ينعقد؟… أم لا!!
خاص الطائر – مهى كنعان
على طريقة «بحبني… ما بحبني»!! تعيش الجالية اللبنانية في ابيدجان حالة من الانقسام والضياع. وعلى ما يبدو أن رياح الخلافات والانقسامات السياسية في لبنان قد عصفت بقوة هذه المرة الاغتراب كما لم تعصفه في أحلك الظروف التي عاشها لبنان. فبعدما كان انعقاد مؤتمر الطاقة الاغترابية بنسخته «الأبيدجانية» أمراً واقعاً في 2 و 3 شباط المقبل والذي كان تم الاعلان عنه قبل عام.. أصبح المؤتمر بفعل الأحداث المتسارعة التي تحصل في لبنان في خبر كان ويبدو أن طاقاته تبعثرت وانفرطت حبات عقدها الواحدة تلو الاخرى. المؤتمر الذي كان التحضير له يجري على قدم وساق من أجل إنجاحه، نظراً للأهمية الكبرى التي يشكلها بالنسبة للمغتربين ولرجال الاعمال بشكل عام ولابيدجان بشكل خاص، سيشكل انتكاسة كبيرة للاغتراب.
الكل في حالة قلق وترقب، الكل أعرب عن استنكاره لما يحصل والجميع يتملكه الخوف على وحدة الجالية اللبنانية في ابيدجان.
وعليه، تعيش الجالية في #ابيدجان اليوم تحديات كبيرة تضعها امام استحقاق هام وهو الحفاظ على وحدتها وكينونتها في وجه ما يتربص بها، ومن اجل ذلك اصدر العقلاء والحكماء في الجالية بيانات يطالبون فيها بتأجيل #المؤتمر ريثما تهدأ #العاصفة وتعود الاحوال الى طبيعتها، وفي مقدمهم رئيس الجالية نجيب زهر ورئيس غرفة التجارة والصناعة العاجية الدكتور جوزيف خوري الذي اعلن انسحابه من تنظيم المؤتمر وبالتالي عدم حضوره، كما طالب ابناء #الجالية ومن داخل السفارة اللبنانية في ابيدجان تأجيل المؤتمر.
وما يزيد الامور غموضاً هو ان #القنوات التلفزيونية ما زالت تعرض الاعلان الخاص بالمؤتمر والذي يدعو المغتربين للمشاركة فيه، في الوقت الذي لم يصدر أي بيان رسمي من قبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يعلن فيه عن تأجيل المؤتمر. لكن على ما يبدو أن أبناء الجالية في ابيدجان وجلّهم من الجنوب قالوا كلمتهم واتخذوا قراراً حاسماً بمقاطعة المؤتمر، وذلك ردّاً على ما اعتبروه إساءة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري من قبل الوزير باسيل. وما يزيد الموقف خطورة هو القرار الذي اتخذه مناصرو الرئيس بري وهم شريحة كبيرة في العاصمة العاجية بأنهم سيقفون في وجه موكب الوزير باسيل وسيقطعون الطريق عليه، في حال أصرّ على انعقاد المؤتمر وحضر إلى ابيدجان.
الامر خطير جداً وخطورته أنه لا يُهدد أمن الجالية ووحدتها في ابيدجان فقط، بل #الاغتراب_اللبناني في كل مكان، وهذا وللأسف لم يحصل حتى في أصعب الأيام التي عاشها لبنان. والمفارقة أن الذي كنّا ننتظره بفارغ الصبر وهو أن تضيف أعمال المؤتمر طاقة إيجابية في جسم الاغتراب و#الوطن على حد سواء، أتت عكسية تماماً ووحده الله يعلم إلى أن تتجه الأمور التي قد تكون نتائجها بما لا تحمد عقباه.
الصحافة طاولها ضرر كبير جرّاء ذلك الإرباك والغموض، فعشرات الصحافيين ومعدي البرامج والمراسلين توجهوا إلى أبيدجان من أجل تغطية المؤتمر وهم عالقون لا يدرون ما يفعلون. وبدل أن يكون عملهم هو تسليط الضوء على نجاح المغتربين وتعزيز تواصلهم مع لبنان بهدف العودة والاستثمار فيه، ها هم يسلّطون الضوء على واحدة من أسوأ الانتكاسات التي يشهدها الاغتراب ولبنان. ولسان حالهم وحال اللبنانيين لا يسعه إلا أن يردد اللهم احفظ الاغتراب ولبنان.