الطائر – بيروت:
نظّمت كلية الموسيقى في جامعة الرّوح القدس – الكسليك حفلها الميلادي السنوي تحت عنوان أوراتوريو “ألله معنا”، أحيته جوقة الجامعة بإدارة الأب يوسف طنوس عميد كليّة الموسيقى، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، بحضور رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنّوس نعمة، رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ، وممثّل قائد الجيش العميد جوزف البدوي، بالإضافة إلى حشد من الفعاليّات السياسيّة، والدبلوماسيّة، والقنصليّة، والنقابيّة، والثقافيّة، والفنيّة، والإجتماعيّة، والإعلاميّة، وأعضاء مجلس الجامعة وعدد من الأساتذة والموظفين والطلاب.
وقد تميز الحفل هذا العام بعمل إنشادي ضخم وهو أوراتوريو “ألله معنا”، الذي يروي بالشعر واللحن ميلاد الرب يسوع، حسب السّنة الطقسيّة، من تجديد البيعة وتقديسها، إلى بشارة زكريا، إلى بشارة العذراء، إلى زيارة العذراء لنسيبتها أليصابات، إلى مولد يوحنا المعمدان، إلى البيان ليوسف، إلى نسبة يسوع، إلى ميلاد الرب يسوع بالجسد. ومن ثمّ يعرض قراءة آنية لحدث الميلاد وكيفيّة عيشنا له.
كتب أشعار هذا العمل الأب يوحنا الخوند في قصائد طويلة منفصلة على أوزان سريانيّة وفولكلوريّة لبنانيّة. وأعاد كتابتها في إطار موحّد، بأسلوب حواري بناء لطلب الملحّن الأب يوسف طنوس، الذي قام بتلحين هذا العمل بأسلوب موسيقي إنشادي مشرقي الطابع. إنّ التنوّع الموسيقي والإيقاعي والأدائي الذي ينهل من التراثين الماروني السرياني واللبناني، يرافق تطوّر الإيمان والوقائع التاريخيّة لحدث ميلاد الرب يسوع، ويظهر ديناميّتهما في أسلوب إنشادي مسرحي. وقد قام بالتوزيع الأوركسترالي الدكتور إدوار طوريكيان، رئيس قسم التأليف الموسيقي في الجامعة.
وقد ألقى نائب مدير الجامعة للبحوث الأب يوحنا عقيقي في مستهل الحفل كلمة اعتبر فيها أنّ “أللّه معنا”، هي أجمل بشرى حملتها السماء للأرض وللبشريّة جمعاء. “أللّه معنا”، مصدر فرح كلّ إنسان مؤمن بيسوع المسيح المخلّص ورجاؤه وعزاؤه. فالله الذي خلق الإنسان، على صورته ومثاله، أعطاه قيمة مضافة إذ دعاه إلى الإيمان به والعيش معه، فأرسل ابنه الوحيد، متّخذًا الطبيعة البشريّة، لكي يخلّصه من الخطيئة، ومن الأنانيّة، والضعف، والضياع، ويحرّره من قيود المادّة، ويمهّد له طريق السماء. فالإنسان مدعوّ إذًا للترقّي والتّوق للعيش مع اللّه ملبّيًا دعوة العليّ ومحققًا ذاته في القداسة”.
وفي الختام، إستذكر الأب عقيقي “جميع ضحايا الحروب والإرهاب، بخاصّة في منطقتنا السريانيّة والعربيّة، ونذكر كلّ المهجّرين والمشرّدين والمخطوفين دون أن ننسى المطرانين، يوحنا ابرهيم وبولس يازجي وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، المحرومين هم وأهلُهم من بهجة عيد الميلاد، آملين من الرّب يسوع أن يُـحِلّ سلامه في كلّ القلوب والدول، ويحمل ميلاده الفرح والأمل للناس أجمعين”.
ثم اعتلت المسرح الجوقة المؤلفة من أساتذة وطلّاب في كليّة الموسيقى ومن موسيقى الجيش اللبناني، بقيادة الأب طنوس، مقدّمة أوراتوريو “ألله معنا” على مدى ساعتين، فأضفت جوّاً من الخشوع على الحاضرين، تهيئة لعيد ميلاد الفادي. وقد أدى الأدوار المنفردة كل من شيرين برجي بدور أليصابات، رفيق خويري بدور زكريا، سلام جحا بدور الملاك، مارسيل بدوي بدور الراوي، حنا الغصين بدور الجار، كلير خوري بدور مريم، دافيد صعب بدور يوسف، وأ. جوزيف محفوض بدور متى.