ناجي نعمان كَرِّم الشَّيخ سامي أبي المُنى: على تجارب التَّاريخ أن تُعيدَنا إلى حقيقتنا
الطائر – لبنان:
إستقبل الأديب #ناجي_نعمان في داره ومؤسَّسته للثقافة بالمجَّان، وفي إطار الموسم العاشر لصالونه الأدبيِّ الثقافي، الشَّيخ سامي أبي المُنى، ضيفًا مكرَّمًا في “لقاء الأربعاء” السابع والخمسين.
نعمان
بعد النشيد الوطني، ترحيبٌ من نعمان بالحضور، فكلمةٌ في الشَّيخ أبي المُنى “عالِمُ الدِّين الذي تَدَكْتَرَ مِن جامعة القدِّيس يوسُف، وعالِمُ الدُّنيا، وقد دَكْتَرَتْهُ الأيَّامُ والمَناصِب، والوَجهُ الحِواريُّ التَّربَويُّ الثَّقافيُّ بامتِياز، والشَّاعرُ مِن الطِّراز الأَرفَع”.
ضو
وكانت كلمةٌ للأب الدُّكتور فادي ضو، رئيس مؤسَّسة أديان، منها: “الشَّيخ سامي أبي المُنى رجلُ المَسار من الحوار إلى التَّضامن، إذ يؤمنُ أنَّه، في التَّضامن، ينتقلُ المُتحاورون إلى الجهة عَينِها، ويتعاونون، ويشتركون، بالتالي، في رسم المستقبل”. ومنها أيضًا: “الحوار منهجٌ وليس هدفًا، فالهدفُ هو الوَحدة؛ والشيخ أبي المُنى رجلُ الوحدة الوطنيَّة والوحدة الإنسانيَّة والوحدة الإلهيَّة. ولذا، نراهُ لا يهدأ، يحملُ كلمةَ التضامن والوَحدة، ويسعى لها بالفِكر والجمال وأعذَب الشَّعر”.
كعدي
وكانَ شعرٌ من الدكتور ميشال كعدي في الضَّيف، فكلمةٌ له باسم دار نعمان للثقافة ومؤسَّسة ناجي نعمان الثقافة بالمجان، قال فيها: “نادى كُنهَ العقل، فأخذه هذا الأخير إلى مرامي الإنسان والإنسانيَّة، عبر ضوء يُهديه في غياهب التفتيش عن الحقائق والثوابت، وإذا هو وسط المصير، والنشوء والغاية، والكون، والروح القلقة، وماهيَّة الحياة”. وأردف: “هذا المعروفيُّ المحتِد، أدرك أنه مطلوبٌ منه كشاعر وأديب أن يكون رحَّالةَ فكر، وجوَّابةَ أمداء، ليُمارس الغَرس على مستوى كونيّ، وإذا فعلَ، نصلُ معه إلى المُبتغى، والثقافة الشاملة، وفلسفة الوجود، وفضائل الإنسانيَّة، والانعتاق، حتى من الأماني والمُقتَنيات، لبلوغ الحياة الأسمى والتصفية من الشوائب الأرضيَّة”.
أبي المُنى
وحاضر أبي المُنى، بعد قصيدة عصماء له في دار نعمان للثقافة وصاحبها، في موضوع “الحوار الإسلاميّ المسيحيّ في لبنان: رؤية الموحِّدين الدُّروز”، فأَعطى لمحةً تاريخيَّةً عن مُقاربة الموحِّدين موضوع العيش مع المجموعات الأخرى، بعدما أكَّدَ أنَّ لبنان يُعدُّ النموذجَ الأنسب للحوار الإسلامي المسيحي في المنطقة. وشدَّد على أن الموحِّدين في لبنان متمسِّكون بإسلامهم وعروبتهم ولبنانيَّتهم، بقدر ما يتمسَّكون بهويَّتهم الثَّقافيَّة والدينيَّة؛ وأمَّا التقيَّةُ فيقولون بها احترامًا للذَّات واحترامًا للآخر.
وأضاف أنَّ “التوحيد رسالة سلام وعدالة بما فيه من الروح المسيحيَّة وما فيه من روح الإسلام، بل هو معراجُ ارتقاءٍ بالعقل والمسلك والتزام الفريضة إلى مستوى الإنسانيَّة المُفعمة بروح الألوهة، وفي ذلك محبَّة ورحمة، لا كراهية وعدوان، وفي ذلك تلاقٍ وجمعٌ، لا فرقةٌ وانفصال؛ ولعل ذلك هو أهم أُسُس الحوار والتلاقي، بما فيها من العقلانيَّة والحكمة”.
ورأى أنَّ “تجارب التاريخ، بما فيها من حروب وتقاتل وتنازع سلطة ومآسٍ، يجب أن تعيدنا إلى حقيقتنا وحقيقة أدياننا، وأن تكون كافيةً لتحفيزنا للعمل بجدٍّ ومصداقيَّة من أجل قيام الدولة القوية العادلة التي تستوعبُ الجميع ويساهم في بنائها وصيانتها الجميع”.
وأنهى بما معناه أنَّ على الموحِّدين، كما على سواهم من المجموعات اللبنانيَّة، ألاَّ يكونوا رأس حربة في مواجهة أيٍّ من أخوانهم في الداخل، وذلك انطلاقًا من التجارب ومن كتاباتٍ وأقوالٍ عديدة، بدءًا بما كتبه الرَّاحل كمال جنبلاط، وصولاً إلى ما قاله ابنه وليد، مرورًا بكتابات القاضي عبَّاس الحلبي والأمير حارس شهاب.
نقاشات وتسليم
وجرَت نقاشاتٌ شارك فيها كلٌّ من جوزف صفير وفادي قبَّاني وسليم الأعور وأدهم الدِّمشقي وصالح زهر الدين، كما تخلَّلَ اللِّقاءَ مُداخَلتان من الدُّكتورَين أنطوان سيف ومحمَّد شيَّا.
وسلَّم نعمان ضيفَه شهادةَ التكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى ضيافة المناسبة، وإلى توزيع مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة، بالإضافة إلى كتب بعض الأصدقاء، ومنها كتاب “قصائد التضامن الروحيّ” للشَّيخ الضَّيف، وهو صادرٌ عن منشورات مؤسَّسة أديان. وجال الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري وأنجليك نعمان الاستعاديَّة.
وتميَّز اللقاء بحضور جمهرةٍ من الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة والمهتَمِّين بالشَّأن الثقافيّ، من مِثل: توفيق بحمد، نهاد الشمالي، كمال حمدان، جوزف أبو نهرا، سهيل مطر، سيمون عيد، نبيه الأعور، جوزف صفير، وليد جاسر، جوزف نصر، إيلي مارون خليل، شربل شربل، محمد إقبال حرب، فادي قبَّاني، ميشال مطر، جوزف جدعون، جوزف مسيحي، ماري تيريز الهوا، مازن زكريان، مخايل الشمالي وقرينته ميراي السمرا الشمالي.