الطائر – لبنان:
قد لا يشكل قيام الأم المصابة بفيروس كورونا بإرضاع طفلها خطرًا على حياة الطفل، بل على العكس، قد يساعد حليب الثدي على تزويد الرضيع بأجسام مضادة للفيروس
طرق انتقال فيروس كورونا من شخص لاخر عديدة، ولكن يبدو أن الرضاعة ليست إحداها، بل حتى قد يكون حليب الثدي طريقة طبيعية لحماية الرضع من فيروس كورونا المستجد.
فتبعًا لدراسة نشرت نتائجها مؤخرًا في مجلة الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة (mBio)، قامت مجموعة من الباحثين بفحص عينات حليب ثدي مأخوذة من 18 امرأة مصابة بفيروس كورونا، ولوحظ الاتي:
-
خلو العينات بشكل تام من الجزيئات الجينية للفيروس، أي أن فيروس كورونا المستجد قد لا ينتقل عبر حليب الثدي.
-
احتواء ثلثي العينات على نوعين من أنواع الأجسام المضادة المقاومة لفيروس كورونا المستجد تحديدًا.
وخلص الفريق القائم على الدراسة، والذي ضم باحثين من المركز الطبي التابع لجامعة روشستر الأمريكية (the University of Rochester Medical Center) وباحثين اخرين من جامعات مختلفة، إلى أن النتائج المطروحة قد تعني أن القيام بإبعاد الرضيع عن أمه المصابة بفيروس كورونا خوفًا عليه من التقاط الفيروس قد لا يكون أمرًا ضروريًا بعد اليوم.
نتائج واعدة ولكن …
على الرغم من أن نتائج هذه الدراسة تبدو إيجابية، إلا أن علينا التريث قليلًا قبل تبني نتائجها، وذلك للأسباب الاتية:
- قلة الدراسات العلمية التي تناولت هذا الموضوع عمومًا.
- تضارب النتائج التي خرجت بها الدراسات التي أجريت بالفعل حتى اللحظة في هذا الصدد، فقد أظهرت دراسات أخرى وجود أجزاء من التركيبة الجينية للفيروس في بعض العينات المأخوذة من حليب الثدي لنساء مصابات بفيروس كورونا المستجد.
حاليًا، يسعى الفريق الطبي الذي قام بإجراء الدراسة المذكورة أعلاه لتوسعة نطاق الدراسة في مرحلتها الثانية وجعلها تشمل عددًا أكبر من النساء المرضعات، وإذا ما تم تأكيد نتائج الدراسة بالفعل على نطاق أكثر اتساعًا، قد لا تضطر الأمهات الجدد المصابات بفيروس كورونا للابتعاد عن أطفالهن الرضع أثناء فترة الإصابة، مما قد يكون له تأثير إيجابي على الأم والطفل على حد سواء.
فهل تحمل لنا الأشهر القادمة خبرًا إيجابيًا جديدًا في هذا الصدد؟