افتتاح نشاطات اكاديمية وبحثية في المعهد العالي للدكتوراة في الآداب والعلوم
بمحاضرة عن "التحولات الجيوبوليتكية المعاصرة عالميا"
الطائر – لبنان:
افتتح عميد المعهد العالي للدكتوراة في الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية البروفسور محمد محسن سلسة نشاطات اكاديمية وبحثية، نظمتها الفرقة البحثية للغة الفرنسية وآدابها ضمن برنامجها السنوي للعام 2023، استهلها بكلمة افتتاحية عن محاضرة بعنوان: “التحولات الجيوبوليتكية المعاصرة على الصعيد العالمي” ألقتها المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان، في حضور طلاب المعهد في فروعه كافة وعدد من الأساتذة من مختلف الجامعات.
مولود
وتحدثت رئيسة الفرقة البحثية للغة الفرنسية البروفسورة ريما مولود عن “اهمية الموضوع الجيوبوليتيكي في ظلّ التحولات الاجتماعية والاقتصادية والتغيرّات المناخية التي نشهدها حاليا”، معتبرة ان “جوهر الطروحات السياسية والاستراتيجية يرتكز على قاعدة وحدة المعرفة الابستمولوجية بمناهجها وأدواتها العلمية والانسانية”.
كيوان
بداية استهلت الدكتورة كيوان محاضرتها بالتعريف بالمصطلحات والمفاهيم بتفسيراتها وتأويلاتها، موضحة “معنى التحولات وخصوصا الجيوسياسية وانعكاساتها على العلوم الانسانية والاجتماعية”، مستندة في ذلك الى “منهج التفكيك المعتمد كمنهجية جديدة للعمل العلمي بناء على البداهة اليقينية كانطلاقة تأسيسية في المنهج الجديد”، موجهة الطلاب والاساتذة والباحثين الى “قراءة التقرير السنوي الصادر عن conseil mondial sur l état des sciences humaines عن احوال العالم على المستوى الاستراتيجي لما له من اهمية، فهو يطلعنا على مجريات العالم والتحولات والتحديات”.
[اشترك في قناة «الطائر» على يوتيوب]
وإذ دعت كيوان الى “التحرر من النمطية”، ذكرت بـ”المؤتمر العالمي الأول الذي عُقد في لياج liège بلجيكا في العام 2016″، وشددت على “حاجة العلوم بكل أشكالها وأنواعها للعلوم الانسانية، سيّما وان التداخل في ما بينها interdisciplinarité يشكل الركيزة الجوهرية والاساسية لبناء معرفة يقينية عمادها العلم والقيم الاخلاقية والثقافية لخلق مستقبل افضل للانسان والانسانية”، مستندة في ذلك الى براهين وأمثلة “مستقاة من تفكيك الفكر النمطي الذي يظهر محدودية تطور قدرة المرأة وتمكينها”، مشيرة الى “علوم الطبيعيات في البيولوجيا ودوره في الوصول بالانسانية الى تنمية الشبكات في الخبرة والممارسات وهي سمة مشتركة بين دماغ المرأة والرجل”.
ورأت ان “المجتمعات المعاصرة اليوم في حالة طفرات وتحولات من الأحادية القطبية التي لم تستمر طويلاً لتتبعها الثنائية (الروسية -الصينية) ثم الأحادية مرة ثانية، فالقطبية هذا التأرجح في الطفرات والتحولات والتبدلات فرض بداية الغاء الحدود بين الدول ولكن واقعا وفعليا، ومع وجود اللاجئين تنبهت الدول الى حدودها فأعيد ترسيم الحدود بين الدول”.
وشددت على ان “التعددية الثقافية بين العلوم الانسانية والاجتماعية، محاولة الغاء الحدود التي تؤطر كل علم وتجعله منغلقا على ذاته، بل المطلوب اليوم في الواقع المعاصر فتح العلوم والثقافات والمسارات على بعضها البعض خدمة للانسان والانسانية”.
مولود
وختاما، شكرت البروفسورة مولود الحضور الذي اتسم بكثافته حيث بلغ العدد فوق المئة، وأثنت على “هذه الورقة البحثية للدكتورة كيوان والمتسمة بموسوعيتها وشموليتها وغناها المعرفي الابستمولوجي وبطروحاتها المبدعة والخلاقة التي تفتح الآفاق لمشاريع بحثية مستقبلية. عشتم وعاشت الجامعة اللبنانية بوابة الخلق والابداع والى لقاءات مقبلة”.