تحقيق ريما يوسف – الوكالة الوطنية للاعلام
في ظل جائحة كورونا العالمية وتطويعا للعزلة المفروضة، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قدمت الفنانة التشكيلية مجد رمضان مشروعها الفني الذي يتضمن معرضا ومحاضرة عن “العزلة والإبداع“. والمعرض هو فني إلكتروني لـ”جامعة الكبار” في الجامعة الأميركية في بيروت.
ويهدف المعرض الى اضفاء وجه ايجابي للعزلة من خلال اكتشاف مواهب وطاقات دفينة وتحويل هذه المرحلة الى فرص من التجدد والابداع.
اما جامعة الكبار فهي لكبار السن، وهي مبادرة تعليمية جديدة في الجامعة الأميركية في بيروت والأولى من نوعها في لبنان والشرق الأوسط. إنه يمنح كبار السن الفرصة لمشاركة حكمتهم وشغفهم، لتعلم الأشياء التي لطالما أرادوا تعلمها في بيئة أكاديمية ودية والتفاعل اجتماعيا مع كبار السن الآخرين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة والطلاب.
رمضان
وفي حديث الى “الوكالة الوطنية للاعلام” اعتبرت الفنانة التشكيلية رمضان ان “العزلة هي عزلة الجسد لا عزلة الروح، والرسم هو احد وجوه العزلة الجميلة، والفن يقدس العزلة، وكان لي شرف الإشراف والتدريب لمجموعة من أعضاء الجامعة، والتي بدورها وحرصا منها على توثيق ما قدموه للأجيال القادمة في هذه المرحلة الكونية”.
اضافت: “عرضت جامعة الكبار المعرض الفني الإلكتروني الأول لمجموعة من ذوي الموهبة العالية في الفن التشكيلي على موقع الجامعة، وقد استثمرنا الوقت لصالح الجمال، واللون لصالح الضوء والخسارة لصالح الربح والعزلة لصالح الحياة، فكانت تجربة لتهذيب النفس والوجدان والمحافظة على التجدد وشغف الجمال فينا واليقين ..حيث جميع الطرق تؤدي إلى ذواتنا”.
كما تحدثت رمضان عن التحديات والصعوبات في التعامل مع كل جديد فرض علينا في هذه المرحلة المفاجئة، فقالت: “ان الحدث الفريد من نوعه في الشرق الاوسط تميز بطريقة تصوير اللوحات ومدى خبرة كل منهم من حيث الدقة والجهوزية والجودة ومن ثم معالجتها تقنيا تماشيا مع التكنولوجيا الإلكترونية للعرض في صالة فخمة ثلاثية الأبعاد تسمح للمشاهد التجوال في أنحاء المعرض حيث رهافة اللون والموسيقى الفيروزية”.
أما عن جامعة الكبار، فقالت: “التعلم هناك من أجل متعة التعلم. أليس من الرائع أن تصل إلى مرحلة في الحياة حيث من الممكن أن تختار التعلم فقط من أجل متعة التعلم؟ هذه هي الروح الكامنة وراء جامعة كبار السن. فمنذ عدة سنوات، بدأنا باستكشاف فكرة إنشاء برنامج في الجامعة الأميركية في بيروت لكبار السن من شأنه تلبية تطلعاتهم للبقاء مشاركين فكريا واجتماعيا. ففكرنا في برنامج يشجع الجميع على مشاركة ما يعرفونه وتعلم أشياء جديدة. ربما سمعت عن برامج مماثلة في دول أخرى: جامعات العصر الثالث، معاهد التعلم في التقاعد، كليات كبار السن. لقد درسنا هذه التجربة بعناية، وقمنا بزيارة برامج مماثلة في الولايات المتحدة واختبرناها هنا في بيروت من خلال مناقشات جماعية ومسح لخريجي الجامعة الأميركية في بيروت. لقد اقتنعنا بأن الفكرة ستلقى بحرارة هنا، فولدت جامعة الكبار”.
ابي شاهين
من جهتها، أكدت مديرة برامج “جامعة الكبار” مايا أبي شاهين لـ “الوطنية”، أن “البرنامج يتميز بإعطاء فرص متكافئة لنشر مفهوم التعليم المستمر عند كبار السن”، مشيرة الى أن “المنتسبين إلى البرنامج يتوقون من خلاله إلى قضاء شيخوخة ناشطة ذهنيا وصحيا وجسديا واجتماعيا”.
ورأت أن “البرنامج عزز حق كبار السن في معرفة كل شيء من حولنا ومتابعته بتفاصيله المملة”. وركزت على “القيمة المضافة للبرنامج الذي يلبي تطلعات جمهوره من خلال جذب العنصر الطالبي في جامعتنا للتطوع في تعليمهم كيفية استخدام وسائل التواصل الإجتماعي“. وأوضحت أن “برامج كل فصل منفصلة عن الفصل التالي، ويمكن متابعتهم حاليا عبر الانترنت بسبب جائحة كورونا”.