الاميرة ديالا ارسلان تلحوق: “مكتبتي” نموذج فريد من نوعه لتشجيع أبناء المغتربين اللبنانيين على القراءة
خاص الطائر – مهى كنعان
درست العلوم السياسية وهي من عائلة سياسية اباً عن جد، لكن عن طريق الصدفة دخلت عالم الاطفال وادبه بعدما وقع في يدها كتاب عن النمل والنحل فقررت خوض التجربة وإعداد جيل مثقف وواع. نسألها لماذا لم تدخلي عالم السياسة، تجيبنا بكل عفوية، انا امارسها من خلال كتبي فهي من وحي الواقع اللبناني ومن خلالها اعلم الاطفال الديمقراطية التي نحتاجها في بلدنا لبنان… انها الاميرة ديالا ارسلان تلحوق الكاتبة وصاحبة مشروع مكتبتي…
صَدَق من قال “إنّ الحاجة ام الاختراع”، ففي ظل انعدام الاقبال على القراءة من قبل الاطفال، وفي عالم كثرت فيه الوسائل والالعاب الالكترونية وحل الفايسبوك والواتساب مكان الكتاب كان لا بد من ايجاد وسيلة سهلة لايصال الكتاب لمتناول الأيدي من دون العناء والذهاب الى المكتبة للبحث عنه او عن القصة او الرواية المناسبة لابنائنا وخاصة المغتربين منهم، حيث يعانون في اماكن تواجدهم واغترابهم من صعوبة الحصول على الكتاب المناسب والقيّم.
الاميرة ديالا ارسلان تلحوق وجدت الحل عبر “مكتبتي”، ففي حديث خاص لموقع “الطائر” أطلعتنا الاميرة الكاتبة ارسلان تلحوق عن نشأة “مكتبتي” والخدمات التي تقدّمها.
ولادة مكتبتي
بدأت الاميرة الكاتبة حديثها قائلة: “في أواخر العام 2013 ولدت “مكتبتي” بعدما رأيت حاجة أهالي المغتربين لذلك، والصعوبة التي يعانون منها لإيجاد كتب باللغة العربية، فالكتب الموجودة في السوق إمّا لا تناسب أعمارهم او انها من النوع الذي يبغي الربح السريع، إضافة الى ان طريقة عرضها في المكتبات خارج لبنان غير منظمة، لذا قررت انشاء “مكتبتي” بالتعاون مع بذور للنشر والتوزيع، لصاحبتها زينة الجابري. وان اكون Book Consultant من خلال تواصل الاهل مباشرة معي وابلاغي عن الكتاب الذي يريدون وانا اهتم بايصاله لهم عبر البريد”.
“مكتبتي” في خدمة الجميع
وفي سؤالها عن كيفية التواصل معها وكيف للأهل أن يعرفوا ما هي أنواع الكتب التي تتضمنها “مكتبتي” قالت الاميرة ديالا: لدى مكتبتي اربعة انواع من الاشتراكات المخصصة للاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الاربع سنوات ولغاية 12 سنة، وعلى الاهل الاختيار ومراسلتي عبر البريد الالكتروني بنوع الاشتراك الذي يرغبون فيه مع إبلاغي بعمر الطفل ووضعه الدراسي، أمّا الاشتراكات المتوفرة فهي: ثلاثة كتب سنوياً او خمسة او ثمانية او 12، وانا بدوري ارسل لهم قائمة بالكتب التي تناسب عمره، علماً أن “مكتبتي” لا تضم اكثر من 200 كتاب وهي من اهم الكتب في جميع المجالات وباللغة العربية، اذ تم انتقاؤها بكل دقة لتناسب كل الاعمار، بعدها نعمل على ارسالها بالبريد وخدمة التوصيل داخل دولة الامارات مجانية نظراً لاقامتي فيها، اما خارج الامارات فالتكلفة تكون على عاتق الاهل.
وعن الاقبال على “مكتبتي” قالت الاميرة: ان الاقبال جيد جداً من قبل اللبنانيين والاماراتيين ايضاً، كذلك من قبل الهنود الذين يقيمون في الامارات والذين يدرسون اللغة العربية في مدارسها، واشارت الى ان من طلب العام المنصرم ثلاثة كتب، هذا العام طلب خمسة كتب وهكذا دواليك، واكدت ان مستوى القراءة لدى الاطفال والاولاد الذين تتراوح اعمارهم بين الاربع سنوات والـ12 سنة تحسن وارتفع، والاهل سعداء جداً بهذه الخطوة الايجابية.
“مكتبتي” تطلق خدماتها للمغتربين اللبنانيين
وأضافت قائلة: اليوم نعمل على اطلاق هذه الخدمة للمغتربين اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم بالتعاون مع موقع “الطائر” ومديرته الصحافية مهى كنعان، وذلك من أجل تشجيع الطفل اللبناني على قراءة القصص العربية ما يساهم في المحافظة على لغته الام. وتمنت الاميرة على الاهل تشجيع ابنائهم اكثر على القراءة وحثهم على ذلك خاصة ان الامر بات سهلاً ولم يعد هناك اي معوقات من جهة ايصال الكتب او البحث عن الكتاب المناسب.
اللغة العربية اولاً
وقالت الاميرة إن الهدف من مكتبتي هو تسليط الضوء على الكتّاب العرب والقصة العربية لذا لا نضع في “مكتبتي” كتباً معربة بالرغم من أهميتها. أمّا ابرز كتاب مكتبتي هم: الاميرة ديالا ارسلان تلحوق، فاطمة شرف الدين، عبير بلان، رانيا زبيب، سحر محفوظ، نبيهة محيدلي، نائلة عجة، وسناء حركة، وجميعهن متميزات بأسلوبهن وفي كتاباتهن وقصصهن ومعالجتهن للامور الحياتية بطريقة مسلية من دون مواعظ…
ادب الطفل الاكثر صعوبة
وفي سؤالها عن مدى الصعوبة في كتابة قصص الاطفال أجابت الاميرة ديالا ارسلان تلحوق، ان الامر ليس بالسهل ابداً، شارحة ذلك في أن اول قصة قامت بكتابتها فقد عرضتها على استاذ للغة العربية وعلى ناقد لغة عربية وعلى مختصة نفسية وتم عرضها ايضاً على اطفال، فناقد اللغة العربية وجد الكثير من العبارات والكلمات الصعبة وقام بتغييرها مشيرا الى ان اذا الطفل وجد خمس كلمات صعبة في صفحة واحدة فانه سيمل منها حتما وسيتركها، اما المختصة النفسية فقد علمتني كيفية الدخول الى نفسية الطفل من دون مضايقته، لذا انا انصح اي دار نشر او اي كاتب بعرض ما سينشر مسبقاً على ناقد لغة عربية وعلى مختصة نفسية.
الاميرة ديالا الكاتبة
اما الكتب التي كتبتها الاميرة ديالا فهي: “حكاية ملكة”، وهي عبارة عن مغامرات في قفير النحل الذي اقام انقلاباً على الملكة التي لم تعامل رعيتها بشكل جيد فتمت اقالتها من الحكم، وفي هذه القصة يتعلم الطفل الديمقراطية والنظام الذي نحتاجه كثيرا في لبنان وهي من وحي الواقع اللبناني.
القصة الثانية هي “يوميات نملة”، ومنها يتعلم الاولاد اهمية النمل في الحياة واهمية كل الحشرات وضرورة وجودها في الطبيعة وفي حياة الانسان.
أمّا القصة الثالثة فهي “مغامرات عزيز” الذي لا يرضى إلا أنّ يتعلم من كيسه ولا يسمع كلام اهله ويقع في العديد من الورطات والمشاكل نتيجة مشاكسته. ومن خلال “يوميات عزيز” أعمل على مساعدة الاهل في تربية ابنائهم. اضافة الى قصص اخرى مثل سوبرمان وراعي البقر ومقلب معكوس.. واشارت الاميرة ديالا الى انها تعمل حالياً على كتابة “حكاية ملكة” باللغة الانكليزية لكن مع إحداث الكثير من التغييرات عن النسخة العربية. وأضافت الاميرة ديالا قائلة انها استمرت في كتابة “حكاية ملكة” و”يوميات نملة” حوالي الخمسة اشهر خاصة انها تعمقت في الاطلاع على حياة النمل والنحل من اجل تقديم معلومات دقيقة وصحيحة للاطفال.
لمن يرغب بالاشتراك مع “مكتبتي” الرجاء مراسلتنا على العناوين التالية: