ الصناعة اللبنانية، شهدت مدينة بيروت ولادة “Formulawand”، وهو اسم أطلقه اللبناني خليل لوند وابنه إبراهيم على سيارتهما التي صمّماها بنفسيهما داخل مرأب صغير يمتلكه الوالد في العاصمة اللبنانية. بذلك تكون أول سيارة صُنعت في لبنان بمواصفات وقياسات مطابقة للسيارة الأشهر في عالم سباق السيارات Formula One.

يقول لوند الأب خلال حديثه لـTRT عربي: “أردت حين أجلس خلف مقود السيارة أن أرى العجلات أمامي يميناً وشمالاً كأنّني أراها في الألعاب الإلكترونية، وأشعر كأنني في سباق، لأنه يستحيل عليّ قيادة هذه السيارة في الواقع نظراً إلى تكلفتها الباهظة، وتقدر بـ16 مليون دولار تقريباً”.

مآسي لبنان لم تمنعهما تحقيق الحلم

بالفعل تَمكَّن الأب لوند وابنه من تحقيق حلمهما في صناعة السيارة. عملا منذ أيلول/سبتمبر عام 2019 يومياً على مدار 14 شهراً حتى وصلا إلى لحظة ولادة السيارة التي طالما انتظراها منذ زمن، بخاصة أن تحقيق حلمهما تأخر بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي زادتها حدةً جائحة كورونا، وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، فضلاً عن الأوضاع الأمنية المتوترة في البلاد بين حين وآخَر.

لوند الابن والأب تقاسما الأدوار في صناعة السيارة، فالابن إبراهيم الذي يبلغ من العمر 25 عاماً أحضر المعلومات المخصصة للسيارة عن طريق الإنترنت، كالشكل والمقدمة والخلفية والعجلات وتركيبة السيارة لناحية الطول والعرض، وغيرها من الميزات الخاصة بسيارات formula one.

أما الأب خليل فهو صاحب خبرة طويلة بالسيارات، فقد صمم السيارة بمعدات ووسائل تقليدية وفقاً للمواصفات التي عمل على دراستها ولده”.

يؤكّد إبراهيم خلال حديثه لـTRT عربي أن “السيارة هي محلية الصنع، وكل من يراها في الواقع يُفاجأ بشكلها وحجمها، إذ تعمل “Formulawand” بمحرّك سيارة عادية من نوع “BMW 528i”، مع “فيتاس” أوتوماتيكي وعلبة تروس تفاضلية سريعة الاستجابة، وهيكل السيارة من الحديد المُقولَب ليتناسب مع شكل سيارة formula one، وقد بلغ طول السيارة 5.10 متر”.

ويضيف: “اخترنا اللون الأحمر للسيارة كي تشبه لون سيارة فيراري، وهي تتضمّن في مقصورة القيادة كرسياً غير متحرّك مثبَّتاً على الشاسي لضمان زيادة الأمان للسائق مع وجود 4 نقاط لتثبيت حزام الأمان تماماً كالسيارات الرياضية التي تشارك في السباقات”.

كما “دُعمَت السيارة بجناح خلفي متحرّك يفتح بطريقة يدوية، وهو مشابه تماماً لنظام تخفيض قوة السحب المعروف بـ(Drag Reduction System) الموجود في سيارات formula one، حيث يُفتح الجناح الخلفي، مما يقلّل احتكاك السيارة بالأرض على الخطوط المستقيمة، بما يعطيها زيادة في السرعة القصوى”.

ويوضح أن “السيارة غير آمنة للمشاركة في سباقات Formula One لأنها صُممت من ناحية الشكل فقط، ولكن الميزات التقنية تحتاج إلى تطوير حتى تصبح مؤهلة لسباقات مهمة وخطيرة، إلا أنها آمنة للسلامة العامة، أي سلامة السائق والمارة، إذ يستطيع أي شخص التجول بها في الطرقات العامة”.

وحول الصعوبات التي واجهاها خلال مرحلة التصنيع، يوضح لوند الابن أن “السيارة صُنعت في ظروف صعبة جداً، فقد بلغت تكلفة صناعتها نحو 18 ألف دولار أمريكي، القسم الأول دُفع قبل ما يُعرَف بـ”ثورة تشرين”، أي قبل الانهيار الاقتصادي، إذ درى شراء بعض المعدات وفقاً لسعر صرف منخفض للدولار مقابل الليرة اللبنانية، في حين بدأت الأمور في القسم تتدهور، واستغرقت السيارة نحو عام وشهرين لإنجازها بسبب الظروف القائمة، إذ كانا يدفعان شهرياً ما يقارب 500 دولار أمريكي لشراء المعدات المطلوبة”.

صدفة أوصلت السيارة إلى الشهرة

أحياناً تلعب الصدفة دوراً هامّاً في حياة بعض الأشخاص وتقلبها رأساً على عقب، فتقود بعضاً منهم إلى عالم الشهرة، أو عالم المال. وبالفعل هذا ما حدث مع آل لوند حين كان إبراهيم يقود السيارة في أحد طرقات العاصمة لتجربتها، في وقت صوّرها فيه أحد المارة، وتواصل مع بعض القنوات التليفزيونية اللبنانية والعربية حول الحدث… وهكذا دخلت السيارة عالم الشهرة.

لفتت سيارة “Formulawand” أنظار الكبار والصغار، إلا أنها كانت أكثر تميزاً لدى الجيل الذي يترواح ما بين تسعة أعوام وخمسة عشر عاماً، إذ كانوا يقفون على مدخل مرأب عائلة لوند كي يروها، لشدة حبهم لهذا النوع من السيارات، ويتساءلون هل هذه الـformula one حقيقية؟ ويطلبون السماح لهم بأخذ صور بجانبها.

يحلم إبراهيم بتمكُّنه من استثمار السيارة كتأجيرها أو دخولها مجال تصوير الدعاية والأفلام لكونها لافتة جداً للنظر، كما يأمل أن تنال إعجاب أحد هواة هذا النوع من السيارات ويشتريها بالسعر الذي تستحقّه، بخاصة بعد الشهرة التي أخذتها السيارة، فيحقّق من خلالها دخلاً مالياً يساعده على مشاريعه المقبلة.

في حين يؤكّد لوند الأب أنه ونجله “يستطيعان صناعة أي سيارة حالياً” لأنّهما صنعا ما هو أصعب، ويقول: “ما دام ابني إبراهيم يساعدني في البحث عن المواصفات والقياسات الصحيحة لكل سيارة، فقد باتت صناعتها أمراً سهلاً”.

ويشدّد على أنه “حين تستقرّ الأوضاع في لبنان سنريكم أكثر. نحن اللبنانيين نحب أن نثبت للناس مهارتنا في الصناعة، وأن لبنان يلد شباباً مبدعاً ومبتكراً، لكن هؤلاء المبدعين يقدرون طاقاتهم في الخارج”.

تجدر الإشارة إلى أن سيارة “Formulawand” ليست أول اختراع لعائلة لوند، إذ اشترك الأب وابنه في صناعة آلة تساعد المقعدين على وضع كرسيهم على سقف السيارة، إلا أن هذا العمل لم يحظَ بشهرة مطلقاً.

يتطلع آل لوند إلى أن تتبنى الجهات اللبنانية المختصة هذه الصناعة الأولى من نوعها في البلاد، وتمنحها رخصة شرعية ليتمكّنا من بيعها أو استثمارها، كما يحصل في بعض الدول الأوروبية التي تتبنى الصناعات الفردية بعد معاينتها والتأكد من سلامتها.

المصدر: TRT عربي – ميرنا حامد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى