صيفي كراون 616 اول مشروع عقاري يدمج التاريخ بالحداثة…
الطائر – لبنان
افتتحت شركة “المصالح العقارية الكويتية” احدث مشاريعها المعمارية السكنية في بيروت “صيفي كراون” في منطقة الصيفي وذلك خلال حفل اقامته في المشروع برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي ممثلاً بالدكتور اسعد سيف وحضور القائم بأعمال السفارة الكويتية في لبنان محمد سعود الوقيان، ونخبة من رجال الأعمال وممثلي وسائل الإعلام المحلي.
وابرز ما يميز مشروع صيفي كراون هي تلك الاثار الرومانية التي تم اكتشافها اثناء الحفر والتي عملت شركة المصالح العقارية جهدها في الحفاظ على تلك الكنوز التاريخية ضمن التصميم المعماري للبرج.
وشمل الحفل جولة للتعرف على الملامح الرئيسية للبرج والاطلاع على الآثار الرومانية المعاد دمجها والمحفوظة داخل المبنى، أعقبها كلمة وزير الثقافة، ريمون عريجي والتي ألقاها الدكتور أسعد سيف وكلمة رئيس مجلس إدارة شركة المصالح العقارية، حمد فوزي العيسى. وأشار الدكتور سيف الى أهمية التعاون بين القطاعات العامة والخاصة من أجل الحفاظ على التراث الأثري، لاسيما من ناحية إبقائه في مكان اكتشافه من خلال اعتماد أساليب حفظ متطورة كدمجه أو إعادة دمجه ضمن المشاريع العمرانية التي يتم إنشاؤها في الأحواز المدينية. وأضاف أن هذه المكتشفات تشكل في المبدأ أهمية على الصعيد التاريخي والتراثي والأثري، ويتوفر في إعادة دمجها في مكان اكتشافها صالح عمومي لا سيما من ناحية المحافظة على “ذاكرة المكان” من جهة، ومن جهة أُخرى ترسيخ الروابط بين السكان والثقافة المادية المتعلقة بتاريخهم وآثارهم وتراثهم لما في ذلك من إفادة على صعيد تعزيز الهوية الثقافية للمجتمع ككل وعبر السماح لهم بزيارة مواقع هذه الآثار ومشاهدتها والتفاعل الثقافي معها. كما شكر فريق العمل الأثري من آثاريين ودكاترة الجامعة اللبنانية والمهندسين المعماريين على دورهم الأساسي في إنجاح المشروع، لاسيما من النواحي الأثرية والعلمية والتقنية.
وتعليقاً على الإفتتاح الرسمي للمشروع، قال رئيس مجلس إدارة شركة المصالح العقارية، حمد فوزي العيسى: “نحرص كشركة على تطوير مشاريع فريدة من نوعها، تضاف إلى سجل المصالح العقارية المليء بالإنجازات والنجاحات، وأن نجعل من كل مشروع يتم تنفيذه صرحاً معمارياً يتمتع بأحدث وأرقى التصاميم، بإستخدام أجود المواد، كما نقوم باختيار مواقع التشييد بدقة وتأني، إيماناً بما يضيفه الموقع المميز لمقاييس نجاح المشروع ولضمان مستوى جودة ما نقدمه لعملائنا في مختلف المدن التي نعمل من خلالها، وقد قمنا بالفعل بتطبيق تلك المعايير أثناء تطويرنا لمشروع برج الصيفي كراون”
يتكون البرج من ثلاثة وعشرين طابقاً، باطلالة مميزة على البحر الأبيض المتوسط ووسط مدينة بيروت. حيث يضم عشرون شقة سكنية ذات تصاميم مختلفة، يتكون كل طابق من شقة سكنية واحدة شاسعة المساحة، إضافة إلى شقق دوبلكس تقع في الطوابق العليا للبرج، يجمع بينهم دقة التفاصيل، التي امتدت لتشمل التصاميم الداخلية للغرف وما تتمتع به من إضاءة طبيعية ورحابة وحداثة في التصميم، إضافة إلى باقة من الخدمات المتكاملة المتوفرة لجميع سكان البرج.
ولا تقتصر عوامل تميز المبنى على فرادة تصميمه بل تتسع لتشمل ما يضمه من آثار تاريخية تعكس ملامح العراقة والأصالة، فقد عملت شركة المصالح العقارية طوال عامين، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار، على الحفر بعناية في سبيل الكشف عن آثار تبلغ من العمر ما يفوق الـ 2000 عام، تشمل حمام روماني، وبركة مياه من الجرانيت، وممرات الرخام، وفسيفساء وأحواض أثرية تعود إلى حقبات زمنية مختلفة من تاريخ مدينة بيروت العريق، تم دمجها لتصبح ضمن تصميم مدخل البرج، لتسهم بدورها في استمتاع سكان برج الصيفي كراون بمحيط تاريخي يشبه الى حد بعيد المتاحف الأثرية.
وأضاف العيسى قائلاً: “لا يسعني إلاَ أن أتوجه بأسمى معاني الشكر والتقدير لمعالي وزير الثقافة، السيد ريمون عريجي على رعايته الكريمة لحفلنا هذا وعلى دعمه لنا وتعاونه المستمر في سبيل نجاح هذا المشروع، كما يسرني أن أعبر عن عمق إمتناني لمعالي وزير الثقافة السابق، السيد كابي ليون، وللمديرية العامة للآثار وأخص بالذكر الدكتور أسعد سيف والسيد فريدريك الحسيني على تقديمهم لكافة التسهيلات اللازمة لإتمام المشروع. كذلك أود أن أشكر فريق عمل المشروع المكون من مكتب هوا مجاعص للتصميم الهندسي وشركة ناتكون للمقاولات اللذان لهما الفضل الكبير في إتمام المشروع بكفاءة ومهنية، فلولا جهودهم الحثيثة لما كنا لنحتفل بهذا النجاح العظيم. كما نشكر السيّد محمد الوقيان القائم بأعمال السفارة الكويتية في بيروت على تشريفه لنا في هذا المساء ومشاركته في الإحتفال بإتمام إحدى أهم مشاريع شركة المصالح العقارية في العاصمة اللبنانية بيروت”
وعلى هامش الحفل، اشار الرئيس التنفيذي في الشركة فهد عبد الرزاق الخترش في حديث خاص “للطائر”: “الى ان الشركة اخذت على عاتقها الشق المادي والمضي في بناء المشروع ودمج الاثار فيه، الامر الذي تطلب وقتا اضافيا للانتهاء من اعمال البناء فيه. مؤكداً انه “من واجب الشركة المحافظة على هذا الكنز والارث التاريخي”. وشكر الخترش في حديثه الفريق الهندسي والمديرية العامة للأثار ووزراة الثقافة على كل الدعم الذي قدموه في سبيل انجاح هذا المشروع الذي يعتبر الاول في لبنان من ناحية دمج التاريخ بالحداثة. واشار الى ان الجزء الاثري سيكون متاح امام العامة ومحبي الاثار زيارته ومشاهدة ما تم اكتشافه من اثار رومانية.
وعن الارتفاع في اسعار الشقق في البرج السكني قال الخترش: “ان الشركة اعادة دراسة المشروع وميزانيته من جديد وان العملاء تقبلوا ذلك باعتبار الاثار المكتشفة اعطته قيمة اضافية وجعلته صرحاً معمارياً فريداً في العاصمة بيروت”.
بدورها شرحت رولا رعيدي وهي من الفريق الاثري الذي عمل على اعادة دمج الاثار الى ان الفسيفساء المكتشفة تعود الى القرن الخامس وان الغرف الموجودة التابعة “للحمام” مصنوعة من الفخار الحافظ للحرارة وتعتمد نظام “الديبوكوست”، اما الممر فيعود للقرن الثاني. وفيما يخص “البركة” الخارجية فهي مصنوعة من حجر واحد من الغرانيت ووزنه 22 طون، وتعمل البركة على اصدار ماء بارد، كما تم ظهور طبقات قديمة تعود للقرن الاول قبل المسيح، واكتشاف للمرة الاولى في لبنان اثار معمل لحجارة الصوان كان يستخدمه الانسان الاول. وهذا ما يؤكد غنى مدينة بيروت والحضارات التي تعاقبت عليها…
واعتبر المشرف على الوحدات الفنية في المديرية العامة للاثاراسعد سيف: “ان نجاح مشروع صيفي كراون في المحافظة على الهوية والتراث وابراز الوجه الحضاري للمدينة، هو ثمرة التعاون بين القطاعين العام والخاص”. وفيما يخص الترويج للاثار المكتشفة قال سيف في حديثه لنا: “ان عملية الترويج هي من عمل وزارة السياحة، لكن وزارة الثقافة سوف تدرج هذا الموقع الاثري على موقعها الخاص بالاثار، كما سيكون متاحاً للجميع زيارة الموقع الاثري في الصيفي كراون مجاناً، واشار الى ان هذا المشروع هو الاول في لبنان وسيتبعه مشاريع اخرى مماثلة سيتم افتتاحها قريباً.