الطائر – لبنان:
في ظل الاوضاع الاقتصادية الضاغطة وما تلاها من وباء الكورونا وتوقف معظم المصالح والقطاعات الانتاجية، اضطر بعض العمال لابتكارات شتى لسد رمق عوزهم دون الاستسلام لهذا الواقع بتحدي ذاتي ولو بالحد الادنى من الخبرات متكلين على بعض خبراتهم ومواهبهم وذوقهم الفني. وفي طليعة هؤلاء، السيد طارق نور الدين في بلدة سحمر – البقاع الغربي الذي امتهن صناعة حرفية خشبية تقليدية عبارة عن طاولات وكراسي ومقاعد على إختلاف أنواعها وأحجامها.
وفي حديث خاص معه قال “نور الدين”: “مهنتي السابقة في “البناء والورقة” ونتيجة الظروف الإقتصادية الضاغطة وإرتفاع سعر صرف الدولار، إضافة لوباء الكورونا، توقفت معظم مشاريع البناء، فلجأت أولًا للعمل في مجال تركيب وتصليح المكيفات، لكن التوقف طال هذه المصلحة ايضاً، فلجأت للتفكير بمهنة أخرى وكما يقال الحاجة ام الاختراع، فكان البديل صناعات خشبية، مُستعينا ببعض الأخشاب من هنا وهناك..”
وتابع قائلاً: “بعد مدة توصلت للحصول على أخشاب متينة نوع السويدي، عبر معامل صناديق الزجاج، أُنفذ ما أشاهده من صور أو في معارض المفروشات لموديلات من الطاولات والكراسي والمقاعد بعدة أحجام وصناديق لوضع خشب الوجاق فيها، وبت معروفًا بهذه الحرفة ومقصدًا لكثيرين من عدة مناطق يحجزون طلبات أطقم من هذه الأشغال، منهم يضعونها في الصالونات والمطابخ أو في الحدائق كما لبعض المطاعم والمقاهي”.
وعن طريقة عمله قال: “أعمل على تنظيفها وحفّها وحرقها، ودهنها بمادة اللكر، وأحيانًا مادة التعتيق حسب طلب الزبون، كما بإمكاني تصنيع خزائن مطبخ وغرف نوم، وأستعمل بعض المعدات التقليدية وآلات كهربائية أخرى، إضافة للمسامير والبراغي والغراء، وأضع قوائم معدنية لكل قطعة حفاظًا عليها من المياه أثناء تنظيف الأرض الموضوعة عليها، وأُطلي رأس المسمار والبراغي بمعجونة الحديد لإخفاء منظره، إنما بعض الزبائن يفضلون بقائه ظاهراً.”
وعن نظرته المستقبلية لهذه المهنة الجديدة، قال: “مستقبلًا سأطور هذه المصلحة بمنشرة ومعدات حديثة متطورة، خاصة أن العديد من المواطنين يرغبون هذه الصناعات التقليدية القديمة ويعطونها إهتماماً وتقديراً كبيراً، كما يقصدونني لإجراء صيانة لمفروشات مختلفة.
وعن العقبات التي تواجهه في مجال عمله قال: “لكل مهنة عقبات، فإني أواجه صعوبة الحصول على خشب متين مناسب ذو جودة عالية. لكن مع الارادة العالية لا للإستسلام وسأعمل دائما لتطوير مهنتي الحرفية الجديدة”
وختم كلامه شاكرا الله الذي منحه هذه الطاقة وهذا الجهد، ما مكنه من تخطي الازمة المعيشية التي يعاني منها.
المصدر: فؤاد رمضان – مجلة كواليس