افتتاح ورشة عمل للحد من مخاطر الكوارث
الطائر – لبنان:
افتتح وزير الإعلام رمزي جريج ورشة عمل عن “بناء قدرات الإعلاميين للحد من مخاطر الكوارث”، التي نظمتها وحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سويسرا، وذلك في السراي الحكومي، وشارك فيها سفير سويسرا فرنسوا باراس ومساعد الممثل القيم لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي في لبنان إدغار شهاب.
شهاب
بداية، النشيد الوطني ثم كلمة شهاب، الذي قال: “يسرني للغاية ان اكون هنا اليوم ممثلا برنامج الامم المتحدة الانمائي، وان ارحب بكم في افتتاح الورشة التي تعكس التعاون المستمر بين برنامج الامم المتحدة الانمائي ووسائل الاعلام بشأن الحد من مخاطر الكوارث في لبنان. ونحن مقتنعون بالدور الحيوي الذي تلعبه وسائل الاعلام في هذا المجال ليس فقط من اجل الوقاية بل ايضا من اجل الاستجابة وذلك من خلال التغطية الاعلامية لاي كارثة”.
وأشار الى ان “لبنان عرضة لمجموعة واسعة من المخاطر الطبيعية مثل الزلازل والتسونامي والفيضانات وحرائق الغابات والانهيارات الارضية والجفاف، الا انه من الممكن التخفيف من هذه المخاطر اذا كنا على جهوزية وعلى استعداد للاستجابة بشكل جماعي وفعال. لذلك، فانه من الاهمية بمكان دمج ادارة مخاطر الكوارث بعملية برامج التنمية الوطنية، من اجل بناء مستقبل مستدام للجميع”. وقال: “وفي هذا الاطار قام برنامج الامم المتحدة الانمائي بدعم الحكومة اللبنانية لتطوير استراتيجية وطنية للحد من مخاطر الكوارث وكذلك استراتيجية وطنية لنشر الوعي حول الحد من مخاطر الكوارث”.
واعلن “ان برنامج الامم المتحدة الانمائي يسعى من خلال مشروع تعزيز قدرات ادارة مخاطر الكوارث في لبنان، الذي أطلق بالتعاون مع رئاسة مجلس الوزراء الى مساعدة الحكومة اللبنانية الى تطوير ادارتها للكوارث والحد من المخاطر المقبلة، على وجه الخصوص، فإن مشروع يطور طاقات الشركاء المعنيين على مقاربة افضل للمخاطر وتحديد مواطن الضعف، من اجل تنفيذ الاستراتيجية المتكاملة للحد من مخاطر الكوارث وادارتها”.
وأوضح “ان هذا النشاط يأتي ضمن اطار بناء وتطوير القدرات الوطنية للحد من مخاطر الكوارث، ومن جهة اخرى لنشر الوعي حول الحد من هذه المخاطر”، مؤكدا ان “وسائل الاعلام هي السلطة الرابعة في اي دولة كانت، اذ انها تكمل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في توفير خدمات عامة فعالة للمواطنين بشكل كفوء وفعال من حيث الكلفة وبطريقة آمنة. وفي حال اظهرت اي من السلطات الثلاث المذكورة اعلاه عن اي تقصير، يأتي دور الاعلام كحاجة في ان يؤدي هذا الدور بفعالية اكبر ما يكتسب اهمية بالغة”.
وقال:”ان للصحافة القدرة في ان تسأل حول اداء الحكومات وتعطي التنبيهات وتساعد الفئات المعرضة للضرر كي تكون قادرة على التعامل مع اي كارثة، او على صعيد آخر يمكن من خلال تغطيتها للمخاطر والاخطار الحالية ان تذكر بالكوارث السابقة والتدابير الايجابية التي يمكن ان تنقذ الارواح. كما يظهر دور الاعلام في زيادة الوعي المجتمعي بشأن الكوارث وتشجيع استخدام المعرفة لبناء ثقافة الامان والقدرة على المجابهة على كل المستويات من خلال الاحصائيات ونشر الدراسات التي تقوم على تحديد الاخطار وكيفية الوقاية منها”.
وختم شهاب شاكرا “الحكومة اللبنانية من خلال رئاسة مجلس الوزراء على عملها المستمر لمأسسة اطار عام الكوارث، واود ايضا ان اغتنم هذه الفرصة لأشكر شركاءنا لدعمهم المستمر، وخصوصا الوكالة السويسرية للتنمية والحكومة الانمائية”.
باراس
من جهته، أعرب السفير باراس عن سروره لافتتاح هذه الوشة، مشيرا الى “ان سويسرا شريكة للبنان في مجالات عدة ولقد حققت تعاونا مشتركا مع عدة دول في مجال الوقاية من الكوارث”. وقال: “لدينا مشاريع تعاون مع وزارة التربية واتحاد بلديات صور والصليب الاحمر اللبناني على مستوى الوقاية من المخاطر واستراتيجية ادارة المخاطر التي تتطلب عملا مشتركا من اطراف عدة، منها الحكومة التي تضع اطار العمل ومن ثم المجالس المحلية والبلدية والمجتمع المدني والمواطنين”.
ورأى “ان الاعلام يلعب دورا اساسيا في تحفيز الرأي العام على التحديات التي تواجه الوقاية من الكوارث وكيفية تلافيها”، داعيا اياها “للقيام بهذا العمل على مستوى الامد المتوسط والبعيد”.
جريج
والقى الوزير جريج كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم بناء على دعوة وحدة ادارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء في ورشة عمل حول بناء قدرات الاعلاميين للحد من مخاطر الكوارث، التي يمكن أن تهدد لبنان، كالفيضانات، والعواصف، وانزلاقات التربة، والزلازل، والتي يزيد من احتمال حصولها ارتباطها بالطقس وبتداعيات التغير المناخي. ولقد أدركت الدولة منذ فترة أهمية هذا الموضوع، فقامت بإنشاء هيئة وطنية للحد من مخاطر الكوارث، كما تجري حاليا في المجلس النيابي مناقشة اقتراح قانون بهذا الشأن. وفي السياق ذاته، يساهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمشروع “تعزيز قدرات إدارة مخاطر الكوارث في لبنان”، في مساعدة الحكومة اللبنانية على تطوير ادارتها للكوارث والحد من مخاطرها وآثارها”.
اضاف: “لذلك فإن ورشة العمل، التي نعقدها اليوم، تندرج ضمن استراتيجية متكاملة، يستحق واضعوها كل تقدير وتنويه على الجهود التي بذلوها ويبذلونها في هذا المجال؛ كما يستحق الشكر جميع الإعلاميين المشاركين في لقاء اليوم على ادراكهم أهمية المواضيع التي تتناولها هذه الورشة، باعتبار ان المسؤولية مشتركة بين الحكومة ووسائل الإعلام، سواء لجهة الاستعداد لمواجهة الكوارث أم لجهة التخفيف من نتائجها”.
وأكد “اننا جميعا امام امتحان كبير لاثبات جدارتنا في ادارة الازمات ومعالجتها”. وقال: “ان كل خطوة نقوم بها في مجال مواجهة الكوارث، ايا يكن نوعها وحجمها، تخضع لرقابة الاعلام، الذي يرصد عن كثب كيفية اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة المشاكل الناتجة عنها. فللاعلام بداية، دور بارز في مجال التوعية الوقائية، عن طريق تسليط الضوء على المخاطر والاماكن الاكثر عرضة للكوارث، واعداد برامج تثقيفية تنبه إلى الاخطار المحتملة في ضوء المعلومات والاحصائيات التي تشير الى توقع حصول الكوارث”.
ورأى “ان الحد من مخاطر الكوارث قضية سياسية، اذ ان مطالبة الناس بمزيد من الاجراءات الوقائية من قبل حكوماتهم تندرج ضمن سياسات الحكومة؛ وهي ايضا قضية اقتصادية، اذ إن نتائج الكوارث على الصعيد الحياتي تكون أحيانا طويلة الامد، تماما كما حدث في ما يتعلق بزلزالي شيلي وهايتي؛ وهي كذلك قضية بيئية، اذ إن من شأن تطبيق النظم البيئية حماية أرض الوطن من بعض الآثار السلبية الناتجة عن الكوارث”.
وقال: “ان مفاهيم الناس بالنسبة الى الكوارث تختلف. فمنهم من يعتبرها قضاء وقدرا، ومنهم من يتجاهل اخطارها، كما ان هناك مجتمعات عديدة تدرك أن في الامكان الحد من تلك الاخطار والوقاية منها. لذلك، باستطاعة الإعلام أن يساهم في اقناع الناس بعدم الإستسلام للأقدار وإعتماد موقف شجاع في مواجهة الكوارث، وأن يقيم أيضا أداء الحكومات ازاءها، وأن يعطي التنبيهات والتحذيرات اللازمة لتحسين قدرات الناس على التعامل مع أي كارثة محتملة”.
اضاف: “وللاعلام، كذلك دور هام في تحليل القرارات المتصلة بإدارة مخاطر الكوارث، فلا يكتفي بنقل اخبارها، بل عليه ان يكون شريكا اساسيا في عملية تحديد الأسباب التي تؤدي الى حصول الكوارث، وتحفيز العمل على ان يصبح موضوع الحد من مخاطرها جزءا من سياسة الحكومة”.
وأكد “ان وسائل الاعلام مرآة تعكس واقع المجتمع وتعمل أيضا على اصلاحه وتحسينه”، وقال: “وإيمانا منا، في وزارة الاعلام، بالدور الفعال للسلطة الرابعة، نتمنى ان نتوصل الى نوع من التعاون والشراكة بين جميع المعنيين بهذه القضية، وخصوصا بين مختلف وسائل الاعلام وهيئات المجتمع المدني، لأجل حمل الوزارات المعنية على اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية، والحد من أضرار الكوارث بعد حصولها”.
واعلن ان “ورشة العمل هذه تهدف الى اشاعة وعي جماعي داخل مجتمعنا اللبناني، من خلال الشروحات العلمية الضرورية عن التوقعات التي يمكن التنبؤ بها، وحجم الآثار التي قد تنتج عن اي كارثة، وايصال المعلومات الدقيقة والصحيحة عن كيفية مواجهة آثارها وتخفيف الأضرار الناتجة عنها”.
وقال: “من هنا، من واجب كل وسيلة اعلامية المساهمة في حملة التوعية وتحفيز الوزارات والادارات المعنية على اتخاذ اجراءات وقائية واستباقية تمكن الوطن من تلافي مفاعيل أي كارثة قد يتعرض لها، والحد قدر المستطاع من نتائجها. فإذا ما قارنا بين ما حدث في اليابان وما أصاب هايتي، يتبين أن الهزة الأرضية التي ضربت اليابان تسببت بنحو 28 ألف ضحية، في حين أن الهزة الأرضية في هاييتي، رغم أنها أضعف من الاولى بمئة مرة، خلفت 220 ألف ضحية؛ بمعنى أن من شأن اعتماد خطة مدروسة لمواجهة الكوارث أن يقلص أضرارها ويحد من الآثار الناتجة عنها”.
وشدد على “ان ورشة العمل هذه ترتدي أهمية بالغة، باعتبار أن من أولويات العمل الاعلامي تحفيز المجتمع على التأقلم مع ثقافة مواجهة الكوارث وعلى المشاركة الفعالة في حملات التوعية العامة، وذلك تماشيا مع الخطة الوطنية لادارة الكوارث، التي تأخذ بعين الاعتبار المعايير العلمية الدولية في مواجهة تلك الكوارث”. وقال: “غير أن المسؤولية الإعلامية لا تعفي الدولة من مسؤوليتها في وضع خطة مدروسة وفعالة للوقاية من الكوارث ولمواجهة التداعيات الناشئة عنها، بحيث يجب أن يواكب تنفيذ هذه الخطة العمل الإعلامي المطلوب، دون أن يحل محلها”.
واضاف: “لا أريد أن أنهي هذه الكلمة دون الإشارة، ولو تلميحا، إلى كوارث من نوع آخر تتهددنا جميعا في لبنان، إذا لم نتكاتف ونتضامن، حكومة وشعبا، في التصدي لها، بمساعدة اعلام مدرك لمقتضيات المصلحة الوطنية العليا، عنيت بها:
1- الإرهاب الذي بات خطرا علينا وعلى العالم بأسره.
2- النزوح السوري، الذي يلقي بكل أثقاله وتداعياته علينا.
3- تعثر عمل مؤسساتنا الدستورية نتيجة استمرار شغور مركز رئاسة الجمهورية”.
وتابع: “فكما نتصدى لما يهددنا من كوارث طبيعية من خلال هيئات وبرامج تحد من مخاطرها علينا، فينبغي لنا، كذلك، من خلال الحوارات القائمة والتي ندعو إلى توسيع دائرتها، أن نوحد رؤيتنا بالنسبة للمواضيع المشار إليها وأن نعتمد وننفذ سياسات وخططا للتصدي لها. غير أن الحديث عن كل ذلك يخرج عن اطار لقاء هذا اليوم”.
وختم جريج كلمته معربا عن تقديره وشكره “للقيمين على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وللمسؤولين عن وحدة إدارة الكوارث لدى رئاسة الحكومة، الذين نظموا هذه الورشة الضرورية، دون أن أنسى السفارة السويسرية في لبنان لدعمها المستمر لهذا البرنامج، آملا أن تخلص أعمال الورشة إلى نتائج تساعد وسائل الإعلام على بناء وتنمية قدراتها الذاتية للحد من مخاطر الكوارث”.
محمد علي درويش