الطائر – كندا
كلارا ابو انطون سعد – هاليفكس
برعاية وحضور سعادة قنصل لبنان في هاليفكس – نوفا سكوشا المهندس وديع فارس وعقيلته السيّدة كاثي فارس، إستضافت مدينة هاليفكس “مهرجان الفيلم اللبنانيّ في كندا” بنسخته السادسة من الرابع وحتى الثامن من تشرين الثاني الحالي.
وشهد ليل الخامس من تشرين الثاني حفل الإفتتاح الذي إستُهلّ بحفل السجّادة الحمراء تخلّله عشاءٌ فاخرٌ بحضور مُمثلين عن الدولة الكنديّة، أعضاء السلك القنصلي المُعتمد في ولاية “نوفا سكوشا”، فعاليّات دينيّة، ممثلين عن بلديّة هاليفكس، جمعيّات مدنيّة، إجتماعيّة، ثقافيّة وتربويّة كنديّة ولبنانيّة، المخرجَين والمنتجَين سام لحّود وميشال كمّون الّلذان حضرا خصّيصًا للمناسبة من لبنان، مؤسِّسة المهرجان هايلوف حدشيتي وحشدٍ كبير من أبناء الجالية اللبنانيّة ومحبّي السينما.
ثمّ إنتقل الجميع الى صالة المسرح حيث تمّ عرض فيلمٍ قصيرٍ يَعرض جمال لبنان من السماء للمخرج كارلوس هيدموس، ورحّبت بعده الإعلاميّة كلارا ابو انطون سعد بالحضور، فقالت (ما تَرجمَتُهُ):” لطالما عُرف عن الشعب اللبناني سليل الفينيقيين، أنّه يتمتع بروحِ طائر الفينيق الأسطوريّ الخالد، ولطالما وُضعت هذه المقولة تحت الإختبار منذ فجر التاريخ. نجتمع هذه الليلة، فعاليّات رسميّة، ممثلون، مخرجون وعشّاق السينما ليس فقط للإحتفال بالفيلم اللبناني، لكن أيضًا للتأكيد على صمود اللبنانييّن من مُقيمين ومُغتربين. صحيحٌ أنّ بلادنا تمرّ حاليّا بفترة عصيبة، لكننا سنصمد وسنُبعث من الرماد من جديد كطائرالفينيق وذلك بفضلِ كل شخص حاضرٍ هنا الليّلة وأمثالكم أينما حلّوا. فأهلا وسهلا بكم في النسخة السادسة من “مهرجان الفيلم اللبنانيّ في كندا”.
القنصل فارس
وألقى القنصل فارس كلمة جاء فيها: “بالفعل يأتي هذا الحفل في ظلّ وضعٍ عصيبٍ يمرّ به لبنان، لكننا في بلاد الإغتراب نحمل مسؤوليّة رفع إسم وطننا عاليًا من خلال الإحتفال بالإنجازات الثقافيّة وبالطاقات الموجودة لدينا على غرار فريق “ميّاس” الذي أبكى اللّبنانيين دموع الفرح. وسنقول للعالم أجمع أنّ لبناننا باقٍ وسيظّل قلبه ينبض على الدوام، فلبناننا لا يموت”. وختم متمنّيا النجاح لفيلم Memory Box”” الذي قُدّم عن لبنان في حفل جوائز Academy Awards””.
وألقت مؤسّسة “مهرجان الفيلم اللبنانيّ في كندا” السيّدة هايلوف حدشيتي كلمة ذكّرت فيها: “نحتفل منذ ستّ سنوات بهذا المهرجان الذي يهدف الى بناء جسر عبور بين بلدين عزيزين”. وشكرت القنصل فارس على دعمه الدائم وإيمانه بالمهرجان، مهنئة إيّاه على وسام الإستحقاق اللبناني الذي ناله مؤخرًا. كما أعلنت التعاون هذا العام مع الـ”Alliance Francaise” الذي يهدف الى تعزيز التبادل الثقافيّ والإسهام في تنمية التنوع الثقافي واللغويّ في البلدان الفرنكوفونيّة بخاصة داخل بلديّة هاليفكس. كما شكرت حدشيتي المجتمع الفرنسيّ في جامعة “Dalhousie ” على التعاون، وأثنت على دور الراعين الرسميّين للمهرجان والشركاء والمتطوّعين.
ومن ناحيته، شكر ضيف الشرف المُخرج والمُنتج ميشال كمّون فريق العمل الذي ساهم في نجاح المِهرجان في المقاطعات الكنديّة الخمس التي تنقل فيها، متمنيًا دوام الإستمرار للمهرجان اللّبناني في كندا.
وكان للمخرج والمنتج سام لحّود كلمة أكّد من خلالها على إصرار الشباب اللّبناني على الصمود وعدم الإستسلام رغم كلّ الظروف. وأضاف:”الدور الذي نلعبه في بلاد الإنتشار هو أن نكون سندًا لأهلنا في لبنان عند وقوع كلّ أزمة. فنحن نحاول من خلال السينما أن نخلق صلة وصلٍ بين المغتربين، بخاصة الشباب منهم، ووطنهم الأمّ من خلال الأفلام التي تعرّفهم على جذورهم كما تُعرّف مُختلف البلدان على عاداتنا وتقاليدنا”.
وختمت ابو أنطون سعد الحفل قائلة:” في كلّ عام يجمعنا المهرجان اللّبناني “A Mari Usque Ad Mare”أي “من محيط الى آخر”، كما في شعار دولة كندا. وهذا العام، إنضمّ البحر المتوسّط إلى المحيط الهادئ والأطلسيّ والمحيط المتجمد الشمالي بفضل كرم القيّمين على مدينة هاليفكس الجميلة. فمن “بلاد الأرز” إلى “ملعب المحيط الكنديّ” “Canada’s Ocean Playground” (أي مقاطعة نوفا سكوشا) شكراً جزيلاً لكم على حسن الضيافة”.
ثمّ عُرض فيلم “Memory Box” للمخرجَين جوّانا حجّي توما وخليل جريج، تلاه نقاش حول الفيلم مع المخرج لحّود.
جولة المهرجان
وكان المهرجان قد إبتدأ ليل 4 تشرين الثاني بعرضٍ لأفلام قصيرة من إنتاج مُخرجيْن لبنانيّين متواجدين في لبنان او كندا، تمّ إنتقاؤها من بين مجموعة كبيرة لكي تُعرض ضمن المهرجان في جامعة “Dalhousie ” بالتعاون مع الـ”Alliance Francaise” و ” Dalhousie French Society”، تلاها نقاشٌ مع المخرج ميشال كمّون وسط حضورٍ حاشد.
وإستُكمل نشاط المهرجان في الأيام التي تلت حيث عُرض فيلميّ “The Prophet” للمخرج رودجر آليرز ومن إنتاج الممثلة اللبنانيّة العالميّة سلمى حايك، وفيلم “Beirut Hold’em” للمخرج ميشال كمّون ليل 6 تشرين، وفيلم “Morine” للمخرج طوني فرجالله ليل 7 تشرين الثاني.
ويُذكر أنّ حفل الإفتتاح في هاليفكس كانت قد سبقته سلسلة عروض أوّليّة تضمّنت حفلات إفتتاح وسجّادة حمراء إضافة الى ورش عمل في كلّ من مدن: مونتريال، أوتاوا، فانكوفر وتورونتو.
بذلك يكون مهرجان الفيلم الّلبناني في كندا يَجذب المزيد من الفعاليّات في كلّ عام، كما يَجمع منذ تأسيسه في العام 2017، صانعي الأفلام والموزّعين والممثلين والنّقاد ومحبّي الفنّ السابع حول توحيد المغتربين اللّبنانيّين ومساعدة السينما اللبنانية في نهضتِها.