ندوة لمركز التراث في اللبنانية الأميركية عن مصير المسرح بين الشغف والممكن
الطائر – لبنان:
نظم مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU، الندوة الرقمية الثالثة عن بعد، التي عالجت “تحديات صعبة يواجهها المسرح اللبناني في زمن المنصات الإلكترونية”.
أعد الندوة مدير المركز الشاعر هنري زغيب واستضاف إليها الكاتب المسرحي فارس يواكيم، والكاتب والممثل والمخرج المسرحي جورج خباز، والمخرجة المسرحية لينا أبيض، والمخرج قاسم اسطنبولي مؤسس المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور.
بعد مقدمة مدير الندوة عن وضع المسرح عند رفع الحجر، وما سيواجهه من تحديات “إنتاجية ولوجستية واقتصادية لفترة زمنية قد لا تكون قصيرة قبل أن تعود الحياة الطبيعية إلى شباك التذاكر، والحضور الكثيف لجمهور متراص في مقاعد الصالة، والسخاء على إنتاج مسرحي واثق من جدواه المالية، تحدث يواكيم من خلال تجربته وهو كاتب أعمال كثيرة لشوشو وصباح وسائر أعمال ناجحة في بيروت السبعينات. ورأى أن “ما كان لن يعود كما كان، ويجب الفصل بين أعمال الماضي وما سيكون في المستقبل، لأن العصر تغير، ولا بد أن يتغير إيقاع المسرح لاحقا بتغير معطيات العصر الآتية”. وأشار إلى أن “المنصات الإلكترونية المعتمدة في زمن الحجر لن تزول بعد الحجر، ولن تحل مكان كل ما كان، لكن سيكون لها دور بارز رديف أو رئيس في عالم المسرح مستقبلا”.
خباز
أما خباز فاعتبر أن “المسرح عائد كما كان، جزئيا في الفترة القريبة المقبلة، وكليا بعد رفع الحجر تماما، لأن المنصات الإلكترونية وأشرطة الفيديو تنقل الفحوى والمناخ العام لكنها لا تنقل حرارة الطقس المسرحي الذي لا بديل عنه في كل عمل”. وقال: “للمسرح طقوسه التي لا يعوضها اليوتيوب ولا الفايس بوك، ولا التلفزيون إذ يبث المسرحيات لاحقا على شاشات التلفزيون فتبقى فاقدة حس الممثل وهو يؤدي أمام جمهوره المباشر”.
وأشار إلى أنه سيتعامل في مسرحه “مع مقتضيات اقتصادية متوافرة”، ويتحمل “التباعد في الصالة وقسوة الإنتاج، في انتظار أن تعود الحالة طبيعية فيعود المسرح إلى بيته الطبيعي وإلى جوه العام المحبب”. وقال: “لا بديل عن المسرح بكامل مراسمه التي لا يمكن أن يعوضها أي طارئ أيا تكن درجة الفصل بين جمهور المسرح وارتياده”.
أبيض
وتحدثت أبيض من جهتها، عما سمته “الشغف” في المسرح، لافتة الى أنه “لا يعادل متعته أي بديل إلكتروني جاف جامد، ولا يمكن أن يعوض عن متعة الذهاب إلى شباك التذاكر، وشراء البطاقة، والتحدث إلى أصدقاء ومعارف في بهو الانتظار، ثم دخول الصالة وانطفاء الضوء، وضربات المسرح الثلاث، والمؤثرات المسرحية، وخروج الممثلين من الكواليس وأدائهم أدوارهم في دفء حضور يتابع بشغف واجم أمام الدراما، أو ضاحك أمام الكوميديا، أو صامت أمام المسرح التجريبي الذي تنفذه لينا أبيض في أصالة”. وقالت: “إن ما قد يتغير هو اختيار النصوص لأن ما قدمته سابقا ربما لم يعد يجذب كليا جمهور ما بعد الجائحة”.
اسطنبولي
وتناول قاسم اسطنبولي تجربة في “جمعية تيرو للفنون” ووليدها “المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور” و”الجمع بين طقوس المسرح التقليدية التي لا بد أن تعود”، وما يقوم هو به حاليا من ندوات رقمية “هي جسر تواصل موقت مع جمهور المسرح خصوصا وجمهور الفنون عموما، كي تبقى العلاقة نابضة بين الفنان وجمهوره فلا ينفصل عن المتلقين ولا يبتعد عن مناخ أعماله، في انتظار أن يعود إلى المسرح وطقوسه، وما يخلقه من حرارة في العلاقة الدائمة بين الخشبة والصالة، لا توفرها عروض مصورة تظل فيها فروقات وفواصل بين مؤديها وجمهورها”. واعتبر أن “السينما لم تلغ المسرح، والتلفزيون لم يلغ المسرح، وستبقى للمسرح حالته الخاصة التي مهما طال بعادها سوف تعود”.
وختاما، أعلن مدير الندوة أن الجلسة التالية عن بعد ستعالج استطلاع “العروض الموسيقية الأوركسترالية والكوريغرافية في العصر العالمي الجديد”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام