رئيس الجمهورية ميشال عون يلتقي أبناء الجالية اللبنانية في روسيا
الطائر – موسكو:
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اننا نعمل للخروج من الحالة الصعبة التي يمر بها لبنان اليوم، “وهذا ليس مستحيلا لأنني اعتقد ان الشعب اللبناني جاهز لخوض حرب المقاومة لقيامة الاقتصاد والمؤسسات”. وقال متوجها إلى ابناء الجالية اللبنانية في روسيا “نحن نسعى لتعزيز روابط اللبنانيين المنتشرين في العالم، بوطنهم الأم، ونتمنى عليكم أن تزوروا لبنان دائما”.
واعتبر الرئيس عون ان لبنان هو قلب لغرب جاف وعقل لشرق عاطفي، مؤكدا من جهة أخرى سعيه لعلاقات متطورة مع روسيا الاتحادية، اقتصادية وثقافية وحضارية.
كلام الرئيس عون جاء خلال حفل استقبال أقامه سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار على شرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق، في مقر الاقامة.
في بداية الحفل، ألقى السفير بو نصار كلمة أشار فيها إلى ان انتخاب الرئيس عون قبل سنتين ونصف السنة “أعاد التفاؤل والفرح إلى كافة اللبنانيين، الذين استبشروا خيرا ببداية عهد جديد، يؤكد على سيادة القانون، وقيام الدولة القادرة والعادلة والمنتجة”.
أضاف: “ان الشعب اللبناني بكل أطيافه يحدوه الأمل بمستقبل واعد مشرق، وحياة أفضل، في ظل القيادة الحكيمة والمسؤولة لفخامتكم، خاصة بعدما عانى الوطن من فراغ رئاسي مقلق وطويل. ويطمح اللبنانيون، مقيمين منهم ومغتربين، المجمعون على محبة وطنهم والتضحية في سبيله، بأن يستمر لبنان كما تريدونه منارة للحرية والابداع في هذا الشرق، ونموذجا فريدا للاعتدال والعيش المشترك، بين مختلف الديانات والمذاهب، ومكانا للتلاقي والحوار بين الحضارات المتنوعة، في مواجهة قوى الإرهاب والظلام والتكفير”.
الرئيس عون
ثم ألقى رئيس الجمهورية كلمة استهلها بالقول للحضور: “أنا سعيد جدا بلقائي بكم الليلة. انتخبت في مرحلة صعبة في تاريخ لبنان، كانت فيها المؤسسات شبه مشلولة، والارث الاقتصادي ثقيلا علينا، والارهابيين يحتلون قسما من جبال لبنان الشرقية. كانت الهموم كبيرة وبدأنا بمواجهتها الواحدة تلو الأخرى. حررنا ما كان محتلا من الارهاب، ونظمنا الأمن، حتى بات لبنان يعتبر من أكثر دول العالم أمانا، ولم تحصل أية حادثة أمنية في الداخل اللبناني بعد تطهير الجرد من الارهابيين”.
أضاف: “لكن الحروب حول لبنان، أقفلت الطرقات عليه، وخصوصا عبر سوريا، إلى امتداده الحيوي أي الدول العربية ودول الخليج. وفي الجنوب هناك اسرائيل. كل هذه العوامل اضافة الى الازمة الاقتصادية العالمية، وازمة النزوح السوري، أثرت علينا كثيرا”.
وقال: “يمر لبنان اليوم بحالة صعبة ولكننا نعمل للخروج منها. وهذا ليس مستحيلا لأنني اعتقد ان الشعب اللبناني جاهز لخوض حرب المقاومة لقيامة الاقتصاد والمؤسسات. انتم من الشعب اللبناني المنتشر في العالم، ونحن نسعى لتعزيز روابط اللبنانيين المنتشرين في العالم، بوطنهم الأم. فمن كان يهاجر، بدا كأنه قطع الأمل بأي علاقة مع وطنه، ونحن عدنا وأحييناها بفضل وزير الخارجية الذي جال في دول العالم بأسره، ومعه تيقنا بأن لبنان هو على وسع الكون، وأسميناه لبنان الكوني، لأنه بالفعل موجود بين القطبين الشمالي والجنوبي”.
وأضاف: “انتم قسم من اللبنانيين المنتشرين، ونتمنى عليكم التعلق بوطنكم وزيارته دائما، والوجود معنا في كل المناسبات. وطنكم مناخه جميل جدا ومياهه جيدة برغم كل الشائعات حوله. ونأمل في هذا الصيف ان تزوروا بلدكم. ومن خبرتي في النفي لمدة 15 سنة، كل ما كنت أحن اليه هو بلدي وذكرياتي في بلدي. دائما لدينا حنين لحياتنا الأولى، ولجو بلدنا ومناخه ولعلاقة الناس بعضها ببعض. بالرغم من كل شيء، العالم الغربي جاف. لذلك لبنان خاصة والمشرق عموما هما قلب الغرب، فيما لبنان هو عقل لشرق عاطفي. أنتم العقل الذي يجول على كل الحضارات، فتغنون لبنان بحضاراته ونظرته العقلانية والفكرية، وهو يغنيكم بالعاطفة المشرقية. وهكذا الانسان يظل انسانا ولا يتحول إلى آلة”.
وختم: “نحن اليوم في روسيا، ونسعى لعلاقات متطورة مع روسيا الاتحادية، اقتصادية وثقافية وحضارية، وستكونون أقرب بالعقل والعاطفة لوطنكم ولروسيا. اللبنانيون عاشوا في كل المجتمعات ومع كل الاتنيات، والسبب هو ان ثقافتنا متعددة الابعاد، ونحن عصارة حضارات، من أقدم شعوب الأرض إلى اليوم. عرفنا الرومانيين وكتبنا باللغة الفينيقية. وعرفنا اليونان وكتبنا باللغة اليونانية. عرفنا الآراميين الذين اسسوا حضارات المشرق، وعرفنا الفرنسيين والانكليز والعرب. وخرجنا بخلاصة ثقافة ذات ابعاد متعددة، منها البعد الانساني. لا شك ان الناس ليس لديها كل الابعاد، ولكن نحن لدينا. وببعد واحد من شخصيتنا يمكننا ان نعيش في مجتمع معين، وببعد آخر نعيش في مجتمع آخر. اذا ثقافتنا الانسانية والاجتماعية وعقليتنا المضيفة ومناخنا الجميل يجمعون الجميع حولنا.
اطلب منكم ان تكونوا انتم صوت لبنان في روسيا الاتحادية.
عشتم وعاش لبنان”.
وفي الختام قدم أبناء الجالية اللبنانية للرئيس عون أيقونة السيدة العذراء، قبل أن يصافحهم فردا فردا.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام