الطائر الدوليالملحق

دارين الخطيب سفيرة الفاو للقضاء على الجوع تزور مشاريع دعم الصمود في لبنان

الطائر – لبنان:

تمثل تحديات صمود الشعوب بمناطق الصراعات في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا نقطة اهتمام شديد نظرا لما تشمله من تأثيرات حادة على سبل عيش المواطنين، سواء أولئك الذين فرضت عليهم النزاعات اللجوء أو ترك أراضيهم، أو أؤلئك من المجتمعات المضيفة في المناطق والدول المحيطة.

وفي لبنان، المتاخمة للحدود السورية من الغرب والتي تحتضن أكثر من مليون لاجئ سوري، تضع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تزيد الصراعات الممتدة من ثقلها وأثرها على التنمية في البلاد عقبات كثيرة امام استدامة الزراعة واستقرار زراعة الأسر ذات الحيازات الصغيرة والمجتمعات الضعيفة (الهشة).

لكن مشروعين تقوم بهما منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) يعطيان الكثير من الأمل لاستدامة أكبر في دعم صمود الشعبين اللبناني والسوري معا، وكان المستفيدون منها بمثابة المحطتين اللتين توقفت عندهما زيارة السيدة دارين الخطيب، السفير الخاص للمنظمة لشؤون #القضاء_على_الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، إلى لبنان بين 17-20 من أبريل 2019.

تطوير القطاع التعليمي المهني الزراعي

ففي اليوم الأول، زارت دارين رفقة الوفد الذي يقوده موريس سعادة، ممثل منظمة الفاو في لبنان، ومسؤولي الفاو في لبنان والإقليم مدرسة الفنار المهنية الزراعية، التي تعمل بدعم من الفاو ومنظمات شقيقة إضافة إلى عدد من الشركاء من المؤسسات غير الربحية على تأهيل طلابها للانخراط في قطاعات الزراعة والغذاء، أو استكمال دراستهم العليا في التخصصات التي تصب في القطاعين وقطاعات التنمية المستدامة الأخرى. هذه المدرسة التي خرّجت العديد من خبراء الزراعة في لبنان والعالم، مثل إدوارد صوما المدير العام الأسبق لمنظمة الفاو، أدرجت بمساعدة الفاو وشركائها ، خلال ما يقرب من عامين ونصف، 1577 طالبا عبر الدورات التدريبية المتخصصة، 62% منهم كن من الفتيات، و 30% من اللاجئين السوريين.

كما أدرجت المدارس المهنية الزراعية، والفنار إحداها، 210 طالبا ببرنامج شهادة البكالوريا التقنية، المعادلة للثانوية العامة، من بينهم 50% من الإناث، سنوياً. إضافة إلى ذلك قدمت الفاو تدريبا خاصا لستين من معلمي المدارس في مواضيع متعددة متعلقة بالزراعة والتقنيات الحديثة لها إضافة إلى المهارات النموذجية للتعليم الزراعي. كما جمعت المنظمة الشركاء من القطاعين العام والخاص لدعم جهود وزارة الزراعة اللبنانية لإدارة هذه المدارس التي تعد إحدى 7 مدارس من هذا النوع في مناطق متفرقة من البلاد.

تعزيز سبل العيش في عكّار

وفي اليوم الثاني، انتقلت دارين رفقة الوفد الرسمي إلى منطقة عكّار في قمة جبل لبنان شمالي البلاد، حيث زارت المناطق الجبلية التي تقوم فيها الفاو بالتعاون مع وزارة الزراعة اللبنانية بتعزيز سبل العيش الزراعية وفرص العمل من خلال الإستثمار في استصلاح الأراضي وخزانات المياه. ويهدف المشروع إلى تعزيز جهود المشروع الأخضر الذي تديره الوزارة في مساعدة مزارعي الحيازات الصغيرة على تحسين دخلهم عبر استصلاح المناطق القابلة للزراعة في المنطقة ومن خلال أساليب أفضل لإدارة المياه الخاصة بالري.

ويمثل العمل في هذا المشروع استراتيجية ناجحة على كافة الأصعدة لزيادة الاستثمار في الأسر اللبنانية المضيفة في الوقت الذي تدعم فيه هذه الممارسات سبل عيش اللاجئين السوريين، مما يوفر العديد من الوظائف للعمالة غير المدربة من اللبنانيين والسوريين على حد سواء.

وبانتهاء عام 2018، كان المشروع قد دعم 813 مزارعاً صغيراً، 21% منهم نساء، موفرة بذلك 62912 فرصة عمل مؤقتة للعمالة غير المدربة،بما يمثل 55 ألف عملا موسميا كل عام وبصورة مستدامة، ليعملون على استصلاح 267.4 هكتارا من الأراضي التي لم تكن مستصلحة من قبل، يزرعون فيها ما يقرب من ثلاثين ألف شجرة لزيادة الرقعة الزراعية. كما يضع المشروع حوالى 125 مترا مكعبا من المياه الصالحة للري تحت تصرف المزراعين في هذه المناطق.

تلمس استفادة المستفيدين

من جانبها، عبرت سفيرة الفاو الخطيب عن امتنانها لهذه التجربة وفرصة الاقتراب من المستفيدين من مشاريع الفاو، واستشعرت كيف يمكن للعمل على زايدة قدرة صمود المجتمعات الهشة على تحقيق الكثير من أجل القضاء على الجوع  وتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، رغم كل التحديات، ورغم أن معدلات الجوع باتت في ازدياد، حيث قدرت منظمة أن العالم فيه أكثر من 823 مليون جائع، وأن التدهور هذا يعود بشكل أساسي إلى تزايد النزاعات والحروب، التي تتأثر بها بشكل أكبر منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

وقال موريس سعادة، ممثل الفاو في لبنان، إن “لبنان تواجه تحديات ملحة في الطريق لتحقيق أمنها الغذائي، خاصة فيما يتعلق بسلامة الغذاء، وهدره، وتوفير سبل العيش في المناطق الريفية”. وأضاف سعادة أن ممثلية المنظمة في لبنان، تعمل الآن على 10 مشاريع متنوعة لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي والغذائي في لبنان، وتقدم المساعدة والخبرة لشركائها لتجاوز التحديات الراهنة التي تواجهها البلاد في مجال الزراعة والأمن الغذائي، من بينها مشروع المنظمة الذي يدعم جهود المشروع الأخضر الذي تديره وزارة الزراعة اللبنانية في تقديم الدعم التقني والمادي للمزارعين الصغار في المنطقة على تحسين دخلهم وتوفير المزيد من الوظائف للمجتمعات الهشة في هذه القرى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى