اطلاق مشروع تطوير تجمعات الصناعات الثقافية والابداعية
خاص الطائر – لبنان
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ( يونيدو ) بالتعاون مع وزارة الصناعة، مشروع تطوير تجمعات الصناعات الثقافية والابداعية في لبنان الممول من الاتحاد الاوروبي وبمساهمة من الحكومة الايطالية، وذلكفي فندق فينيسيا، برعاية وحضور وزير الصناعة حسين الحاج حسن وحضور رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجلينا ايخهورست، سفير ايطاليا في لبنان جيوسيبي مورابيتو، ممثل منظمة يونيدو في لبنان كريستيانو باسيني، مدير عام وزارة الصناعة داني جدعون، اضافة الى ممثلين عن بعثات ديبلوماسية ومنظمات دولية ووزارات وادارات عامة، ورؤساء هيئات اقتصادية وتجمعات ونقابات قطاعية وصناعيين.
وقال الوزير الحاج حسن: “اود في البداية أن أعرب عن شكر اللبنانيين على الدعم الذي يوفره الاتحاد الاوروبي والحكومة الايطالية ومنظمة اليونيدو للقطاع الصناعي، وعلى الاهتمام الكبير الذي يولوه للبنان وللقطاعات الانتاجية. ان هذا المشروع يشكل دعما اضافيا للعاملين في الحقل الصناعي. ولقد اخترنا تجمعين للاستفادة من هذا البرنامج، وهما الأعمال الحرفية وصناعة المفروشات”.
اضاف: “والمطلوب تحسين المهارات ورفع مستوى الانتاج وادخال تصاميم جديدة لتسهيل عملية بيع المنتجات. الأهم اذا، هو تأمين بيع السلع وعلينا التأكد من استمرار البيع حتى بعد توقف البرنامج الموضوع لفترة زمنية محددة. وهذا الأمر يتفعل من خلال شرح مفهوم القيمة المضافة للصناعيين العاديين، وكيفية احتسابهم لكلفة الانتاج”.
وشدد على أهمية تحديث المهارات واستفادة الأشخاص والمؤسسات الصغيرة وفتح الفرص أمامهم أسوة بالمؤسسات الناجحة. وقال: “في لبنان، لدينا امكانات عالية ولكنها كامنة وغير مستثمرة كما يجب، ولا يمكن الاستمرار من دون مبادرة الدولة لوضع سياسات عامة طويلة الامد تستمر لسنوات وتستشرف فيها الحاجات المستقبلية وتضع في اولوياتها دعم القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية. اذا، يكمن الحل بوضع هذه السياسات والالتزام بتنفيذها. وللأسف، كانت السياسات الموضوعة سابقا تجاه الصناعة والزراعة في لبنان سلبية، وكان مسؤولون يعبرون صراحة عن عدم ايمانهم بقدرة هذين القطاعين على النهوض، وبالتالي يعتقدون ان لبنان لا يمكن ان يكون بلدا انتاجيا بسبب ارتفاع كلفة الانتاج المرتبطة بارتفاع اسعار الطاقة والارض الصناعية واليد العاملة”.
ورأى ان “الحكومات المتعاقبة هي التي تتحمل المسؤولية عما آلت اليه حال القطاعات الانتاجية في لبنان. ولكن ذلك ولد ويولد الفقر والجريمة والارهاب. ففي طرابلس مثلا، التي كان يعمل الالاف من ابنائها في صناعة المفروشات، انخفض عدد العمال في هذه الصناعة اليوم الى بضع مئات وليسوا دائمين. وذلك يعود الى سياسة فتح السوق اللبناني امام المنتجات المستوردة، من دون تعزيز القدرة الانتاجية والتنافسية للصناعة اللبنانية في الاسواق الخارجية”.
وقال: “نحن نتذرع دائما بأن القوانين الدولية لا تسمح لنا بتبني سياسة الدعم التي تلجأ اليها غالبية الدول الصناعية. فلم الدعم مسموح لهم وغير مسموح لنا؟ أنني مقتنع بسياسة الدعم والحماية، وان شاء الله نجدد الدعم للالمنيوم غدا في مجلس الوزراء من خلال اعادة فرض رسم الـ 10% على المستوردات من الالمنيوم. واجدد في النهاية شكري للاتحاد الاوروبي وللحكومة والشعب الايطالي ومنظمة يونيدو على كل الدعم الذي يوفرونه للبنان”.
من جهتها، قالت السفيرة ايخهورست: “ان هذا البرنامج يقوم على تمويل مشترك من الاتحاد الاوروبي والتعاون الايطالي بمبلغ اجمالي قدره 5.6 مليون اورو، يستفيد من امكانات الابداع الاهلية لدى اللبنانيين، الى جانب البرامج الاقليمية والوطنية الاخرى التي يمولها الاتحاد الاوروبي. ويهدف الى تعزيز القطاع الخاص والمساهمة في النمو المستدام والشامل”.
اعتبر السفير الايطالي “ان المساهمة الايطالية، وقدرها 600 الف يويو ليست من الناحية المالية فقط، ففي الواقع يمكن اعتبار بلدنا رائدا في ما يتعلق بتثمين الثقافة والابداع. ونتمنى ان يساهم هذا المشروع في تعزيز الروابط بين الصناعات الثقافية والابداعية الايطالية والاوروبية واللبنانية وذلك في اطار بيئة سريعة التغير، من اجل ضمان التنمية المستدامة لهذا القطاع”.
واكد باسيني ان هذا المشروع ينسجم بشكل واضح مع ميزة يتسم بها لبنان وهي الابداع، ويتناول القضايا التي تهم كل الجهات الفاعلة التي تهتم بتنمية لبنان، بما فيها التراث الثقافي والشركات الابداعية، وخلق فرص العمل والقدرة على المنافسة التجارية، والتعاون الاوروبي – المتوسطي اخيرا وليس آخرا، الوصول الى الاسواق الجديدة”، مشيرا الى ان المقاربة تبدأ بالطلب على المنتجات الابداعية اللبنانية في اوروبا”. وأعلن ان المشروع يحدد مسبقا مشتري المنتجات الابداعية في لبنان ويعمل على رفع التجمعات الى مستوى يمكنها من ان تصبح من الموردين التنافسيين”.
ورأى رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل ان “هذا البرنامج أتى ليؤمن الفرص الحقيقية لقطاع واعد وهام هو صناعة المفروشات في مدينة اساسية هي طرابلس، تسعى الى تأمين حياة طبيعية لابنائها وايجاد فرص عمل لهم”. وقال: “نحن نقدر ايضا القيمة الاضافية التي سوف يقدمها هذا البرنامج وبالتحديد عبر تأمين مبيع كمية من المنتوجات لشركات عالمية وهذا بحد ذاته رافعة اساسية. كما اننا نراهن على هذا البرنامج خصوصا في هذه الظروف الحالية ونأمل ان يكون مدخلا لبرامج اخرى في قطاعات ومناطق مختلفة”.
يذكر انه سيتم دعم التجمعات في عملية تحسين تصميم المنتجات وجودتها وذلك من خلال اشراك مصممين متخصصين لبنانيين واوروبيين. كما سيتم توفير الدعم من اجل شراء معدات جديدة او تحديث الالات الموجودة كي تستفيد منها صناعات التجمعات.