محافظ بيروت يكرم الفنان جورج الزعني
الطائر – لبنان:
كتب محمد ع. درويش:
تقديراً للمساهمات الفعالة في إثراء العمل الثقافي والوطني التي قام بها الفنان جورج الزعني كرم مهرجان “مكحول إن أكشن” وبدعم من جمعية احلى فوضى وكنيسة نياح السيدة الأرثوذكسية الفنان الراحل الدكتور جورج الياس الزعني برعاية وحضور محافظ بيروت القاضي زياد شبيب في شارع المكحول في الحمراء
ونوهت الكلمات التي القيت خلال المهرجان بالفنان د. الزعني المرهف الاحساس والرائد في المعارض الوطنية، مشيرة الى دوره في تكريم شخصيات تركت بصمات تاريخية، بالإضافة إلى الحفلات والأعمال المسرحية والكتب التي عمل عليها بأناقة فنية داخلية وخارجية.
وبما ان الزعني كان معجبا بأداء الجيش اللبناني فكان يحتفي بشهدائه الذين «بدمائهم يرسمون مساحة الوطن» من خلال اقامة المعاض التي تمثل تلك التضحيات، لم تغب ايضاً القضايا الكبرى واليومية عن فكر الزعني فكانت مجزرة قانا والمقاومة في صميم قلبه مقيما لهما المعارض، ومستعيراً من محمود درويش الكلمة ومن جبران خليل جبران الصور، والإيقاع من نزار قباني، وأما القضايا اليومية فعبر عنها بـ «قهوة دايمة»، «يمام بيروت»، «بيروت في خمسة فصول». اما آخر كتبه كان «تماثيل لبــنان» الذي طبعته الجامعة اللبنانية وكان معدًا لمعرضٍ ربما يتحقق كآخر حلم لجورج الزّعني المواطن الشرف.
بدوره اشاد الزميل محمد ع. درويش بالفنان المعلم جورج الزعني وشارع المكحول فقال: “في سنة 1978 اقيمت جمعية المكحول للفنون والحرف، وشاهد الناس، بمتعة غامرة، مهرجان المكحول الأول حين كانت بيروت تخرج بصعوبة من حرب السنتين. وفي ذلك الشارع الضيق شوهد جورج الزعني يتنقل بين المشاركين بحيوية لافتة. وفي عامي 1979 و 1980 بات مهرجان المكحول الاسم الثاني لجورج الزعني الذي يسره أن يردد أن الشاعر الشعبي البيروتي عمر الزعني هو قريبه، على الرغم من اختلاف الانتماء الديني. لكن هذا الفارق لم يكن له أي قيمة في منطقة رأس بيروت التي اشتهرت بالمسيحيين فيها كأبناء خالات المسلمين بالرضاعة والمجاورة.
ورأس بيروت مكان فريد حقاً، غير أن فرادته ليست ناجمة عن عبقرية سكانه المزارعين، بل ناجمة عن تأسيس الكلية الانجيلية السورية (الجامعة الأميركية) في ربوعه في سنة 1866. وبالتدريج تحوّل هذا المكان إلى بقعة شبه علمانية، ومقصداً للأثرياء الفلسطينيين الذين تقاطروا على بيروت في سنة 1948، وللبرجوازية السورية التي نزحت بأموالها إلى لبنان في سنتي 1955 و 1957، وما برحت على دينها حتى اليوم. آنذاك كان شارع الحمراء لا يزال يُدعى “جرن الدب”، في هذا المكان بالتحديد تعرف الناس إلى جورج الزعني، وإلى مطعم «سماغلرز إن» الذي حوّله جورج الزعني إلى غاليري للفن التشكيلي، وفجّره إرهابيو ذلك الزمان. أما شغفه بهذا الفن فكان غرامه الدائم على الرغم من التحولات الهائلة التي طرأت على بيروت جراء الحرب الأهلية المديدة، والتي جعلت الفن التشكيلي مهنة زائدة، لكن لا بد منها، فما إن عاد من لندن بعد وقف الحرب حتى بادر إلى افتتاح صالة أليسار في شارع بلس، ثم أقفلها مثلما أقفل “سماغلرز إن”
واخيرا ألقت نيلي الزعني كلمة شكر باسم عائلة المكرم. بعد ذلك سلم محافظ بيروت القاضي زياد شبيب درعاً تقديرية الى عائلة الفنان المكرم.
سيرة جورج الياس الزعني
ولد في بيروت في 23/9/1942. درس في «الانترناشيونال كولدج» سنة 1956 ثم في مدرسة الشويفات حيث حاز البكالوريا سنة 1960. نال البكالوريوس في الآداب من كلية هايكازيان سنة 1963، ثم الماجستير من الجامعة الأميركية سنة 1970 ثم الدكتوراه من السوربون في سنة 1972.
يتقن الإنكليزية والفرنسية والإيطالية.
عمل في التدريس الجامعي في كل من جامعة هايكازيان والجامعة الأميركية (1972- 1980) وفي جامعة أثينا (1987)
رئيس قسم اللغات في الانترناشيونال كولدج – لندن من 1990 حتى 1995.
أسس جمعية المكحول للفنون والحرف سنة 1978، ونظم ثلاثة مهرجانات في شارع المكحول في السنوات 1978 و1979 و1980.
عين مستشاراً لوزير السياحة وليد جنبلاط سنة 1985.
رئيس الرابطة الثقافية في لندن سنة 1988.
ترأس مهرجانات بيت الدين في سنة 1985 ومهرجانات دير القمر في السنة نفسها.
من معارضه وكتبه
أقام عدداً كبيراً من المعارض الفنية، منها: « لبنان: طوابع وأحداث» (1983)، «الجنوب: أرض وناس» (1984)، «صيدا عبر الزمان» (1985)، «صور من بيروت» (لندن 1988)، « قانا… كي لا ننسى» (1998)، «المعلقات» (1998)، «سيرة الليرة – مصرف لبنان» – (1999)، «الاستقلال» (1999)، «التحرير» (2001)….كذلك أصدر عدداً من الكتب الفنية، منها: «لبنان طوابع وأحداث» (1983)، «لبنان أرض وناس» (1984)، «صيدا عبر العصور» (1985)، «رمضان مبارك» (2008)، «اجتمعنا من أجل الإنسان» ـ الإمام موسى الصدر» (2009)، «رجل لكل الفصول» (2009)
«نسمات» ـ أنطون سعاده (2012)، «تماثيل لبنان أسماء لوطن» (2013)