المغترب في كندا روبير خاطر إبن البقاع قدوة استثنائية في عالم الوظائف الريادية
الطائر – كندا
ترك بلاده بحثًا عن آفاق جديدة تحتضن أحلامه وأمانيه ومستقبل أطفاله المجهول قسرًا في بلاده الأم، وها هنا أطلق العنان لطموحه بالتقدم والتطور مرة من باب إثبات القدرات الذاتية لمهاجر أبى الإستسلام لبراثن وجع الغربة والحنين والأشواق وأخرى انتقامًا لديمومة البقاء وحب الحياة والتمتع بأدبياتها. هو روبير خاطر، ابن البقاع الأغرّ الحامل من بلدته شتورة ثقافة القوة في مواجهة التحديات.
في جعبته نواة أحلام كثيرة، وفي أفكاره تصاميم مشاريع علّ في إحداها يكمن الخلاص من وهم فقر أو شبح حاجة في بلاد حمل اليها ما يكفيه أشهر معدودة من مصاريف بيتية متوقعة، فراح يفكّر وراح يفتّش والسؤال الملك في رأسه اين وكيف ستكون البداية؟
حماس وأفكار للتطوير كما إصرار واضح للإنضمام الى فريق عمل “أدونيس” وضعها خاطر على طاولة النقاش، في المقابل تأنٍّ مدروس ومنطقي من قبل أحد أرباب العمل في ظل ملف شخصي لطالب العمل يحوي شهادات وخبرات تفوق الوظيفة المقترحة، لكن أمام المنطق القائل “التجربة خير برهان” سقطت كل التأويلات وبدأت مجازفة جديدة مع مغامر رحّب وبكل سرور بعمل متواضع Commis Comptable في الشركة الرائدة ليعود ويصبح أحد المشاركين، من ضمن فريق عملها الفعّال، في إنجاحها وتعدّد فروعها التي وصلت الى الخمسة عشرة فرعًا في العديد من المناطق والمقاطعات الكندية.
الصفر هو الرقم الذي أراد الإنطلاق منه روبير خاطر وبكل شجاعة، فَجَبْر خاطر الموظف النشيط لم يكن وليد اللحظة، فهو محصّن بشهادة علوم المحاسبة المصرفية من جامعة اليسوعية في لبنان كما من عمله في الحقل عينه قبل الإنتقال الى كندا وتحصيل شهادة اختصاص في ادارة المؤسسات من جامعة مونتريال HEC de Montreal، وما وظيفة مدخّل حسابات إلّا الخطوة الاولى في سلم الحياة الجديدة التي ساهمت بتأمين الرضى النفسي لمهاجر يعلم علم اليقين تداعيات الهجرة ومشاكلها والتي من اولوياتها التخلّي عن الماضي بكل نجاحاته والتصميم الممنهج للنجاح في احضان بلاد تعطي الكثير ولا تبخل بأي زوادة.
وللنجاح مفاتيح…. وألوان
أسبوعان من العمل كانا كافيان لإثبات جدارته واستحقاقه فرصة تليق بطموحه الكبير، وما هي إلّا أيام حتى بدأ الحظ يضحك له ولاجتهاده، والى الفرع الأم في منطقة Sauvé كانت الوجهة ومنها الى Des Sources للعمل كمسؤول في قسم المحاسبة اثر غياب المسؤولة لدواع صحية، وهنا بدأ العد العكسي لتحقيق أمانيه بالتوسع بقرار واضح من مالكي “أدونيس” الذين أعربوا له مدى تمسكهم به وبجرأته على المغامرة وتحقيق المكاسب.
[اشترك في قناة «الطائر» على يوتيوب]
نقطة الإنطلاق كانت بدراسة السوق أولًا ومن ثم دراسة المنطقة والحاجات ومن خلالهما بدأت سلسلة معارف وتفاصيل التطور العملي في قائمة خاطر تتوسع مؤكدًا مقولة المثل الشائع “الحاجة أم الاختراع”، فالتعرّف على المعدّات المطلوبة لكل قسم حاجة ضرورية، اختيار وتوزيع المهام على الموظفين أيضًا وأيضًا حاجة، أما الأسواق المتاحة للشراء ودراسة أسعار المواد على تنوعها كما الكلفة المفروضة على نوعيتها مع المتطلبات اللوجستية المطلوبة لافتتاح كل فرع لم تكن بالحاجة العادية إنّما أولوية الأولوية، وبتفرّده بالسؤال وتميّزه بالإجابة استطاع خاطر الشاطر أن يؤسس لكتالوغ مهني يُبنى عليه في المستقبل ما لفت أنظار أرباب العمل الى نباهته وكانت المكافأة بافتتاح قسم جديد سلموه إدارته ليصبح وبكل جدارة المدير التطويري لشركة أدونيس Directeur du Développement du Groupe Adonis.
فروع وصلت الى الخمسة عشرة موزعة في العديد من المناطق والمقاطعات هي حصيلة إصرار ذاك الجندي المجهول المعروف بروبير خاطر والذي استطاع بحكمته واجتهاده ان يؤكد ليس لنفسه فقط إنّما لكل منتشر ومقيم ان البصمات الإستثنائية لأي مشروع ناجح لا صلة لها لا برأس مال سقفه مفتوح ولا بتأسيس كبريات الشركات والمؤسسات إنّما بالإجتهاد والصبر والإيمان بالذات، هو المؤمن ان وراء نجاح كل مؤسسة عريقة موظف متفان لولا قدسيته لعمله وتفانيه في خدمته لما كانت هناك شركات ولما كان هناك أرباب يُحسب لنجاحات مؤسساتهم ألف وألف حساب.
لـ “Adonis” شريك من خارج نطاق عائلة شعيب -غريّب المعروفة بذكائها وخبرتها في السوق، ولـ “Metro” امتداد واضح في مناطق متعددة على الأراضي الكندية، ولمّا كان الرابط فيما بينهما موادًا وسلعًا استهلاكية تلبّي حاجات الجاليات الأجنبية عمومًا والعربية خصوصًا كما الكندية بامتياز، كان لا بد لروبير المسؤول الإداري في الشركة ان يلعب دوراً مهماً فيما بين المَعْلَمين، هو الذي يتقن جيدًا فن وأصول لعبة تدوير الزوايا، الامر الذي فرض الثقة العالية به من قبل مترو.
وها هو اليوم يتربع الموظف المثالي روبير خاطر، على قائمة الموظفين الأكفّاء حيث بات يتولى العمل في مجال التطوير والإنتاج وإدارة المواصلات في الشركة التي باتت اليوم تحت ادارة مترو.
لا ونعم والتخطيط ثالثهما
لا يفكر خاطر في تغيير وجهته العملية أقلّه على المدى المنظور، فهو على ثقة تامة بأن أحلامه ومشاريعه المستقبلية لتطوير الشركة الأحب الى قلبه ستبقى مشرّعة أبوابها أمام عناده وتحدّيه، وبالتالي فإن العمل مع أرباب هم قدوة في النجاح لهو استقرار لا يضاهيه أي تفكير بالتغيير أو حتى الإنتقال.
مؤمن هو روبير بما سيحقّقه من إنتاجات كما هو موقن بفرص جديدة واستثنائية ستقدمها الحياة له، فالطيران بعناية موثوقة في ما بين أغصانها الغضّة هو الذي أفضى به الى التحليق المدعوم بالإجتهاد والمثابرة في عالم الموظفين الإستثنائيين، وبالتالي فقد بات لزامًا عليه، وبإحساس منه بالمسؤولية تجاه مؤسسته، أن يقدم ويتفاعل، هذه المؤسسة التي استطاع من خلالها وبكل فخر، أن يرسم لنفسه إطارًا متميّزًا في عالم الوظائف لا يضاهيه فيه اصحاب الشركات.
المصدر: الكلمة نيوز – كندا