الطائر – لبنان:
كتب محمد ع. درويش
أسبوع بنهاراته ولياليه مضى على رحيل الأخ الحاج غسان عبد النبي سلمان، ولكن حسابات الحزن والأسى هي سنوات طوال بالنسبة لعائلته الكريمة.
لقد فجعنا صباح يوم السبت 16 كانون الثاني 2021، بخبر وفاة فقيد الشباب الحاج غسان سلمان إبن ال 40 عاماً جراء نوبة قلبية مفاجأة أنهت حياته وأفجعت عائلته وكل من عرفه.
الفقيد الحاج غسان كتلة من الوفاء والطيبة والصدق والخير..
إنسان عرفه الجميع بالبشاشة وسمو الأخلاق والإبتسامة التي لا تفارق ثغره..
إنه الحاج غسان “ابو عبد الله” لقد نزل علينا خبر وفاته كالصاعقة.. ذلك ان الرجل يحتل مكانة كبيرة في نفوسنا .. وكان في قمة عطائه ونشاطه وحيويته.. وفي زهرة شبابه.. ولكن الموت حق .. وليس أمامنا سوى التسليم بقضاء الله وقدره.
فراقك ياحاج غسان مثل فراق الحياة… وفقدك مثل افتقاد الديم.. عليك السلام فكم من وفاء أفارق منك وكم من كرم.
الفراق يا “أبو عبد الله” حزن كلهيب الشمس، يبخر الذكريات من القلب، ليسمو بها الى عيناها، فتجيبه العيون بنشر مائها، لتطفىء لهيب الذكريات.
حاج غسان غابت شمسك عن سماء عائلتك زوجتك الأخت حنان درويش وفلذات قلبك نجوى، عبد الله وزينب. فأصبح الكون كله ظلام دامس، أصبح الكون كله من دون أي ألوان، وملامح، وأصوات، لم يعد سوى صدى صوتك يرن في آذانهم، لم يعد يرون سوى صورة وجهك الحبيب، لم يعد يتذكرون إلا صورة وجهك الضاحك الباسم ونظرات عينيك عند الوداع.
اخي العزيز غسان رحمك الله وانا لله وانا اليه راجعون ولا اعتراض على ما كتب لنا الله.
ولكن رحلت عنا باكرا!
رحيلك السريع هذا لم يكن في الحسبان !
مع رحيلك حاج غسان “ابو عبد الله” انخطفت دقات قلوب زوجتك الغالية الأخت حنان واطفالكم الأحباء نجوى 8 سنوات، عبدالله 6 سنوات، زينب سنة ونصف. وتفجر الدمع من عيونهم والغصة مزقت احشائهم أهكذا ترحل أمام أعينهم دون وداع ألم تعلم أنك روحهم وسندهم.
لقد رحلت وحرمتهم نكهة الحياة والبسمة والأمان والحماية، لكن روحك الطاهرة ستبقى ترفرف فوق رؤوسهم وتحميهم.
نعم نعم نعم أخي غسان رحيلك كسر خاطرهم وحرمهم لقاءك وسلبهم فرحتهم. ولكن هكذا أراد الله.
لم أبالغ ان قلت أنه مع رحيلك رحلت الإستثنائية. كم كنت إنساناً إستثنائياً بكل ما للكلمة من معنى !
كنت إستثنائياً برحمتك وقناعتك وبساطتك وتواضعك واستيعابك للأخرين.
حاج غسان ستفتقدك كذلك الناس الذين تلتقيهم في متجرك بالمدينة بشارع الحمرا سيفتقدوك مع كل صباح. كذلك جلسات الأخوة والأخوات في قريتك الوديعة الشهابية حيث وري ثراك الطاهر فيها بجوار ضريح والدك الحاج عبد النبي ووالدتك الحاجة أم حسن وشقيقتك الغالية نجوى رحمهم الله بواسع رحمته.
الحاج غسان “ابو عبد الله” في رثائك يقول القلب :
رغم تسابق العبرات في منحدر الغياب الكبير … ورغم الفاجعة ورغم تدفع الدموع في ضباب الكلمات الهائمة أسى ولوعة… نقول الحمد لله على كل حال.
كان الظن ان الرجال اصحاب الهمم العالية لا يرحلون هكذا بسهولة حتى جاءنا النبأ الفاجعة .. بغياب الزوج الصالح والإبن البار والأب الحنون والأخ العطوف.
لقد تركت برحيلك “ابو عبد الله” ذكرى غالية لكل من عرفك او سمع عنك واستحققت الثناء من الجميع.
فقد كنت من الرجال المؤمنين الفاضلين الساعين لعمل الخير.
لقد كنت من الرجال القلائل الذين يتركون حزناً كبيراً أبدياً في قلوب محبيهم وقد تركت حزنأ كبيراً في قلوب زوجتك واولادك وشقيقاتك واخوتك ومحبيك لفقدك.
فأنت رجل تقي قل ان يجود الزمان بأمثالك.
حاج غسان والله ما عرفك الناس إلا رجلا متواضعاً سامي الأخلاق عابداً باراً تقياً صالحاً، والله ما رأيناك الا وتلك الحالة البيضاء تحيط بك …
تلك الحالة المتوهجة من عظيم الإيمان والتقوى والتي لا تظهر الا حول القلائل من الرجال التقاة العباد وذوي النوايا الطيبة تجاه الجميع.
فإلى جنات الخلد أيها الزوج والأب الحنون والأخ العطوف. فإنك وان رحلت من دار الفناء إلى داء البقاء، فإن ذكراك العطرة ستبقى راسخة في قلوب محبيك، وأنك ستجد أعمالك الخيرة في ميزان حسناتك بإذن الله تعالى.
حاج غسان سنفتقد صوتك كلماتك شهامتك، إنسانيتك، كرمك وطلتك البهية الراسخة في ذاكرتنا.
اخي غسان نم قرير العين فأعمالك خير دليل على كرمك وشهامتك وتقواك أيها الإنسان الزاهد التقي رجل الإيمان وفارس الشهامة والطيبة.
عزيزي الحاج غسان هذا ليس تأبيناً، فأنا أضعف من أن أفعل ذلك، هذا بوح مؤجل في حضرة الغياب، هذا عتاب محموم لأنك لم تستأذنا في الرحيل، لم تمهلنا قليلا من الوقت لنحتفي بك.
في حضرة الغياب “شخص الشاعر محمود درويش” معادلة الموت ببساطة ويسر، فأوجز بالقول “الموت لا يوجع الموتى… الموت يوجع الأحياء” وعائلتك يا عزيزي تتوجع، فرحيلك مر.
وداعاً ولكنك الغائب الحاضر في القلوب .. فالأحبة أبداً لا يرحلون.
رحم الله أمواتكم جميعاً وحفظكم من كل سوء ومكروه.
بإسم آل سلمان’ آل درويش’ آل قانصو. نشكركم على مواساتكم وتعازيكم بوفاة الأخ الحاج غسان عبد النبي سلمان زوج شقيقتنا حنان درويش.
كما ندعو لكم بدوام الصحة والعافية وطول العمر، وأن ينعم الله عليكم بنعمتي الصحة والأمان، وكل الشكر لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته