الطائر – كندا:
حلوة المعشر هي، في مجالستها حلاوة لا تخلو من شيطنة طفولية ولا من أفكار أولاد المسرح المخضرمين، تضجّ حياة وفرحاً لا يضاهيهما الا حبها لعملها وعائلتها، هي الشابة الفنانة مالئة الدنيا وشاغلة الكبار والصغار في مونتريال رانيا الحلو المخرجة المسرحية الناجحة.
وصلت رانيا الى كندا وفي جعبتها اختصاص جامعي بالمسرح وخبرة جمعتها من عملها في العديد من الاعمال الفنية حققتها في بلدها الام لبنان على أمل ان تقدم لابناء جاليتها والجاليات العربية في كندا فناً قد يكونوا اشتاقوا لجديده من جهة وأفادتهم بدراستها وخبراتها في عالم الفن وبالتحديد المسرح الذي شدّها لتكون رسولته أينما حلّت، فكانت أول لبنانية تكتب وتمثل وتخرج مسرحيتها في مونتريال محققة بصمة كانت لتكون بصمات لولا الكوفيد 19 الذي استطاع بانتشاره اللئيم ان يؤجل ان لم يلغ كل شيء وفي كل العالم.
“مسرح بالعربي” هو جديد رانيا اليوم الذي يجتمع حوله الاطفال كما اهاليهم في لفتة منها لتمكينهم من لغتهم الام باسلوب حديث يحاكي طفولتهم بعيدا عن القساوة في استعمال مفردات لا ذنب لهم في عدم تمكّنهم من لفظها خوفا من احراج او تلعثم ،حوله التقينا في لقاء شائق هذا نصه.
-بداية لنتعرف عليك، من أنت رانيا الحلو؟
انا رانيا ،أم لطفل هو كريم، الممثلة والمخرجة الاتية من بلاد الارز لأكون الى جانب زوجي في كندا. أحمل اجازة في المسرح ولي مشاركات كثيرة في مجاله في لبنان،اما في كندا فكانت لي تجربة مسرحية حازت تفاعل الجمهور وبعض المشاركات في فرقة منشر غسيل وأبجد هوز.
-لماذا “مسرح بالعربي” ولمن تتوجهين من خلاله؟
لما كنت قد وجدت ان الكثير من الاطفال يتهربون من استعمال لغتهم العربية حتى في بيوتهم ومع أهاليهم، وعلى الرغم من تشجيعي الدائم للاندماج بالمجتمع الذي نعيش فيه، الا اني لست مع” التخلص”من لغتنا الام او استبدالها بالاسهل لفظاً وحديثاً وحتى كتابة، لذا كانت فكرة مسرح بالعربي حتى يستطيع الاطفال تعلّمها بشكل مبسّط وبلغة المسرح القريبة منهم،وهو موجه لكل اطفال الجاليات العربية.
-وما الافادة من المسرح بالعربي ان كان الاطفال يتقنون اللغة؟
نعم، في الحقيقة هناك أطفال يتكلمون العربية بطلاقة، ولكن المسرح ليس للتعليم فقط انما لمساعدتهم في التعبير عن أنفسهم من جهة وابراز مواهبهم الفنية من جهة اخرى..هذا ان قلنا انهم يتقنون العربية اما بالنسبة للشريحة، والتي تعتبر الاكبر، من الجيل الصاعد والتي لا تعرف حتى كيفية التعبير بلغتها وهو ما يزعج اهلها فالمسرح هو مدرسة ثانية وباسلوب يحاكي كل الاعمار.
-برأيك هل من تجارب لمثل هكذا مسارح في كندا؟
هناك مسارح للاطفال في كندا لكنها كلها باللغات الفرنسية او الانكليزية، لكن هذه اول مرة يكون المشروع باللغة العربية ولابناء جالياتها.
-كيف راودتك الفكرة وكيف كانت اصداء اعلانها؟
لما كنت اعطي دروسا باللغة العربية في السابق، الى كوني اواجه هذا الموضوع مع ابني حاليا، رأيت انه من المفيد القليل من المحاولة والكثير من الجهد خصوصا وأنني على يقين ان القلم والورقة من المواضيع الصعبة على الاولاد، فكان خيار المسرح وهو كما تعلمين تخصصي الجامعي،فدمجت ما بين الاثنين لايصال المعلومة للاطفال بطريق التسلية المفيدة التي بالتأكيد ستعطي ثمارها.
-اما بالنسبة الى الاقبال فالحمدلله ان الفكرة لاقت اصداء ايجابية واسعة عند الاطفال لا سيما عند اهلهم الذين يرغبون ان يتحدث أطفالهم العربية ما يسهّل عملية التواصل في ما بينهم لا سيما عند الكبار بالسن او الذين لا يتقنون الفرنسية منهم .
-متى ستبدأ الدورة وما هو معدل حصة كل منها؟وهل من شريحة عمرية معينة؟
ستبدأ الدورة في الاول من تشرين الاول وتنتهي في 16 كانون الاول المقبل،على نبدأ الدورة المقبلة ما بعد الاعياد.
-أما بالنسبة للاعمار المشاركة فهي تتراوح ما بين الخمس سنوات والاثنتي عشرة عاما.
-هل من دورة للكبار؟
لم لا ،من الممكن ان نخصص دورة للتعبير عن النفس ونكتشف مواهب جديدة لا زالت بعيدة عن الاضواء.
غير التعليم،هل من نشاطات فنية تشارك فيها رانيا اليوم؟
انا عضو في فرقة منشر غسيل ،نقدم ستاند آب بالعربي ،وقد قمنا بعرضين احدهما في مونتريال والثاني في اوتاوا.
كما اني بصدد كتابة مسرحية جديدة ،اما عرضها فمرهون بالظروف المتأتية عن كورونا
كلمة أخيرة؟
اود أن أقول للاهل ان أولادنا يكبرون في بلاد الاغتراب بعيدا عن “التيتا وجدو “والاقارب،لذا علينا ان نحافظ على لغتنا الام فهي رمز التواصل مع ماضينا وماضي أهلنا ،لغتنا جميلة فليتعلمها جيل الشباب وعلينا نحن ان نساعدهم للحفاظ عليه.
كما أود ان اتوجه بالشكر لموقع الكلمة نيوز الذي يحرص على متابعة كل نشاطتنا كجاليات عربية منتشرة في كندا.
المصدر: الكلمة نيوز – كندا