الكاتبة المغتربة في كندا ريتا حبيب وقعت كتابها “اللؤلؤ الفريد” بحضور شخصيات رسمية وثقافية
الطائر – كندا:
وقّعت الكاتبة ريتا حبيب كتابها “اللؤلؤ الفريد” الصادر عن دار الحاج للطباعة والنشر، في قاعة Chateau Royal في لافال بحضور مطران الموارنة في كندا بول مروان تابت، المتقدّم في الكهنة الاب ميشال فواز، سفير العراق السابق جاسم مصاول، أعضاء بلديات، اعلاميون، أدباء، أكاديميون وحشد من ابناء الجالية اللبنانية والعربية ومحبي الادب والثقافة والشعر.
يقع الكتاب في 150 صفحة باللونين الابيض والاسود زيّنت غلافة حبة لؤلؤ فريد رسمتها أنامل ميشال قازان حاملة في مشهديتها أصدق التعبير عن مكنونات الكاتبة في كتابها، الذي ترجمته الى الفرنسية جاكلين جرجس بكل حرص على تضمين الروح المرادة من كل نص كما اهتمت الفنانة التشكيلية رندة حجازي بإضفاء جو خاص على القاعة برسومها الناطقة بالمشاعر الصادقة والمحملة بكل انواع الجمال والفنون الرائدة.
افتتح الأمسية الشاب الان مطران بعزف جميل على البيانو ثم كلمة ترحيب اختارتها الكاتبة على طريقتها الخاصة لتكون “على شكل خواطر واحلام لا تنتهي… كتابات تحفر في أذهاننا وتترك الاثر، فهذا الاصدار بلون مميز للشعر النثري الجميل، الكَلامُ الجَّميلُ كالسَّحابةِ المِدرَاء، “لتعود وبنفحة شعرية فضفاضة تأخذنا برقي مشاعرها الى هناك، “حيث اعتناق السكون وانتقاء الحروف والكلمات، الى حيث يليق بها التطويب الجميل في ما بين الشعراء” هي المرأة الشفافة لا بل المرهفة الاحساس.
“لبنان الحبيب” كان الحاضر الأبرز في الأمسية والذي خصّته بقصيدة متّعت فيها أذواق الحاضرين مرتين، مرة بادائها هي باللغة العربية واخرى باداء ميشيل قازان بالفرنسية.
أحيت الأمسية سفيرة المجلس الاعلى للطفولة الشابة كريستا ماريا ابو عقل التي اختارت من بستان السيدة فيروز باقة منوعة من الاغاني استطاعت من خلال صوتها الملائكي الجذاب ان تنقل الحضور الى ارض الوطن حيث الحنين والحب الحقيقي الدافئ مشكّلة مع الان مطران لوحة فسيفسائية فنية اضفت جوًا ناعمًا على الحفل.
ثم كانت قراءات من قصائد الكتاب اختارت منها الكاتبة “همس الكلام”، “المعطف”، و “عودة من جماد”، و “بيروت” اللتان اضافتهما الى البرنامج بناء على رغبة الجمهور لتعود وتسلّم المسرح للموهبة الواعدة كريستا ماريا التي خطفت الانفاس بعزفها وغنائها و Je t’aime للمغنية لارا فابيان.
وقبل أن تترك أنامل الشاب مطران تطرب الآذان والاذواق بعزفه المنفرد لمقطوعات موسيقية اختارها من وحي المناسبة اصرّت حبيب على لقاء آخر فيه من خمر الكلمات وارقّها عنوان لقصيدتها غدا نلتقي على أمل لقاء جديد وانتاج فني راق كمثل الذي قدم في هذه الامسية.
وفي الختام لا بد من تقديم الشكر لاستديو حلوم الذي واكب هذه الامسية بالتقاط اجمل الصور والفيديوهات مؤكدا مرة جديدة ان النفوس المليئة بالحب لا تقدم الا الحب.
غدًا نلتقي ..
رحلت الشَّمسُ تطواف،
وعلت أصداءُ الشَّوقِ صدحات
ترسمُ الآهات آهات ..
تهاوت أحاسيسي كالشَّلَّال،
مزيجًا من نزوحٍ وطَواف ..
عظامي اصطكَّت كالأسنان،
فخَرَجَت من برحاءِ الرُّوح تيهًا وضياعا ..
غدت مشاعري تماثيلا،
هدأت رعشة جسدي
وفقدت رُسُلُ السّماءِ كلَّ إنشاد ..
جلستُ ..
على رصيفِ الذّكرياتِ حائرة،
تهزُّني تساؤلاتٍ من تلالِها واقعة،
أسمعُ أوراقَ الشَّجرِ في تساقطِها تتألّم،
وطبولُ أغصانِها لهجرِها تندب ..
في ظلالِ الكؤوس،
نسيتُ صُدفةَ الاستيقاظ،
فَزَها عقلي من عَرَقِ القواريرِ نَسَّاء ..
لجأتُ إلى قهوتي أستفيق،
في فنجاني أقرأ الغدَ المرقاب،
علّني أسبقُ الزَّمنَ وأغيّرُ الإقرار ..
مللتُ تكرارَ المغيبِ في عباءةِ اللَّيلِ يضيع،
وأصواتُ النَّحيبِ في كنائسِ الحيّ نشيج ..
مللتُ غطاءَ الثّلج، وحالَ القمر ..
هلالٌ وبدرٌ ونصفُ قمر ..
أردتُ ..
أن أدفنَ اللّيلَ بنجومِه ..
وأمتلكُ السَّماء ..
أمحو أصداءَ تاريخي حقبة حقبة ..
أهتاجُ كالمروجِ عندما تطالُ سنابلُها الفناء ..
غدًا نلتقي، بعد طول انتظار ..
عيونٌ مليئةٌ بالحنين ..
قلوبٌ صارخة ..
ترتفعُ من ضبابيَّةِ هذا الكون إلى العلاء ..
غدًا نلتقي .. فالغدُ ” لؤلؤ فريد ” ..
على أمل أن يكون هناك ..
غد ..
المصدر: الكلمة نيوز – كندا