وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعاتها للطلب على النفط وتحذر من اضطراب الامدادات من الشرق الأوسط واسعار تستمر في التراجع
الطائر – الإمارات:
تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
تعود أسعار النفط الخام للتراجع الطفيف وذلك في استمرار للتيار الجانبي لها. حيث تراجع خام نفط برنت بنسبة 0.15% وتراجع خام نفط WTI بحوالي 0.7% أيضاً.
جاءت تراجعات أسعار النفط على الرغم من رفع هيئة الطاقة الدولية لتوقعاتها للطلب على النفط هذا العام، إلا أنه ما يبدو استمرار القلق حول الطلب من الصين قد أعاق أسعار الخام من الارتفاع.
شهدنا اليوم تقرير شهر يناير الصادر عن هيئة الطاقة الدول (IEA)، والذي كان أبرز ما فيه هو رفع توقعات الهيئة للطلب على النفط في العام 2024 إلى 1.2 مليون برميل يومياً من 1.1 مليوناً في التوقعات السابقة.
في حين أن هذا الرقم يعادل النصف تقريباً مما كان عليه في العام الفائت، وهو الذي شهد الربع الرابع فيه تقلص الطلب بمقدار 1.7 مليون برميلاً يومياً مقارنة مع الربع نفسه من العام الذي سبقه.
فيما أشارت الهيئة إلى أن التراجع في الطلب على النفط هذا العام سيكون بضغط النمو الضعيف للاقتصادات الكبرى، علاوة على استكمال التعافي من وباء COVID-19 والمزيد من التحول نحو السيارات الكهربائية. في حين أكد التقرير على أن الصين ستقود نمو الطلب على النفط هذا العام وذلك مع التوسع في قطاع البتروكيماويات.
على جانب العرض، تتوقع الهيئة أن ينمو المعروض من النفط الخام بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً وبذلك سيصل إلى مستوى قياسي جديد عند 103 مليون برميل يومياً. فيما أشار التقرير إلى أن الدول من خارج منظمة الدول المصدر للنفط وروسيا (OPEC+) هي التي ستقود نمو المعروض هذا العام، ذلك أن يتوقع أن تحافظ الأخيرة على الخفض الطوعي لإنتاجها من النفط. في حين تتوقع الهيئة أيضاً تراجع المعروض هذا الشهر بسبب الأحوال الجوية في الولايات المتحدة وكندا بما يؤثر على عمليات توريد النفط.ك
كما أظهر التقرير أيضاً مخاوف الهيئة حول الاضطرابات المحتملة لإمدادات النفط جراء التفاقم المحتمل للأعمال العسكرية في الشرق الأوسط والبحر الأحمر.
بالعودة إلى جانب الطلب، أعتقد أن نمو الاقتصاد الصيني هو العامل الأهم الذي سيساعد أسعار النفط على الارتفاع مجدداً وهذا ما يجب أن يلقى التركيز الأكبر من الأسواق.
بالفعل، فعلى الرغم من إجراءات OPEC+ لدعم السوق والتصاعد غير المسبوق للأعمال العسكرية في الشرق الأوسط، إلا أننا لا نزال نرى أداءً ضعيفاً نسبياً لأسعار النفط، وذلك بسبب الأداء الضعيف للاقتصاد الصيني.
حيث شهدنا الأمس جملة من بيانات الاقتصاد الصيني والتي استمرت في اظهار الأداء الأضعف من المتوقع، سواء على مستوى الناتج المحلي الإجمالي مبيعات التجزئة إضافة إلى ارتفاع معدل البطالة في مقابل الانتعاش الأعلى من المتوقع للإنتاج الصناعي واستثمارات الأصول الثابتة.
كما أن أسعار في الصين لا تزال تنكمش على نحو مقلق سواء على مستوى المستهلكين أم المنتحين وحتى أسعار المنازل وذلك بما يعكس ظروف الطلب الضعيفة.