صلاح ستيتيه طائر حمل وطنه
الطائر – لبنان:
بالأمس رحل صلاح ستيتيه الشاعر والكاتب والدبلوماسي الكبير الذي عرفته عواصم أوروبا والعالم اجمع. جمع من باقات الشعر بالفرنسية ما جعله مجلياً على اقرانه من أبنائها.
وكــأنه كــان مستشعــراً لرحيله، ففي مجموعته الأخيرة «L’Uraeus» كتب «عصفور طار في الغرفة – السجن، ثم غاب في الجوار».. لحظة شعرية بين الحضور والغياب.
أوسمة رفيعة دولية منحت له تقديراً لعطاءاته الفكرية وإبداعه الشعري وتميز بصداقاته مع الكبار ومنهم جورج شحادة.
كتب صلاح ستيتيه الشعر بالفرنسية حقاً ولكن وطنه ومدينته كانت تطل من بين السطور والكلمات المغمسة بأريج الشرق وسحره.
لم يغلف الضباب حضوره في عمله الدبلوماسي فقد كان شاعراً يعمل في الحقل الدبلوماسي وليس دبلوماسياً يكتب الشعر.
هو شاعر لبنان الأكبر باللغة الفرنسية زرع اسم لبنان ووجوده الأثيري ما وراء الحدود والإعلام.
شاعر عاشق، صوفي، سليل ابن عربي والحلاج والمتصوفة، كان يفضل الوصف الذي اطلقه عليه ادونيس «شاعر عربي يكتب بالفرنسية»، ولد في بيروت محلة البسطة التحتا 1929 وتعلم في مدرسة لويز فيغمان ثم السان جوزف، وبدأ الكتابة وهو في سن السادسة أو السابعة ولا بدّ ان والده محمود ستيتيه لعب دوراً في تكوين شخصيته فقد كان يعقد في منزله كل مساء ندوة للشعر العربي.
في تعريفه للشعر يقول: «الشعر كان دائماً المعادل للحياة، هو الذي يعطيها اجنحة ويعطيها معنى.. الكلمة تضيء مصباحاً».
صلاح ستيتيه قال كلمته ومشى.
علم بيروتي لبناني عربي يغيب بعد ان ترك بصمات في النتاج الأدبي والفكري لا تمحى..
المصدر: الياس العطروني – جريدة اللواء