الطائر الدوليالملحق

السفيرة الهندية في لبنان انيتا نايار السفارة الهندية في لبنان لم تقفل أبوابها سوى ثلاثة أشهر ولبنان يشارك للمرة الأولى في SurajkundMella

خاص الطائر – مهى كنعان: 

هي من أرض الملوك والقصور والحكايات والاساطير، من ارض الفلسفة والديانات المتعددة، من ارض واحدة من اقدم الحضارات واعرقها، من بلد العمالقة وأهم قائد ثورة سلمية، من بلد الحياة والمهرجانات والرقص والالوان والحب والرومانسية، هي من الهند البلد الوحيد الذي لديه محيط على اسمه “المحيط الهندي” إنها السفيرة الهندية في لبنان انيتا نايار.

اسئلة كثيرة تنتابك عند لقائك بالسفيرة الهندية في لبنان وتساؤلات اكثر تدور في رأسك حول ذلك البلد الغريب والمميز، تحتار من اين تبدأ حديثك معها فهل تسأل عن سر نجاح الافلام الهندية التي باتت جزءاً من حياتنا أم عن جودة أرزّها وتوابلها او عن ارثها الروحي رياضة اليوغا وهي غذاء للجسد والروح والعقل في آن واحد والتي باتت ضرورة ملحة في يومنا هذا؟…

موقع “الطائر” قصد السفارة الهندية في لبنان، وأجرى حديثاً مع السفيرة انيتا نايار التي تتمتع بابتسامة هادئة ودافئة تخبئ وراءها أسراراً خفية عن الروح ومكنوناتها تماماً كوطنها الذي أرسل اشعاعاته السلمية الى كل من حوله.

 

سورجكوند الدولي للأشغال الحرفية

السفيرة بدأت حديثها لموقع الطائر عن معرض SurjkundMella  الذي جرى في مدينة الهند من ا شباط الى 15، بمشاركة لبنان للمرة الاولى عبر وفد اقتصادي كبير ترأسه وزير الزراعة اكرم شهيب وعدد كبير من رجال الاعمال اللبنانيين. واشارت السفيرة نايار الى ان فرقة دبكة لبنانية فولكلورية احيت يوم الافتتاح كما شهد اليوم الخامس المخصص للبنان “سهرة ثقافية” باسم لبنان، اقيمت خلالها عروض فلكلورية ورقصات استعراضية، وتحدث فيها نقيب الحرفيين والمصنعين التقليديين في لبنان زاهر رضوان عن تاريخ لبنان وحضارته تمّ عرض منتوجات لبنانية من مواد غذائية واشغال يدوية وحرفية تقليدية تُعرّف بلبنان وسياحته وتاريخه. ويعتبر معرض “سورجكوند الدولي للاشغال الحرفية” بدورته الـ 29 من اهم المعارض الهندية حيث يجتمع أكبر عدد من حرفيي الهند الذين لا يعرضون بضائعهم فقط بل يقومون ايضاً بصنعها امام الوافدين.

فرقة لبنانية فولكلورية تفتح معرض سورجكوند

روابط تاريخية

والسفيرة نايار التي تسلمت مهامها في العام 2014 كسفيرة لبلادها في لبنان، والتي شغلت مناصب دبلوماسية عدة منذ العام 1983 في كل من هونغ كونغ وبيغينغ، وسينغابور وبودابست وحلّت قنصلا في كل من مندالاي وملبورن في استراليا، اشارت الى ان لبنان من اجمل البلاد التي زارتها وشعرت فيه بالراحة ووصفته ايضاً بالمضياف ويشبه الى حد ما الهند، من حيث حفاوة ابنائه في الاستقبال والتنوع والغنى الذي يملكه. ونوهت ايضاً بان هناك الكثير من الكلمات العربية التي تستخدم بالهند مثل مبارك، مستقبل، لذيذ، وطن، مظبوط، كرسي.. وذلك اكبر دليل على الروابط القديمة بين الهند والشرق الاوسط والتي تظهر جلياً في العديد من الكنوز المعمارية الهندية ذات الاسلوب العربي والتركي والفارسي، خاصة في تاج محل الاسطوري.

تاج محل الاسطوري

جالية لبنانية من 10 أشخاص!

وفي سؤالها عن عدد ابناء الجالية اللبنانية في الهند قالت السفيرة نايار أنّ عددهم قليل ومن الممكن ان لا يتعدى العدد اصابع اليدين، واضافت أنه تم افتتاح مطعمين لبنانيين في نيودلهي كما يوجد بعض الطلاب اللبنانيين في الجامعات الهندية وبعض المستثمرين.

بينما يتعدى عدد الهنود في لبنان الـ 8000 شخص، وهم يعملون في مجالات عدة ومتنوعة كالزراعة والبناء والمجال الصحي وبعض الأساتذة في الجامعة الاميركية، اضافة الى الكتيبة الهندية العاملة مع اليونيفيل في جنوب لبنان.

تفوق الصادرات الهندية

وفي ما يخص العلاقات الاقتصادية بين لبنان والهند قالت نايار إن الصادرات الهندية اكبر بكثير من الصادرات اللبنانية؛ فما زال لبنان خجولاً من جهة تصدير البضائع الى الهند، بينما تشمل الصادرات الهندية كل المجالات من الاحجار الكريمة الى الاقمشة والمفروشات الى المواد الغذائية خاصة الارزّ الهندي الذي يعتبر من اهم واجود الانواع في العالم. ونوّهت السفيرة نايار بجمعية ادلير التي تعنى بتنمية وتطوير العلاقات اللبنانية الهندية والتي تأسست خلال تولّي السفير السابق.

وفي ما يخص العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قالت نايار إن السفارة الهندية في لبنان فتحت ابوابها في العام 1954، ولم تقفل سوى فترة ثلاثة أشهر خلال الحرب على خلاف باقي السفارات التي رحلت كلياً عن لبنان.

كما عبرت نايار عن حزنها وأسفها وقلقها لما يشهده لبنان من مشاكل أمنية وساسية واكدت وقوف بلادها الى جانب لبنان ومساندته.

إنجازات هندية متنوعة

وعن التفاوت الذي تشهده الهند بين القوة الشرائية التي تملكها ومستويات الفقر العالية التي يعاني منها الشعب، قالت السفيرة نايار ان الهند مثل أي بلد آخر في افريقيا او اميركا او لبنان، لكن الهند تبذل قصارى جهدها للتخفيف من ذلك التفاوت الطبقي من خلال تحسين كل القطاعات، بخاصة ان الهند حققت انجازات كثيرة  سواء في الصناعة او التجارة او المجال الإلكتروني او في صناعة الافلام… وهي في تطور دائم ومستمر وإن ابناءها من اهم رجال الأعمال والخبراء الذين يعملون في اقطار العالم كافة.

نشاطات متنوعة

وفي الحديث عن اجندة السفارة الهندية في لبنان وابرز نشاطاتها قالت السفيرة عملنا على تنظيم معرض هندي يضم مفروشات هندية واقمشة في اسواق بيروت، كما عملنا على اصدار نشرة للمرة الاولى عن الهند وأبرز إنجازاتها وتم توزيعها في عيد الجمهورية الخامس والستين الذي احتفلنا به في فندق فينسيا هذا العام، كما شاركت الهند في معرض بيروت الفني Beirut art fair  من خلال جناح خاص، إضافة الى إقامة مهرجان بيروت لليوغا التي تعتبر اهم رياضة روحية، كما اقمنا عروض مختلفة من رقص وافلام في كل من صيدا وصور وبيروت. كما شهدت بيروت وطرابلس معارض عدة للزي الهندي المعروف بـ “الساري” ومعرض صور عن فن العمارة الاسلامية الهندية، وفي مهرجان الطعام الهندي الذي اقيم في فندق “لو رويال” قدم الطهاة الهنود افضل اطباق المطبخ الهندي، كما تهافت الناس لشراء الحرف اليدوية الهندية في جناح السفارة.  اما الفنانة Martina Argada فأعطت دورة لمدة ثلاثة اشهر في مبنى السفارة الهندية في أساسيات اقدم رقصة كلاسيكية في الهند Bharatnatyam.

طاغور وغاندي

كما كان للشاعر الهندي طاغور الحاصل على جائزة نوبل للآداب العام 1913 والمهاتما غاندي قائد الثورة السلمية نصيب من حديثنا، فطاغور لم يكن شاعراً فقط بل رسام وعالم وكاتب ترجمت قصائده وكتاباته الى جميع لغات العالم وتحولت ايضاً الى مادة تعليمية اساسية في المدارس اللبنانية التي ادخلته في مناهجها من اجل التعرف على اهم الشعراء في العالم. كذلك المهاتما غاندي الذي تحتفل السفارة بيوم ميلاده في الثاني من اكتوبر وكذلك الهند تعتبره يوماً وطنيا. هو غني عن التعريف اذ يعتبر “اللاعنف أعظم قوة متوفرة للبشرية.. إنها أقوى من أي سلاح دمار صنعته براعة الإنسان”.

 

وفي الختام شكرت السفيرة نايار موقع الطائر ومديرته مهى كنعان على هذا اللقاء ودعت الجميع لزيارة الهند والتعرف اليها وعلى معالمها السياحية عن قرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى