ندوة المسؤولية الاجتماعية واخلاقيات العمل في الجامعة الاسلامية
الطائر – لبنان:
برعاية رئيسة الجامعة الإسلامية في لبنان ا.د. دينا المولى ممثلة بالامين عام للجامعة ا.د. حسين بدران، اقامت كلية الاقتصاد وادارة الاعمال في الجامعة ندوة تحت عنوان: “المسؤولية الإجتماعية وأخلاقيات العمل” في قصر المؤتمرات (فرع الوردانية) بحضور حشد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والاكاديمية وعمداء الجامعة والاساتذة والطلاب والمهتمين.
وبعد النشيد الوطني اللبناني، القت استاذة المقرر فيولا مخزوم كلمة ترحيبية رحبت فيها بالمحاضرين و الحضور وقالت:انطلاقاً من ايماننا برؤية الجامعة الإسلامية في لبنان، التي تهدفُ الى تنميةِ شخصيةِ الطالب لتصبحَ قياديةً متكاملة ومسؤولة، تتحلى بمهاراتِ التعليمِ والابتكار، وايماناً منا أيضاً بضرورة مشاركة الطالب في تحمل المسؤولية الإجتماعية اتجاه القضايا الاجتماعية التي هو جزء منها، حيث كنا قد بدأنا منذ العام الجامعي 2016/2017 بسلسلة نشاطات من ضمن مقرر “أخلاقيات الأعمال”، على الشكل التالي:ففي العام الجامعي 2016/2017 تم فرز النفايات في الجامعة لمدة ثلاثة أشهر (البلاستيك، الحديد والأخشاب)، ليتم إعادة تصنيعها بقدرات الطلاب المتواضعة، ونظمنا معرضاً من هذه النفايات المعاد تدويرها حيث أقامت الجامعة ندوة تناولت فيها أهمية فرز النفايات وحضرها مدير عام وزارة الاقتصاد الاستاذة عليا عباس. وفي العام الجامعي 2017/2018 تبنى الطلاب قضايا اجتماعية وانسانية كزواج القاصرات والعنف ضد المرأة، حيث أعد الطلاب فيديوهات مصورة كانوا هم أبطالها تناول كل فيديو قصة مختلفة عن الاخرى يبدأ الفيديو المصور بطرح مشكلة معينة وينتهي بتقديم الحل المناسب لها.
واشارت الى ان الهدف الأول من هذه النشاطاتِ هو بناءُ شخصيةِ الطالبِ الجامعي، وتشجيعهِ على الابتكارِ والتفكيرِ البناء والعمل الجماعي، وبالتالي سيصبحُ أكثر حذراً وحرصاً عند اتّخاذهِ أيّ قرار، وسيكون حريصاً أكثر على أن تتوافق الأمور التي يفعلها في حياته مع الأهداف التي يطمح لتحقيقها.و لقد تبنى الطلاب هذا العام عدة قضايا اجتماعية وأخلاقية وتم تصوير فيديوهات (الطلاب هم الابطال فيها) وتنوعت المواضيع لتشمل معظم القضايا التي تهتم فيها المجتمعات التي تحث على ثقافة تبني المسؤولية الاجتماعية كالمشاركة في العمل التطوعي وأخلاقيات الفرد اتجاه أرضه ووطنه.
والقى رئيس جمعية المعلوماتيين المحترفين ا. ربيع بعلبكي كلمة راى فيها ان المسؤولية الاجتماعية المتعلقة بالتطور التكنولوجي و الذي يطلق عليها المواطنة الرقمية Digital Citizenship أصبحت كفاية أساسية في ظل الثورة الصناعية الرابعة بابعادها الهامة التي دخلت حيز التطبيق العملي منذ ثلاث سنوات و قامت الدول الكبرى بمصانعها و مؤسساتها بالتركيز على الصناعات و المنتوجات و الخدمات الذكية و بات التحول الرقمي متجسدا بواقع جديد وخاصة لناحية فرصة العمل المستجدة في القطاعات التالية :الذكاء الاصطناعي Ai Artificial intelligence، التعلم الآلي و الآليات المتعلمةMachines Learning، الروبوتات Robotics،الطابعات الثلاثية الأبعاد3D printers،البيانات الضخمة Big Data، التكنولوجيا الانغماسيةImmersive Technologies(MR, VR, AR)، انترنت الأشياء IOT internet of things،العملة الرقمية المشفرة Cryptocurrency، التجارة الإلكترونية E-commerce، الأمن السيبراني Cyber Security، الحوسبة السحابية Cloud computing، التطبيقات الذكية Smart Devices Apps، الإعلام الرقمي Digital Media، الحكومة الرقمية، E- Governmentالمعاملات الرقمية Digital transactions، الطاقات المتجددةRenewable Energy، لذلك كان لابد أن يواكب هذه المستجدات معايير عالمية وأهداف تخدم المجتمع، حتى أصبحت المواطنة الرقمية Digital Citizenship،والتنمية المستدامة باهدافها Sustinable Development Goals، من المسائل الهامة التي يجب اعتبارها خلال مرحلة التحول الرقمي إلى عالم الثورة الصناعية الرابعة The fourth industrial revolution 4IR.
وشدد بعلبكي على ضرورة أن تكون الأخلاقيات المهنية و الآداب السلوكية مقترنة بآليات و مبادئ و حقوق و واجبات و مسؤوليات تؤمن البيئة الآمنة لاستفادة المجتمع من التكنولوجيا حتى تكون الابتكارات التكنولوجية فرصة و أدوات لخدمة الإنسانية و ليس العكس.
واردف… من هنا و من منبر الجامعة الإسلامية في لبنان لابد من الإشارة الى أن المناهج الدراسية الجديدة يجب أن تتضمن الأدبيات والسلوكيات والقيم و مكارم الأخلاق من ناحية المضامين و الأساليب المتوجب تعليمها لناحية المواطنة الرقمية و ما تتضمنه من مسؤوليات و أهداف تحصن المجتمع، لان التغاضي أو التساهل سوف يؤدي حتماً إلى الجريمة السيبيرية و كثرة القرصنة و الابتزاز بما يؤدي الى تصدع المجتمع ، نتيجة لاهمال التربية على المواطنة الرقمية اي استخدام التكنولوجيا بوعي و بهدف و بمسؤولية.
واشار الى أن المركز التربوي للبحوث و الانماء قام بتصميم و نشر محاضرات و دروس تفاعلية تحد من المخاطر السيبيرية، و كذلك بالنسبة للقانون الجديد الصادر عن مجلس النواب هذه السنة و الذي خصص الكثير من بنوده لناحية الأمن القومي السيبيري و الخصوصية و النشر الرقمي، و ها نحن اليوم في اتحاد نقابات و جمعيات المعلوماتية نشارك بفاعلية مع وزارة التنمية الإدارية و مجلس النواب بصياغة أوراق السياسات العامة لاستحصال المراسيم و تقويم القوانين المتعلقة بالعالم الرقمي و لاسيما لناحية إدراج التربية على المواطنة الرقمية في المناهج الدراسية، و لابد أن تتظافر الجهود في سبيل التشريعات التي تؤمن الوقاية و الحماية لتحصين مجتمعنا و امننا الاجتماعي.
وختم بالقول..ان ندوة اليوم من أهم الاعتبارات التي تبنتها الجامعة الإسلامية في لبنان، و لا بد أن أشكر رئيسة الجامعة و عميد كلية الإدارة والاقتصاد والأستاذة مخزوم الذين اتاحوا هذه الفرصة كخطوة أساسية في تحصين وطننا و أبنائنا الطلاب، الذين سيقدمون مشاريعهم و ابحاثهم و ارائهم في هذا الشأن و انتم أحبتي الطلبة من يثبت و يصنع العلامة الفارقة في مستقبل لبنان.
والقى عميد كلية الاقتصاد وادارة الاعمال د. علي حايك كلمة استهلها بالقول: إنه لمن دواعي سروري ان نلتقي هنا في هذا المحفل العلمي المميز، يجمعنا قاسم مشترك هو العلم الاكاديمي الذي يُعلي من قيم الإنسان، ويؤمّن نقلة حضارية نوعية نحو ثقافة أسسها الحضارة في استشراف كلي لخصيصة الإبداع في مجتمع الحداثة وما بعد الحداثة.ولا غروّ إن قلنا ان ندوتنا تتأسس على قاعدة اصيلة من الرؤية المنهجية، والإستراتيجيا السليمة، لبناء منظومة من المبادئ والأسس التي إن أُحسن استعمال أدواتها المعرفية في سياق البحث العلمي، وصيغت بشكل محكم، لأحدثت قفزة نوعية في مفاهيم العمل الجامعي، من رؤية كلاسيكية قاصرة تعتمد على التلقين، الى غنى نوعي يتمأسس على حس تحليلي استشرافي، تكون مهامه واهدافه ليس حصرا التحصيل العلمي بقدر ما ينبني على ايجاد عنصر بشري قائد يعي ما يريده، ويفهم دور الجامعة كمكان لإنتاج المعرفة المعتمدة على حس سليم، ونظرة ثاقبة وتحليل نوعي رصين.
واردف… من هنا كان لقاؤنا هذا واجتماعنا حول عنوان المسؤولية الإجتماعية و أخلاقيات العمل او Business Ethics، بابا حقيقيا نلج من خلاله، الى رؤية أوسع، ونطاق فكري في مستوى أعلى، لنحقق من خلال هذا العنوان هدفين أساسيين، وهما : ايجاد قاعدة علمية ترتكز على مفهوم الجمع والإنصهار الحقيقي بين التحصيل العلمي والمبادرة الفردية الاخلاقية، وتوحيد المفاهيم الاكاديمية ضمن بوتقة من المبادئ التي تُعلي الخلقية الحسنة والحوكمة الرشيدة على مستوى العمل الاكاديمي البحثي الخلاّق.
واستعرض د. حايك تجربته الخاصة في عمادة الاقتصاد وادارة الاعمال ، وكيفية المباشرة في تحديث المفاهيم الأكاديمية باتجاه رؤية استراتيجية معتمدة على التميز الإبداعي في انتاج معرفة تكوينية عنوانها البحث العلمي في نطاق احترام منظومة من القيم السلوكية والخلقية تكون جامعا حقيقيا لمعادلة نحاول جاهدين ان تكون رافدا لكل تطور وتقدم أكاديمي في مناخ من الحرية والمبادرة وإطلاق كل الطاقات الإبداعية لطلابنا الأعزاء. من هنا كانت الخطوة الأولى التي قمت باتخاذها، هي في اعادة بلورة المفاهيم الأكاديمية الحالية، فالجامعة لم تعد مكانا او تجمعا لإنتاج افراد يحملون شهادة اكاديمية في تخصص معين، فهذه النظرة كما تعلمون اضحت قاصرة على إيفاء متطلبات البحث العلمي سواء في نطاق الدراسة او في سوق العمل لاحقا، بل إن القاعدة الصحيحة تحتم علينا تثوير الواقع الحالي عبر رفده بمبادئ ورؤى جديدة، تكون عنوانا حقيقيا، لا ملتبسا او غامضا لمفهوم التميز الاكاديمي الجامعي، من هنا كان التركيز على العنصر البشري، كموئل وهدف ومحور للعملية التعليمية المستمرة، فليس من المستساغ ان نُفرد أطر وعناوين ومنهجيات بحث علمي في مختلف المواد النظرية والتطبيقية التي تُعطى ان لم تتصل بعناوين النزاهة الحميدة، والشفافية الخلقية، والتجرد عن اي معطى ديني او طائفي او حزبي، بل ان ترسخ مبادئ الحس الوطني في بعده القيمي ، وهو ما نحاول جاهدين زرعه في عقول طلابنا، فليس المعول عليه كما أشرت سابقا، في انتاج مناخ علمي لسوق عمل اساسه خريج لا يعي السلوكيات الحميدة في تطبيقه لما تعلمه او تلقاه في الجامعة بقدر ما نحاول رسم أطر واضحة نستطيع من خلالها الدمج الحي بين الأبعاد النظرية والتطبيقية والحوكمة العاقلة الرشيدة القائمة على تعامل خلقي نزيه بين كل هذه المكونات المعرفية.
واشار الى مقدار الجهد الذي يقتضي بذله بغية إدخال هذه المنظومات القيمية في المناهج الاكاديمية في الجامعة الاسلامية، لان تغيير المفاهيم لا يمكن ان يحدث بين ليلة او ضحاها، بل هو عمل تراكمي مضني، يحتاج الى حس علمي دقيق، وحكمة واسلوب عمل يوائم بين الرؤية التي نبحث عنها، واطار الخلقية الرشيدة في نطاق سوق العمل.
وفي الختام جرى عرض لابحاث الطلاب.