الملحقثقافة وتربية

درويش يستذكر معلمه الدكتور حسن صعب في ذكرى رحيله الـ 30

الطائر – لبنان:

كتب المنسق الإعلامي لمؤسسة حسن صعب للدراسات والأبحاث، الزميل محمد ع.درويش بيانا بمناسبة الذكرى الثلاثين لرحيل الدكتور حسن صعب وجاء فيه:

حسن صعب: نظامنا يحتضر والثورة التي أريد إنمائية
دوري: دور المؤمن بأن الأزمة هي الظلام المؤذن بفجر جديد.
كلمتي: كلمة الغد لا اليوم ولا الأمس.
الثورة في لبنان: لبنان في حاجة ملحة الى ثورة إنمائية تحديثية ترفع الإنسان من أدنى سلم قيم كما هي الآن إلى ذروة هذا السلم حيث يجب ان يكون.
أسلوب الثورة: أسلوب الثورة المفضل هو التنظيم الذي يحقق بقوة الفعل المنظم الخلاق. نتائج أفضل من التي يفضي إليها العنف.
النظام السياسي والإجتماعي: نظامنا السياسي والإجتماعي هو الآن في حالة احتضار. والبديل الأفضل له في اعتقادي هو النظام الديموقراطي الإشتراكي وفقا للنموذج الإسكندينافي، لأنه يقوم على كرامة الشخصية الإنسانية، ويوفق بين الحرية والعدالة، ويصون المبادرة الفردية الخلاقة والمشاركة المجتمعية العادلة، ويقيم التوازن الواجب بين مسؤولية الدولة وحرية الفرد. وهو في اعتقادي الطريق الأفضل والأسلم لتجاوز التخلف الى التقدم. وهو، مكيفاً تكيفاً إبداعياً مع حاجات الإنسان في لبنان، طريقنا الى ديموقراطية حقيقية بديلة للديموقراطية الإسمية التي تلفظ أنفاسها الآن.
تحل الذكرى الـ 30 لرحيل “مفكر الإنماء” الدكتور حسن صعب ولبنان بأسوأ أوضاع حياتية يعيشها المواطن … وماذا بعد ؟!
قطع طرقات وصرخات احتجاج … هل يسمع السياسيون !!. وامام ضنك العيش الذي يمر به المواطن، وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية المتوالية، من تقنين الكهرباء القاسي والماء والغلاء والفقر وحرب الدولار، وما إلى هنالك من تبعات وتداعيات، لم يعد أمام المواطن إلا الشارع، لأن لا صوت يعلو على صوت الشارع، خصوماً مع تركيز “أهل السلطة” وأربابهم الأذن الطرشاء للمواطنين.
وفي الرسالة التي وجهها الزميل درويش  بمناسبة رحيل معلمه قال: “تأتي ذكراك في هذا العام، والوطن يفتقد حكمتك وفكرك، والوطن في أمس الحاجة إلى مواقفك ورؤاك، لقد أيقظت في المواطن إرادة الحياة ضد الخوف والجوع وأشعلت إرادة الحرية في مواجهة الطغيان والإستبداد. وأطلقت فينا إرادة الإنتصار لدولة الإنسان، سوف نبقى معك في تطلعاتك إلى بناء هذه الدولة دولة الإنسان، دولة المواطنة في مواجهة هذا النظام الطائفي الذ ي بلغ ذروة أزمته بوصول لبنان إلى إنهيار مالي غير مسبوق نهب موارد البلد وسرق مدخرات المواطنين”.
وأضاف قائلاً : حسن صعب العربي الفاهم لجدية الترابط بين الهوية اللبنانية والهوية العربية عمل من منطلق هذ الفهم.
ومن إدراكه لأهمية التواصل بين الإسلام والمسيحية الذي منح لبنان صفة “الوطن القدوة.. المصفى الإبداعي للوحدة في التنوع، في التمدن العربي والتحضر الإنساني” والذي استفاض في الإضاءة عليه في بنائه الفكري “الإسلام وتحديات العصر”.
حسن صعب أيها الكبير في العلم والوطنية مازال الوطن يئن من وطأة جراح الحروب.
حسن صعب أيها العقلاني المترع برحيق الإنماء والمحبة لكل إنسان ولكل الإنسان، مازال إنسان الوطن يزداد عطشاً وجوعاً ويفتش عن مسكن وغذاء ودواء.
حسن صعب أيها المبشر بالحرية وداعية الإستقلال والوحدة، يا إمام الحكمة، أيها اللبناني الفذ، أيها المسكون بهاجس المستقبل، أيها المسلم المتنور المتفهم تحديات العصر، إن منابر بيروت مشتاقة إلى كلماتك المضيئة، وإن ندوات الثقافة والهيئات المتعاونة وفية لرسالتك ولبنانك وعروبتك وإسلامك ستبقى هي النبراس وهي البوصلة.
في الإسلام: كتب في كتبه الثلاثة: “إسلام الحرية لا إسلام العبودية”، “الإسلام وتحديات العصر”  “والإسلام والإنسان” وكأني به يصرخ وبأعلى صوته : “بأن توحيد الله، هو تحرير للبشر، من كل ما يفرقهم !!
لأن الله سبحانه وتعالى، هو المحرر الأول والآخر، فلما لا يتلازم المفهوم القرآني هذا، من منطلق النظرة التوفيقية، التحاورية، الشمولية بين الديانتين العظيمتين، على أساس أن المؤسسة الإسلامية حوارية !! بدليل مجادلتها أهل الأديان والفلسفات والإيديولوجيات، بالتي هي أحسن، خصوصاً وأن رسالة المسيحية والإسلام، غايتها: إيقاظ وعي الإنسانية بالخالق العظيم، المتخلق في نظامية الكون وغائيته، وتحرير الإنسان، تحريراً شاملاً، متسائلاً أفلا لبنان! هو الملتقى الفريد للمسيحية والإسلام والتجسيد الحياتي الخلاق لتلك الرسالة؟؟
بهذا المنطق الحواري البناء ألسنا اليوم بحاجة لأمثال الدكتور حسن صعب ؟؟
وتابع قائلاً: نسأل بمرارة منذ متى كان الإذلال نمط حياة اللبنانيين؟ فيتسولون في الشوارع، ويبكون من العوز، وينتحرون من الجوع؟ وهل لبنان العقل والفكر والإبداع والنبوغ والنهضة يحجم ويحوّل الى ملكية خاصة تصادره طبقة سياسية وتتصرف به على حساب المصلحة العامة؟ أيريدون لهذا المواطن ان تركعه لقمة الخبز؟ لا، فكما أنه لم يركع أمام أي إحتلال، لن يركع اليوم. والمواطن لن يسكت على ما يجري.
وان “ثورية شعبنا المذلول والجائع والمحروم من ابسط حقوقه الأساسة تستحق الحماية الأمنية لا القمع. الخطر على لبنان ليس من شبابه وشاباته لكي يردعوا. فتشوا خارج الثورة عن المخربين ومهددي الأمن، والمتطاولين على الجيش والشرعية والمؤسسات، ومعطلي الدستور والإستحقاقات الديموقراطية ومن وراءهم”.
وختم قائلاً: ننبه المواطن من فيروس الكورونا الذي عاد الخوف منه يزداد بعد الارتفاع المخيف والمفاجىء بنسبة اعداد المصابين، ما يستدعي التذكير مجددا بضرورة التقيد التام بالإجراءات المطلوبة من قبل المواطنين، ومن المقيمين والوافدين من الخارج وعدم التهاون فيها، وندعو الدولة الى التشدد في الرقابة على تقيد المواطنين والتزامهم بهذه الإجراءات في الأماكن العامة والتجمعات التي تحصل، كما ندعو المواطنين للتواصي في ما بينهم بالإجراءات الوقائية اللازمة.
كما أن “المرحلة التي بلغناها تحملنا إلى توجيه هذا النداء” نناشد أهل السلطة العمل على فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحر. ومحاسبة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع إلى نجدة لبنان من الخطر.
تعرفوا الى الدكتور حسن صعب من خلال هذا الفيديو 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى