الطائر المغتربالملحق

توقعات خجولة لاقتراع المغتربين..والمال الانتخابي يتدفق إلى استراليا

الطائر – استراليا 

 

كتبت نسرين خضره  في موقع مناطق. نت: 

ليست الانتخابات هي الشغل الشاغل للبنانيين المقيمين فقط، فمع اقرار الحق للمنتشرين الاشتراك بصنع القرار السياسي في وطنهم الأم، انشغل المغتربون اللبنانيون بالتسجيل ليمارسوا للمرة الأولى حقهم كمواطنينالوطن دعا فأتى الجواب خجولاً خافتاً، حيث تبوأت أستراليا الصدارة لناحية اعداد المسجلين باجمالي 12000 من أصل 500 ألف لبناني (وربما أكثر)يعيشون على الاراضي الأسترالية!.. غياب للحماسة والاندفاع لممارسة أهم حق تعطيه الدول المدنية لمواطنيهالماذا؟

لا يمكن وضع مسألة التجاوب مع الانتخابات والتسجيل لها في الخانة نفسها مع الوفاء والشوق للوطن، فمعيار المحبة يختلف بدرجة كبيرة عن معيار التجاوب والالتزام وذلك بحسب نظرية الحب بلا مقياس” فهكذا تعوّد اللبناني المقيم كما المغترب أن يحب وطنه قطعة السما بالكون تاني ما الها” دون أن يشعر بضرورة اثبات هذا الحب لمحبوبهفالزيارات قائمة والتحويلات المالية التي يضخها المغتربون في شرايين الاقتصاد لوطنهم الأم الى تزايد.. امتلاك الاراضي وفي الكثير من الاحيان الاستثمار في بلاد الأرز ايمانا بالوطن الذي لُقب ب باب الشرق” والسبحة تكر… وعلى الرغم من مرور السنوات على الهجرة من الوطن بحثاً عن المستقبل الضائع، لا يزال اللبنانيون متمسِّكون بجذورهم وتاريخهملماذا اذاًالبرودة في التسجيل والاقتراع؟ هل هو بسبب الموت السريري الذي يعيشه الأمل بالتغيير؟ أم بسبب حالة الترقُّب التي يعيشها المغترب اللبناني الذي سيجلس متفرجاً على مسرح الاقتراع ليقرر على الشيء مقتضاه؟ هل هي الحنكة السياسية التي نتعلمها منذ نعومة أظفارنا أن التحالفات والانتخابات محكومة وليست حاكمة في لبنان … فالسياسة ضيف مجالسنا الدائم. “مناطق.نت” حمل هذه الاسئلة الى أستراليا وعاد بهذا التقرير.

معكرون: الصوت الاغترابي سيلعب دوره في صنع القرار السياسي

قول قنصل عام لبنان في سيدني شربل معكرون، في حديث خاص لـ موقع “مناطق نت»، إن التحضيرات للانتخابات النيابية تجري على قدمٍ وساق بمُوجب القوانين لناحية اشراك المغتربين اللبنانيين في الاستحقاق النيابي في وطنهم الام لبنان. ويشير إلى أن الرقم النهائي للمسجلين في استراليا وصل الى حوالى 12000 ما يضعها في خانة البلد الأول لناحية عدد المسجلين، ومنها حوالى 9500 في ولاية نيو ساوث ويلز/سيدني وحدها ما يضعها في صدارة  قائمة المدن التي تسجل فيها اللبنانيون للمشاركة في الانتخابات. ويثني معكرون على جهود الأحزاب اللبنانية المتواجدة في أستراليا في حث المنتشرين اللبنانيين على التسجيل مؤكداً أن الصوت الاغترابي وازن وسيلعب دوره في صنع القرار السياسي في لبنان. ولا يخفي معكرون عدم حماسة أبناء الجالية اللبنانية في سيدني للمشاركة في الانتخابات، آملا أن تكون انتخابات 2018 مثالا حيا أمام المغتربين سيشجعهم في المستقبل على التسجيل والادلاء بأصواتهم. اما من الناحية اللوجستية والعملية، فيشرح معكرون أن العمل لا يزال جارياً لانهاء التفاصيل، والاتجاه هو بتوفير حوالى 24 قلما بحسب القانون اللبناني الذي ينص على قلم لكل 400 ناخب، ستكون متواجدة بشكل عام في مناطق يسكنها اللبنانيون الاستراليون وستحصل في المدارس والصالات العامة التي يرتادونها.

وتطرق القنصل الى مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي عُقد في سيدني الشهر الماضي مثنياً على النجاح الباهر الذي حققه، على الرغم من الوقت الضيق للتحضير له، وأكد أن تفاعل ومشاركة اللبنانيين الأستراليين، أكان من الجيل الأول أم الجيل الثاني، كانت مدعاة فخر إذ نجح المؤتمر بإعادة إحياء الأواصر التي تجمع المغترب بوطنه الأم. وقال نقلاً عن أحد المشاركين «شعرنا اليوم بالانتماء»! تابع معكرون «سيلعب المؤتمر دوره بتشجيع المغتربين اللبنانيين بطريقة غير مباشرة للمشاركة بصنع القرار السياسي في لبنان» وختم «في حين تُلزم كل الدول الديمقراطية أبناءها بالتصويت ويدفعون غرامة مالية اذا امتنعوا عن ذلك ومنها أستراليا، أعطى لبنان أبناءه الحق بالادلاء بأصواتهم تاركاً لهم حرية الاختيار، فليس «واجباً» على أحد أن يشارك بالانتخابات وانما لهم الحق الدستوري اليوم بممارسة كامل حقوقهم كأبناء لوطن نحبه اسمه لبنان ولمستقبل زاهر نأمل أن نوفره لأبنائنا.»

ماذا عن وسائل الاعلام اللبنانية في أستراليا، هل تهمها الانتخابات النيابية؟

حرب: انتخابات المقعد وليس المبدأ

يصف ناشر ورئيس تحرير جريدة النهار الأسترالية أنور حرب الانتخابات «بأنها انتخابات المقعد وليس المبدأ، فالتحالفات التي نشهدها لا هي زواج ماروني ولا زواج مدني ولا زواج متعة انما زواج الضرورة بخلطة غريبة عجيبة. كمنتشرين لبنانيين «استُعملنا» لحسابات سياسية معينة، أسميها انتخابات “الأعداق” حيث لا اصدقاء ولا اعداء فيها! ان الاعلام يعكس نبض القارىء، واللبناني المنتشر كما المقيم يستهويه الصندوق الخشبي كما تستهويه فكرة الديمقراطية مع قناعتنا أن ما يجري في لبنان له وجهه الديمقراطي لكن الحال السياسية التي وصلت اليها الانتخابات والفساد العلني طغيا على الوجه الديمقراطي الذي نطمح للاضاءة عليه. فلقد وصل هذا الفساد والمال الانتخابي الى أستراليا حيث طرقت الرشوة أبوابنا من خلال منح بطاقات سفر مجانية للمنتخبين ولكم كنت أتمنى أن لا تطاولنا الرشوة السياسية وأن يترفَّع المنتشر اللبناني عن هكذا أمر فدورنا أن نكون أدوات تغيير وأن نمارس حقنا بالتغيير لبناء وطن جديد يحفظ التاريخ العريق ويُدخل مفاهيم الديمقراطية التي تحفظ كرامة المواطن الانسان. مع الاشارة الى أن العديد من اللبنانيين لم يتسجلوا حفاظا على حقهم بالانتخاب في لبنان بحيث أن المسجلين في دول الانتشار يفقدون حقهم بالانتخاب في لبنان!»

ويضيف حرب «ندخل باسهاب شديد في تفاصيل العملية الانتخابية وعلى الرغم من كل المآخذ من الهرطقة الديمقراطية، لا يزال لدى المغترب اللبناني حب غرائزي لمعرفة كل الأخبار حول الانتخابات وزواريبها ولذلك نعمل كمؤسسات اعلامية في الانتشار أن نُشبع عطش المنتشرين اللبنانيين للاخبار، مع الامل الدائم ألا يسبب أي وضع أمني طارىء بنسف الانتخابات”.

قزي: سيكون هناك مشاركة لكن بأعداد خجولة

من جهته يؤكد رئيس تحرير جريدة التلغراف الأسترالية انطوان قزي، أن الاعلام المغترب كما الاعلام المقيم ينتظر موسم الانتخابات لأنه “موسم” يهم جميع اللبنانيين منتشرين ومقيمين بغض النظر عن النتائج التي ستأتي بها هذه الانتخابات. يضيف قزي «المشاركة هذه السنة ستكون أكبر بسبب تسجيل بعض المغتربين للمشاركة في الانتخابات ولو أن العدد خجول ولكن ننظر الى هذه التجربة بأمل كبير لأنها اذا نجحت ستشجع العديد من المنتشرين اللبنانيين الذين لم يتسجلوا أن يُقدموا على ذلك وأن يشاركوا بصنع القرار السياسي في وطنهم الأم لبنان. وتأتي أستراليا في طليعة بلدان الانتشار التي شهدت تسجيلاً للمشاركة في الانتخابات النيابية، ما يحثنا أكثر على اعطاء هذا الاستحقاق تغطية أكبر مع الاشارة الى أن الرقم الاجمالي للمسجلين يبقى رقماً متواضعاً جداً قياساً على عدد اللبنانيين المنتشرين في أستراليا”.

يتابع قزي «لا تقتصر تغطيتنا على الاضاءة على الصورة العامة وانما ندخل في تفاصيلها لنعطي الصورة الكاملة، سيما وأن العدد المسجل للانتخابات يمثل الأكثرية التي ينتمي اليها أبناء جاليتنا والقرى التي يأتون منها كزغرتا والكورة وبشري والديمان وطرابلس والجية وهي المناطق التي ستشهد منافسة حادة وسيكون فيها مفاجآت كبيرة. ولا بد من التنويه بالدور الذي لعبه ممثلو الأحزاب اللبنانية في أستراليا بالتشجيع على التسجيل حتى أنهم وضعوا الاعلانات في الصحف وفي الاذاعات وفتحوا مراكزهم للتسجيل». وختم قزي «يبقى العائق أمام الوصول الى النتيجة المرجوة عدم امتلاك عدد كبير من اللبنانيين المسجلين على الأوراق الثبوتية اللبنانية التي تخولهم المشاركة في الانتخابات والأوراق التي يمتلكونها غير مستوفية الشروط”.

لقد شكّلت الفروع الاغترابية للأحزاب اللبنانية خصوصاً المسيحية منها في أستراليا المحرك الأكبر لعملية تسجيل المغتربين، سواء لناحية عمل هذه الفروع مباشرة أو لناحية زيارات رؤسائها لحث محازبيهم على المشاركة في الانتخابات، وتحديداً منطقة الشمال التي تضم أقضية بشري وزغرتا والكورة وعكار إضافة لطرابلس حيث يُشكِّل أبناء هذه الأقضية الغالبية العظمى من الجالية في أستراليا وأهمية مشاركتهم تكمن في أن تلك الأقضية تشهد معارك إنتخابية حامية يُشكّل الصوت التفضيلي دوراً حاسماً فيها فكيف لعبت الاحزاب هذا الدور؟

طوق: حماسة فاترة للمشاركة بالعملية الانتخابية

يقول رئيس التيار الوطني الحر في أستراليا طوني طوق «تجربتي في الانتخابات أثبتت أن أبناء الجالية اللبنانية في أستراليا يفتقدون الحماسة للمشاركة في المعركة الانتخابية، وما أنجز من عمليات تسجيل كان نتيجة مثابرة وعمل الفروع الاغترابية في المغتربات ومنها أستراليا التي أحدثت الفرق من خلال الزيارات التي قمنا بها لمنازل المنتشرين  والعمل على جمع الأوراق الثبوتية، وأيضاً فتح مراكز الأحزاب في أستراليا لتسجيل الراغبين للمشاركة في الانتخابات، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وحركة الاستقلال كانوا في مقدمة المبادرين للدفع باتجاه تسجيل أكبر عدد ممكن من المنتشرين حيث أن الأحزاب الأخرى كان نشاطها خجولاً». يتابع «تجربتي على الأرض كانت صعبة بسبب عدم الحماسة، وهناك تناقض كبير في هذا المجال، فمن جهة تسنتج أن المنتشر اللبناني في الكثير من الأحيان لا تعنيه الانتخابات، ومن جهة أخرى تجد أن السياسة هي حديث المجالس الخاصة والعامة!”.

يتابع طوق: «كتيار وطني حر في أستراليا أصبحنا جاهزين لخوض المعركة من أستراليا، فماكينتنا الانتخابية جاهزة من متطوعين خضعوا لدورات تدريبية من لبنان ومنشورات ومندوبين على أقلام الاقتراع وأمور لوجستية أخرى بما فيها سيارات سنضعها بتصرف أبناء جاليتنا لتسهيل عملية الوصول الى مراكز الاقتراع». يضيف «المعركة دخلناها ونحن جاهزون لها! فالصوت الاغترابي وعلى الرغم من أنه متواضعاً نسبة لأعداد المشاركين في لبنان، إلا أنه سيكون مؤثراً جداً بعكس ما يعتقد الكثيرون حيث أن هذا الصوت هو الذي سيحدث الفرق في العديد من المناطق، وأنا لا أتحدث هنا عن آلاف الأصوات بل عن المئات التي سيكون لها كلمة الفصل”.

المير: يجب أن يتلقف المغتربون حقهم بالمشاركة بالانتخابات

من جهته أكد منسق عام تيار المستقبل في أستراليا، عبدالله المير أن «إعطاء حق المغترب بالمشاركة في العملية الانتخابية في وطنه الأم هو مسألة مهمة يجب أن يتلقفها المغتربون بكل اهتمام، فاللبنانيون قبل أن يكونوا مغتربين، ناضلوا من أجل لبنان الذي نؤمن به، لذلك عليهم أن يبادروا إلى الإدلاء بأصواتهم من موقع ابداء الرأي والاشتراك المباشر بالحياة السياسية اللبنانية. وبالرغم من أن أعداد الذين تسجلوا يبقى ضئيلاً جداً مقارنة بحجم الجالية اللبنانية في أستراليا، لكنها تبقى خطوة جيدة يُبنى عليها”. يتابع المير «لو أن التسهيلات التي عُرضت على المغتربين كالحصول على الهوية اللبنانية وتكلفة تجديد جواز السفر اتت مبكرة وقبل اغلاق باب التسجيل لكانت النتائج أفضل بكثير من حيث المشاركة في الانتخابات”.

وأشار المير إلى أن معظم الذين تسجلوا للمشاركة في الانتخابات هم من الجيل الأول، وهؤلاء لا تزال تربطهم علاقة وثيقة بلبنان، في حين اشراك الجيل الثاني من أبناء الجالية اللبنانية في أستراليا له أهمية خاصة نظراً لما تمثله تلك المشاركة من ربط لهؤلاء بوطنهم الأم والتواصل معه وتعلُّم لغته بغية الحفاظ على الروابط الثقافية والسياسية مع وطن الأجداد”. ويختم المير قائلاً «حاولنا قدر المستطاع تشجيع المغتربين على التسجيل، لكن لمسنا شكوكاً لديهم بأن هذه الانتخابات ربما لن تحصل! لكن نحن كتيار سياسي نعمل على تشجيع المغترب للتعبير عن رأيه سواء كان من أستراليا أم من لبنان”.

من ناحية ثانية أطلق قسم سيدني الكتائبي الحملة الانتخابية الاغترابية تحت شعار «نبض التغيير» مواكبةً للحملة التي يقوم بها الحزب في لبنان.

انقسام الشارع الاغترابي

على مقربة من الاستحقاق الانتخابي ينقسم الشارع الاغترابي في أستراليا بين مؤمن بالصوت الاغترابي وفعاليته وبين غير المبالي بالانتخابات. وفي هذا الإطار تقول السيدة ماري ض. بكل ثقة إنها على استعداد كامل للذهاب الى مراكز الاقتراع والادلاء بصوتها، اذ تؤمن أن اختيارها لمرشحها سيكون له التأثير في بلدها الأم، وهي تعلم من هو المرشح الذي سيفوز بصوتها. وكيف اختارت مرشحها؟ تجيب أنها التقته في بلدتها خلال زياراتها المتكررة الى لبنان في فصل الصيف وأُعجبت بفكره السياسي والانمائي ولهذا السبب تعتقد أن صوتها سيساهم بايصاله الى المجلس النيابي مما سيفسح المجال أمام المرشحين الجديين باحداث التغيير الذي تأمل أن تراه في وطنها الأم. من جهتها ترفض الحجة أم علاء الخوض في هذا الموضوع فليس كل أبنائها مسجلين في لبنان ولم يتسجل للانتخابات سوى زوجها وأخوته إذ تعرب عن نيتها بعدم اقحام أولادها في زواريب السياسة اللبنانية التي لا يعرفونها والتي لن تطاولهم مباشرة. من جهتهم يقول مغتربون من الجيل الثاني التقتهم «مناطق نت» في أستراليا أنهم غير مهتمين على الاطلاق بالانتخابات النيابية، فلبنان بالنسبة لهم هو وطن الاجداد ووجهة سياحية لا أكثر ولا أقل، ومن تسجل فقد قام بذلك ارضاء لأهله أو حزبه.

الاقتراع الخجول هو ما يتوقعه المتابعون والمشجعون في الاستحقاق النيابي الذي يشرّع صناديقه أمام الناخبين في السادس من أيار المقبل. ولا يبقى لهم سوى الأمل أن تشجع نتائج هذه الانتخابات سائر المنتشرين اللبنانيين على التسجيل لعلّ الوطن الصغير يسترد أبناءه المنتشرين في أربع رياح الأرض ولو من باب البرلمان الضيق!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى