تغييب سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار عن تحضيرات زيارة الرئيس عون في 25 الجاري!
الطائر – موسكو:
إستغربت السلطات الروسية تغييب سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار عن تحضيرات زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 25 الجاري، التي لطالما تعاملت مع زيارات رؤساء الدول عبر ممثليها الدبلوماسيين المعتمدين لديها، وفق المعمول به في مختلف دول العالم. وقالت مصادر معنية لـ”المركزية: ان تجاوز الاعراف والاصول الدبلوماسية بعدم اشراك السفير بو نصار في تحضيرات الزيارة لأمر مستغرب. فالسفير في موسكو، وبعيداً من انتمائه (الحزب التقدمي الاشتراكي)، يمثل الدولة اللبنانية، ولا يجوز الدخول في مرحلة من تصنيف السفراء طائفيا او حزبياً، وكل السفراء اللبنانيين في العالم يمثلون الجمهورية اللبنانية. واشارت الى ان عدم تنسيق الزيارة مع السفير بو نصار شكل سببا خلف تأخير تحديد جدول الاعمال والمواعيد، اذ كان يفترض ان تتم في تشرين الثاني الماضي.
يتصدر الهمّ المسيحي، جدول ملفات المباحثات اللبنانية- الروسية، لا بل يشكل الدافع الاساس خلف تحديد موعد الزيارة في ظل ما تواجهه موسكو من محاولات تقسيم للكنيسة الارثوذكسية اطلت برأسها من اوكرانيا سعيا لفصل كنيستها عن كنيسة موسكو، الامر الذي تعزوه السلطات الروسية الى مشروع اميركي “خبيث” ، تخشى ان يتمدد الى دول مسيحية اخرى ذات وجود ارثوذكسي لا سيما في الشرق، ولبنان ليس بعيدا منها. هنا تكمن اهمية دعوة الرئيس العربي المسيحي الوحيد الى موسكو لاقفال الباب على اي محاولة من هذا النوع وتثبيت وحدة الكنائس المشرقية كما المسيحيين في ارضهم، بحسب ما تفيد اوساط سياسية متابعة “المركزية” مشيرة الى دور بالغ الاهمية لعبه بطريرك موسكو وسائر روسيا، كيريل في ترتيبات الزيارة التي تأخرت نسبيا.
ويحمل الرئيس عون معه الى موسكو ايضا همّ النزوح السوري الذي لا ينفك يشير اليه في مواقفه يوميا ويثيره مع زواره لا سيما الاجانب منهم، خصوصا ان موسكو اطلقت مبادرتها الشهيرة في هذا الخصوص وجالت بها على عدد من الدول التي تستضيف نازحين سوريين. ويعتزم الرئيس عون بحسب المصادر اثارة الملف من زاوية وجوب الضغط على المجتمع الدولي والدول المانحة لتوفير مبالغ مالية لتسهيل عودة النازحين والإسهام في مساعدة لبنان لحلّ هذا الملفّ وتفعيل المبادرة الروسية
والى اهتمام روسيا بملف التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين ومحاولة إنجاز مسوّدة تفاهم لبنانية – روسية، من شانها ان تطلق مسار تعاون جدّي عبر إنشاء مؤسسات مشتركة، وتفاهمات مالية ومصرفية خصوصا اذا ما اراد لبنان الانخراط في عملية اعادة اعمار سوريا، لن يغيب الملف النفطي عن المحادثات الرئاسية من زاوية طلب لبنان من موسكو محاولة الضغط على اسرائيل في ما يتصل بالخلاف حول ترسيم الحدود البحرية خصوصا بعد إنجاز الاتفاق النفطي بين وزارة الطاقة والنفط في لبنان وشركة روسنفت في الشمال وائتلاف الشركات الثلاث، من بينها الروسية نوفاتك، للتنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية.
المصدر: المركزية