خاص الطائر – لبنان:
أقامت جامعة هايغازيان، احتفالا بمناسبة العيد الـ75 للاستقلال في حرمها بالقنطاري، بحضور محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس الجامعة القس الدكتور بول هايدوستيان، عضو مجلس بلدية بيروت آرام ماليان، إضافة إلى عمداء وأساتذة وإداريين وطلاب.
هايدوستيان
وألقى رئيس الجامعة كلمة دعا فيها إلى “التمعن بالنشيد الوطني”، مقدما شرحا عن مفهوم هذا النشيد ومصطلحاته، وقال: “إن المصطلح الأول هو القلم، فالقلم، القلم الرقمي أو التقليدي يجب أن يعني الفكر والثقافة والمشاركة والتطور، وليس الحديث العابر والكلام الزائل، والخطاب المثير”.
ثم تطرق إلى عبارة “قولنا والعمل في سبيل الكمال”، لافتا إلى أن “التناقض الشائع بين القول والعمل يدمر الإنسان، ويحد من التطور ويشل الوطن”، معتبرا أن “الهدف من القول والعمل منفصلان ومترابطان هو السير على سبل الكمال وقيمه وبذل الذات”.
كما شرح عبارة مجده أرزه، وقال: “إن الأرز هو مجد لبنان، فالكتاب المقدس يقارن بين الصالحين وأرز لبنان، والأرز هو الشموخ والتعالي عن الأمور الصغيرة والثانوية، وإن شجرة الأرز في شكلها هي تمجيد للخالق، وإن لبنان الأرز مدعو للتطلع إلى الأعالي ليكون قدوة للآخرين”.
واعتبر أن “هذه المصطلحات وغيرها من المصطلحات الواردة في النشيد الوطني، تشكل برنامجا تربويا وإنسانيا ووطنيا وروحيا”، داعيا إلى “الاحتفال بعيد الاسقلال الـ75 من خلال هذه القيم”.
ثم قدم رئيس الجامعة إلى محافظ بيروت درعا تقديرية باسم الجامعة.
شبيب
وألقى محافظ بيروت كلمة هنأ فيها جامعة هايغازيان ورئيسها وهيئتها التعليمية وجهازها الإداري وطالباتها وطلابها بعيد الاستقلال الـ75، شاكرا لهايدوستيان دعوته وتسليمه هذه الهدية التذكارية، وقال: “أشكر الدكتور هايدوستيان على الشرح الذي قدمه عن معاني النشيد الوطني اللبناني، لا سيما أن هناك أفكارا مميزة تعبر عن العمق الفكري والتمسك بقيم الاستقلال وبهذا الوطن تدرس وتعاش في هذه المؤسسة العريقة، وتحدث عنها الدكتور هايدوستيان بأفضل صورة”.
وتوجه إلى الطلاب بالقول: “لقد عبرتم حديثا مرحلة المراهقة، وبلغتم سن الرشد، الذي يشبه كثيرا الاستقلال، وأنتم تشعرون اليوم بالحرية وبالقدرة على القيام بما تشاؤون، وأصبحتم مسؤولين أمام القانون عن أفعالكم وأنفسكم ومستقبلكم. وفي المستقبل أيضا، ستصبحون مسؤولين عن عائلة وأفراد آخرين. لقد أردت اليوم الربط بين هذين المعنيين، استقلال الوطن واستقلال الذات، مع العلم أن بعد تخرجكم ستشعرون باستقلال إضافي في حياتكم المهنية والشخصية”.
وأشار إلى أن “الاستقلال الحقيقي هو عندما يبلغ الكيان أو الإنسان مرحلة من الرشد والقدرة على القيام بأموره بنفسه، وتقترن هذه المرحلة بتحمل المسؤولية”، معتبرا أن “الاستقلال ينبع من استقلال المواطن الحقيقي والمواطنة، بعيدا عن الطائفية”، وقال: “إن الطائفية هي شكل من أشكال العنصرية، وإن تنوعكم في جامعة هايغازيان من هيئة تعليمية وطلاب خير دليل على أن هذه المؤسسة تقدم رسالة وطنية بامتياز وتخرج مواطنا حقيقيا منذ عام 1955، يحمل معه، فضلا عن المخزون الأكاديمي والشهادة الجامعية، تجربة عاشها حول كيفية أن يكون مواطنا حقيقيا ويتعايش مع الآخر من أي طائفة كان”.
وأكد أن “القيم التي تبنى عليها جامعة هايغازيان تشكل نموذجا يحتذى ويدرس”، مشيدا بـ”مؤسسي هذه الجامعة وتمسكهم بجذورهم وأصولهم رغم تجربتهم الأليمة”، لافتا إلى “تعلقهم بلبنان وممارستهم المواطنة الحقيقية فيه ومساهمتهم بنمو اقتصاده ونهوضه العلمي والأكاديمي بدليل تجربة الجامعة العريقة التي أسسوها”.
كما تحدث عن “المعضلة الاقتصادية في البلد، التي تتسبب بهجرة الشباب”.
افتتاح معرض
ثم تم افتتاح معرض للوحات فنية جسدت مفهوم الاستقلال، تضمن 30 عملا فنيا لطلاب من مدارس لبنانية مختلفة. كما وزَعت هدايا رمزية على المشاركين.
وألقى هايدوستيان كلمة هنأ فيها الطلاب بالاستقلال”، شاكرا لهم تعاونهم مع جامعة هايغازيان، متحدثا عن الشهادات الأكاديمية التي تقدمها الجامعة، وقال: “إن الإنسان، لا يقيم فقط بحسب شهادته، بل أيضا من خلال مواهبه”.
من جهته، هنأ شبيب الطلاب بعيد الاستقلال، مشيدا بـ”مواهبهم ومستواها”، داعيا إياهم إلى “تنميتها”، لافتا إلى أن “لبنان عموما، وبيروت من ضمنه، يتميز بكونه مكانا للإبداع الفكري والفني والثقافي”.
الصور: بعدسة المصورة الاعلامية فريال نعمة
