باسيل في مؤتمر الديبلوماسية الفاعلة في الارجنتين
الطائر – الارجنتين:
عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مكان إقامته في فندق “فور سيزون” في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس، مؤتمر الديبلوماسية الفاعلة الذي يجري للمرة الأولى في أميركا اللاتينية. وضم المؤتمر رؤساء البعثات الديبلوماسية في أميركا اللاتينية وتحديدا المكسيك، كولومبيا، كوبا، فنزويلا، البرازيل، تشيلي، أورغواي، باراغواي، كولومبيا، وقناصل فخريين من الإكوادور، هندوراس، بيليز، والبرازيل.
خلال الجلسة الإفتتاحية ألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: “نتعرف عليكم اليوم، كما على قارة لا نعرفها جيدا، بل نسمع عنها الكثير من اللبنانيين، لكننا نجهل مكامن القوة التي فيها، ونأتي لنستكشفها معا ونستفيد ونفيد لبنان” لافتا الى ان “الذين يعيشون في أميركا اللاتينية يدركون قضايا الجاليات اللبنانية هنا ومشاكلهم، ويتفاعلون معها بطريقة مختلفة. هذه القارة مهمة جدا بالنسبة لنا، لأن عدد اللبنانيين المقيمين فيها يوازي ثلاث مرات عدد اللبنانيين في لبنان. هم لبنانيون كاملو الأوصاف يعرفون لبنان ويدركون مشاكله، وكأن المطلوب التواصل معهم فقط، في حين أن الحقيقة ليست كذلك، فقسم كبير من المتحدرين من أصل لبناني في أميركا اللاتينية لا يتكلم اللغة العربية، ولا الانكليزية، ولهذا يصعب التواصل معه، إلا عبر العاطفة.
فاللبناني هنا يعبر عنها بعينيه ويديه ووجهه، ما يجعله يتعدى الحواجز الموجودة مثل عدم تكلمه لغته الأم، وهذا ما نستطيع أن “نرسمل” عليه، لأن لبنان هو بلد لا يستطيع المواجهة إقتصاديا، ومن هنا أهمية قوة العاطفة التي تربط اللبنانيين بعضهم ببعض، وهذا ما نتكل عليه في محاولتنا تقوية الانتشار في أميركا اللاتينية. هناك صعوبات لبنانية طبعا، لكن علينا كسرها، ومعرفة تقسيم جهودنا وعدم تشتيتها لتحقيق النتائج المرجوة“.
واردف باسيل: “إن موضوع التبادل التجاري بين لبنان وأميركا اللاتينية نوليه أهمية كبيرة خلال وجودنا هنا، فبحسب الأرقام نجد أنه خلال الخمس سنوات الأخيرة، إن معدل تصدير منتوجات من لبنان الى أميركا اللاتينية بلغ 14 ملايين دولار سنويا. فإذا كانت هذه القارة تضم 14 مليون لبناني والمنتوجات اللبنانية تتوجه اليهم فقط، فهذا يعني أن كل منهم يصرف دولارا واحدا سنويا على شراء المنتوجات اللبنانية. لدينا إمكانات كبيرة يجب الإستفادة منها لتحقيق أرقام أعلى. إذا افترضنا أن ثمة 600 مليون نسمة في هذه القارة، وان تفاعل اللبنانيين معهم جعلهم يقدرونهم ويحبونهم ويحترمونهم، فهذا يشكل “سوق لبنانيين” وسوقا أوسع من الأميركيين. فمن غير الطبيعي أن يكون حجم التصدير 14 مليون فقط سنويا. لقد وصل هذا الحجم الى 35 مليون دولار في العام الماضي، وهذا يعطينا حافزا أنه أمامنا عمل كبير في هذه القارة، على مستوى رؤساء البعثات الديبلوماسية“.
وتابع: “إن هذه هي التجربة الأولى التي نجريها في أميركا اللاتينية، وقد سبق وقمنا بمثيلتها في القارة الأفريقية من نحو أسبوعين أو ثلاثة، وقد صدرت عنها توصيات وكانت تجربة ناجحة لأنها أتاحت لنا لقاء السفراء هناك والإطلاع على مشاكل القارة. كما سبق وعقدنا مؤتمرا ل50 بعثة ديبلوماسية في العالم في بيروت“.
هذا وناقش المجتمعون في المؤتمر خلال الجلستين الصباحية والمسائية ثلاثة محاور: المحور الإغترابي، المالي، والإداري والتنظيمي، لعمل البعثات في أميركا اللاتينية بهدف سد الثغرات وإيجاد الحلول للمشاكل العالقة.
لقاء الجالية
وكان سفير لبنان في الأرجنتين أنطونيو عنداري قد أقام مأدبة عشاء على شرف الوزير باسيل في فندق “ألفيار” في بوينس أيريس التي وصلها في محطة أولى من ضمن جولته الرسمية على بعض دول أميركا اللاتينية. وقد شارك في العشاء عن الجانب اللبناني الوزير السابق فادي عبود، مستشارا الوزير باسيل أمل أبو زيد وابراهيم الملاح، وحضره وزير الصحة الأرجنتيني خوان منصور، نائب وزير الخارجية الأرجنتيني إدواردو زوين، النائبة في البرلمان الأرجنتيني سينتيا مجدلاني، النائب وعضو لجنة الصداقة اللبنانية – الأرجنتينية الدكتور هيكتور أوليفاريس، نائب حاكم ولاية سانتياغو دي ليستيرو خوسيه نادر، رئيسي جامعتين في الأرجنتين خوان طوبيا ودانيال خزامي، سفراء الدول العربية السعودية، الكويت، الإمارات، قطر، تونس، مصر، ليبيا، المغرب، الجزائر، فلسطين، سوريا، جامعة الدول العربية، وسفير روسيا، ولفيف من رجال الدين عن الطائفة المارونية المطران حبيب شامية، والأرثوذكسية سلوان موسي، والسريانية كريستوستوموس غسالي، عن الأرمن الكاثوليك فرتان بوغوسيان، وعن الأرمن الأرثوذكس كيساغ موراديان وعن الطائفة الشيعية الشيخ علي محسن، رئيس الجمعية الدرزية في الأرجنتين دانيال العطار، رئيس الغرفة التجارية الأرجنتينية – اللبنانية أنطونيو عرموني، رئيس النادي السوري – اللبناني أديب عطية والصحافي غندور ضاهر.
عنداري
ورحب السفير عنداري بالوزير باسيل الذي استهل زيارته الى الأرجنتين بلقاء الجالية اللبنانية، وألقى كلمة جاء فيها: “بين لبنان والأرجنتين وشائج وتاريخ وعرى. فالأول يجمع على مساحته الصغيرة أديانا ومذاهب تلتقي وتنمو وتتفاعل ضمن تجربة حضارية متميزة تبقى هي النموذج رغم المحن والمآسي. أما الثانية فهي مساحة شاسعة جامعة تجسد غنى الطبيعة والإنسانية، هي التي فتحت ذراعيها واحتضنت اللبنانيين المهاجرين حيث تستوي في نظامها الأديان على تنوعها. والأرجنتينيون اللبنانيون اتحدوا بها وابتنوا في كل زاوية من زوايا هذه البلاد لبنانا آخر“.
وأضاف: “واليوم هذا اللبنان الآخر، ونحن نستقبل الوزير باسيل الذي لا يهاون ولا يمارق فالانتشار يسري في دمه، وقد باتت مفاهيمه في قبضة عقله وتفاصيله في وعيه وقلبه. ففي لقاءاته مع الجاليات يؤكد على نقاط أساسية، أولها ضرورة الولاء والوفاء للبلد المضيف والتقيد بالأنظمة والقوانين ليكونوا قيمة مضافة في تقدم وازدهار بلدانهم الجديدة. لقد عمل الوزير باسيل في وقت قصير على تحديث وزارة الخارجية وحقق إنجازا كبيرا منذ توليه هذا المنصب، فهو لا يهدأ متنقلا حاملا رسالة وقضية لبنان، لكي تظل وزارته تعكس ضمير لبنان في الخارج“.
واردف: “هي المرة الأولى التي يعقد فيها اجتماع مماثل في هذه القارة، ووجود الوزير باسيل هنا اليوم للقاء المسؤولين الأرجنتينيين وتطوير العلاقات بين البلدين ولقاء الأرجنتينيين من أصل لبناني، وحضور اجتماع دول ال”ماركوسور” لفتح الأبواب أمام الصادرات اللبنانية وتشجيع التجارة بين لبنان وهذه البلدان، إلا متابعة بدأها معاليه عندما أطلق الديبلوماسية الفاعلة والطاقة الاغترابية شعارا وعملا“.
ودعا الى “العمل على وصل الإنتشار اللبناني مجددا بأرض الآباء والأجداد، فنجعل من كل سفارة جمهورية للمنتشرين على أرض سفارة لبنان“.
وشارك الوزير باسيل والوفد المرافق في قداس الأحد في كاتدرائية مار مارون في بوينيس أيريس، في حضور عدد من أبناء الجالية في الأرجنتين.
نقلاً عن الوكالة الوطنية للاعلام