تسوية أميركية – إيرانية تُلوح في الأفق.
خاص الطائر – علي حدرج*
هدأ الصراع في منطقتنا بعد تفشي وباء كورونا، وللوهلة الأولى يبدو هذا الأمر طبيعياً، فجميع دول العالم مشغولة بالتصدي ومواجهة هذا الفايروس القاتل، لكننا اذا ربطنا بعد التطورات المستجدة، يمكننا فهم هذا الهدوء ومعرفة أسبابه الخفية.
يعتبر العراق أكثر الساحات في الشرق الأوسط تجسيداً للصراع الأميركي – الإيراني، ووصل هذا الصراع ذروته على الأراضي العراقية بعد اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في بغداد، فقصفت الجمهورية الاسلامية قاعدة عين الأسد الأميركية وتوعدت باخراج الجيش الأميركي من العراق والمنطقة ردا منها على هذا الإغتيال، لكن ما حصل يناقض تماما التوجه المعلن لإيران تجاه الولايات المتحدة الأميركية، حيث نجح المرشح الأميركي لرئاسة الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومته ونيلها الثقة بغالبية أصوات المجلس النيابي رغم معرفتنا مسبقا أن الكثير من النواب العراقيين هم من المؤيدين لايران، كم أنه متهم بتسريب وصول سليماني الى بغداد قبيل اغتياله وتزويده للمخابرات الأميركية بمعلومات حساسة و دقيقة هذا من ناحية.
من ناحية أخرى تم الإفراج عن أموال ايرانية مصادرة في اوروبا بقيمة ١.٦ مليار دولار منذ عدة أيام، و هذا الأمر يصنف كمعجزة في ظل العقوبات الأميركية المتشددة، لكننا في زمن لا يقبل المعجزات، لا بد أن يكون لذلك الأمر ثمن.
كذلك تصريح المتحدث بإسم الحكومة الإيرانية عن إستعداد طهران تبادل السجناء مع واشنطن دون أي شرط مسبق، وهذا أمر ليس بالسهل أو البسيط على صعيد الدولتين.
لذا، إذا قمنا بربط هذه المشاهد ببعضها البعض، نجد أن تسوية أميركية – ايرانية تحصل في المنطقة، و هذا إن دل على شيء فهو واحد من إثنان: إما أن الولايات المتحدة الأميركية تقوم بتغيير سياستها تجاه المنطقة قبيل إنتخاباتها الرئاسية في نوفمبر المقبل، أو أن إيران منهكة من الصراع القائم و لم تعد تحتمل أي عقوبات جديدة.
*علي حدرج – صحفي وناشط مدني