الطائر – لبنان
تحت شعار “لنتواصل من جديد بأمل”، أقام صندوق دعم مرضى السرطان(CSF) في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت(AUBMC) ، بالتعاون مع مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون، حفلاً موسيقياً مفتوحاً أمام الجميع في 1 أذار في مركز حليم وعايدة دانيال الأكاديمي والعلاجي. أحيا عازف البيانو الروسي الشهير بوريس بيريزوفسكي الحفل، وقدم عرضه الموسيقي على بيانو “غني للأمل”، وعزف أجمل الألحان من أجل مرضى السرطان وأمام ضيوف الحفل.
لطالما شكّل الجمع بين الفن والطب، عنصر إضافي في الرحلة العلاجية لأي مريض، خصوصاً مرضى السرطان. ويجسد هذا العرض الموسيقي لعازف البيانو الروسي الشهير نوعاً جديداً من الدعم التعافي من خلال الموسيقى، وجعله جزءاً لا يتجزأ من رحلة شفاء المريض. ولقد تم تنظيم هذا الحفل، بهدف التخفيف من معاناة مرضى السرطان وصرف انتباههم عن أوجاعهم ومعاناتهم مع المرض.
ويتواجد بيانو “غني للأمل”، المقدم كهدية قيّمة من قبل السيد “سليم أبو سمرا” إلى صندوق دعم مرضى السرطان، داخل المدخل الرئيسي في مركز حليم وعايدة دانيال الأكاديمي والعلاجي في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. وصمم هذا البيانو الرسام التشكيلي “بيلي ذا أرتيست”، الذي منح وقته لتزيين البيانو برسوماته بالتعاون مع مؤسسة “غني للأمل” التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، وتتمحور مهمتها حول نشر الموسيقى والفن لمن هم في أمس الحاجة إليها والمتواجدين في مرافق الرعاية الصحية والمدارس. وبالإضافة إلى كون بيانو “غني للأمل”، تحفة فنية خاصة ومميزة جداً، فهو يحمل أيضاً تواقيع عدد من أيقونات الموسيقى العالميين البارزين مثل “أندريا بوتشيلـّي” و”بلاسيدو دومينغو” و”مونيكا يونس” و”كميل زامورا”، الأمر الذي يشكل دليلاً إضافياً على فرادة هذه القطعة الفنية.
وقال الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت: “في أصعب الأوقات وفي أحلك العصور، منحت الموسيقى للإنسان الإيمان بأن الأمل ممكن. ويهدف هذا الحفل الذي أقيم برعاية مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون إلى جانب الأداء الموسيقي المميز لعازف البيانو بوريس برزوفسكي، على التأكيد من أنه من خلال صندوق دعم مرضى السرطان والجامعة الأميركية في بيروت، سنواصل جهودنا لنحقق الإلهام والأمل والرعاية لمرضى السرطان لدينا الذين هم في أمس الحاجة لذلك”.
بدوره قال الدكتور علي طاهر: “انطلاقاً من موقعي كنائب الرئيس المشارك للتطوير والاتصالات ومدير معهد نايف باسيل للسرطان في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، والمؤسس المشارك لصندوق دعم مرضى السرطان، أعتقد بقوة أن الموسيقى ستتيح لجميع المرضى، وخصوصاً مرضى السرطان، إحياء التواصل مع الأجزاء السليمة في داخلهم، حتى تمكنهم من مواجهة حالتهم الصحية الصعبة”.
من جهتها قالت السيدة هلا الدحداح أبو جابر، رئيسة ومؤسسة صندوق دعم مرضى السرطان: “التفاؤل والأمل هما الأساس لتحقيق الإنجازات. نعم، المساعدات والتمويل تشهد انخفاضاً، لكن معنوياتنا عالية. كنا في السابق نقوم بتأمين 5٪ من فواتير المستشفى للمرضى، لكننا الآن بحاجة إلى تأمين 95٪ من هذه الفواتير. وعلى الرغم من كل التحديات، نحتفل اليوم بالحياة والأمل مع كل مريض من مرضانا”.
من جانبه قال الدكتور ريمون صوايا، عميد كلية الطب ونائب الرئيس للشؤون الطبية في الجامعة الأميركية في بيروت: “في ظل هذه الأوقات غير المسبوقة التي نعيشها، يتأثر مرضى السرطان في لبنان أكثر من باقي السكان. ويشكل انخفاض فرص العمل والقوة الشرائية وصعوبات التنقل، والأهم من ذلك الصعوبات التي يواجهونها للحصول على الأدوية اللازمة، جزءاً من العوامل الرئيسية المسؤولة عن معاناتهم. لذا فإن الوقوف مكتوفي الايدي وعدم القيام بأي خطوة للحد من ذلك، ليس خياراً مطروحاً أبداً”.
كما أكد السيد سليم أبو سمرة، وهو من المانحين والمتبرعين لصندوق دعم مرضى السرطان، بأن الأمل جزء لا يتجزأ من مكافحة السرطان، والموسيقى تعمل على تغذية الروح والعقل.
واختتمت السيدة لورا الخازن لحود، نائبة رئيس مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون بالقول: “اخترنا “لنتواصل من جديد بأمل ” كشعار للمهرجان، لأننا نتطلع إلى تحقيق التواصل من جديد مع عازف البيانو الشهير بوريس برزوفسكي وبالطبع مع صندوق دعم مرضى السرطان. ويسعدنا أن نمنح المزيد من الأمل للعديد من اللبنانيين. في الواقع، يمكن للموسيقى أن تشفي الجروح والآلام، التي لا يستطيع الطب الوصول إليها، فالموسيقى هي لغة الحب”.
يُعتبر صندوق دعم مرضى السرطان، مبادرة خيرية في معهد نايف باسيل للسرطان في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، وتتمثل إحدى ركائزه الرئيسية في توفير الدعم المالي والنفسي لمرضى السرطان البالغين الذين هم بحاجة ولعائلاتهم. ويواصل صندوق دعم مرضى السرطان في الوقوف إلى جانب مرضاه، وتقديم أحدث العلاجات المتاحة، على الرغم من الأوقات الصعبة التي يواجهها لبنان. وتؤكد هذه الجهود التي تُعيد الأمل وتنبض بالحياة، على رؤية الصندوق بأن يكون المرجع الوطني والإقليمي لعلاج مرضى السرطان البالغين ودعمهم. وحتى الآن، ساعد الصندوق 600 مريض بالإضافة الى إجراء أكثر من 2000 خدمات استشفائية.
نجح المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على مرّ السنوات، في الحفاظ على مكانته ودوره الرائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يسعى إلى تحسين وتعزيز خدمات الرعاية الصحية وتوفيرها للمجتمعات مع الحفاظ على الاحترام وكرامة الجميع. ويسعى المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت باستمرار، من خلال إقامة فعاليات مماثلة، إلى النهوض والإرتقاء بقطاع الرعاية الصحية ومساعدة المرضى الذين يواجهون تحديات اجتماعية ومالية تمنعهم من الوصول إلى حقهم في العلاج الجيد لإنقاذ حياتهم. وسيواصل المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، من خلال صندوق دعم مرضى السرطان في المساهمة في تحقيق سلامة مجتمعاتنا.