بدائل التدخين خفّضت معدلات الإصابة بالسرطان لنسبة تصل الى 70 % في السويد وانجلترا والدانمارك
الطائر – لبنان:
في واحدة من المتغيرات التي تنبئ بتحول كبير في مستقبل صناعة التبغ حول العالم، كشف الدكتور ديفيد سوينر خبير الصحة العامة البريطاني عن انخفاض نسبة الإصابة بمرض السرطان في دولة السويد بنسبه لا تقل عن 70% بعد التحول لاستخدام المنتجات البديلة عن التدخين ، مؤكدا انخفاض نسبة الإصابة بهذا المرض أيضا في الدنمارك بنسبه لا تقل عن 40%، بعد أن تحولت شرائح كبيرة من المستهلكين إلى استخدام البدائل الإلكترونية من سجائر إلكترونية ومنتجات تسخين التبغ بدلًا من حرقه، مشيرا الى تحول عدد كبير من المدخنين في بريطانيا الى استخدام هذه التكنولوجيا.
وقال سوينز خلال مشاركته بفعاليات الدورة السادسة للمنتدى العالمي للنيكوتين التي شهدتها العاصمة البولندية خلال الفترة من 13 وحتى 15 يونيو الجاري ان الأمراض الناتجة عن التدخين والعلاج منها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكيفية وأسلوب استهلاك النيكوتين، والأدوات المستخدمة فيه، مشددا على أهمية ان تقدم الحكومات المختلفة المعلومات المتعلقة بوسائل استهلاك النيكوتين الأقل ضررا للمدخنين البالغين حتى يتمكنوا من اتخاذ القرار المناسب. فيما طالب ريكاردو بولوسا الخبير الإيطالي بشؤون تخفيض أضرار التبغ، على هامش مشاركته بالمنتدى بضرورة وضع استراتيجية واضحة لتخفيض الأضرار الناجمة عن التدخين القائم على الحرق وتشجيع المنتجات البديلة الأقل ضررا.
من جانبها كشفت منظمة “عالم بلا دخان” التي يقع مقرها في نيويورك عن أحدث تقاريرها الدولية بشأن التدخين – والذى تم عرضه في المنتدى – أكدت فيه أن حجم مبيعات منتجات النيكوتين في العام 2017 بلغ 785 مليار دولار، منها 89.1% عبارة عن مبيعات سجائر.مشيرة إلى أن مبيعات منتجات النيكوتين الإلكترونية بلغت 11.4 مليار دولار، بمعدلات نمو تصل الى 21% مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة على إعداد التقرير، كما بلغت قيمة مبيعات السجائر المعتمدة على التسخين نحو 6.3 مليار دولار، بنسبة نمو 529.8% عن السنوات الثلاث السابقة للعام 2017، منها 85% جاءت من سوق اليابان فقط.
وقال التقرير أن كبار اللاعبين في صناعة السجائر يتحوّلون تدريجيًا إلى المنتجات الالكترونية البديلة، حيث طرحت شركة فيليب موريس السويسرية – الرائدة عالميا في صناعة التبغ والسجائر – منتج إلكتروني يعمل بتكنولوجيا تسخين التبغ بدل حرقه “أيكوس” في نحو 43 سوقا على مستوى العالم، خاصة بعد الإحصاءات التي تؤكد أن نصف من يدخنون بطريقة حرق التبغ التقليدية معرضون للوفاة مما دفع شركات التبغ الكبرى إلي التفكير في منتجات بديلة للمدخنين البالغين تكون “أقل ضررا” من التدخين التقليدي.
وكان المشاركون بالمنتدى العالمي للنيكوتين، عرضوا عدد كبير من الدراسات خلال الجلسات النقاشية والندوات التي أقيمت على مدار انعقاد المؤتمر أكدوا خلالها أن السجائر الإلكترونية تعد اقل ضررا من السجائر التقليدية بنسبة تصل الى 95٪ ووفقا لما تم طرحه في المنتدى، فإن هناك العديد من الأسواق العالمية بدأت في استخدام المنتجات البديلة التي تعمل بتسخين التبغ بدلًا من حرقه.
ويعد السوق الياباني أحد اهم الأسواق التي شهدت انخفاضًا في مبيعات السجائر التقليدية بنسبة 27٪ خلال عامين، بعد تحول المدخنين فيه الى منتجات تسخين التبغ بدلًا من حرقه، ما يُعدّ انخفاض غير مسبوق في استهلاك السجائر التقليدية.
والجدير بالذكر أن المنتدى العالمي للنيكوتين يُعد التجمع الأكبر وحلقة الوصل بين مختلف الأطراف ذات الصلة بمسألة استهلاك النيكوتين على مستوى العالم سواء من حيث المستهلكين او الشركات العاملة في هذه الصناعة، وأيضا العلماء والخبراء والمتخصصين في مجالات الطب والصحة العامة ، كما يحضره سنويا عدد كبير من البرلمانيين والأكاديميين وممثلي جمعيات حماية المستهلك على مستوى العالم.
وكانت الدورة السادسة للمنتدى قد ناقشت على مدار ثلاثة أيام أهم القضايا المتعلقة بمستقبل صناعة التبغ والنيكوتين والتدخين حول العالم، حيث تمّ عرض أحدث طرق وأساليب خفض مخاطر التدخين وتوفير بدائل مُرضية للمدخنين البالغين مع مستويات أقلّ من الضرر.