الطائر – بيروت:
أقامت سفيرة الإتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست، حفل استقبال على شرف الصحافة اللبنانية في “بيت اوروبا” في اليرزة، حضره وزير الإعلام رمزي جريج، سفراء الإتحاد الأوروبي، رئيس “المجلس الوطني للاعلام” عبد الهادي محفوظ، نقيب المحررين الياس عون، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان، الملحقون الصحافيون، عدد من الإعلاميين اللبنانيين وغير اللبنانيين وأعضاء بعثة الإتحاد الأوروبي.
وتحدث خلال الحفل الوزير جريج فقال: “أشكر باسم وزارة الإعلام وباسم الإعلاميين سفيرة الإتحاد الأوروبي للمبادرة التي قامت بها بإقامة هذا الإحتفال، على شرف الصحافة والإعلام في لبنان. لقد أدركت لربما قبل الحكومة اللبنانية ان الإعلام والصحافة هي السلطة الرابعة. فالإعلام له دور كبير في تصويب الأمور وفي كشف الحقيقة، وفي إبداء الرأي الموضوعي الحر، فنحن في لبنان ندين بحرية الإعلام وحرية التفكير والفكر وحرية التعبير عن الفكر، الحرية الإعلامية لا تتناقض مع قيم أخرى، هي قيمة أساسية في لبنان باعتبار انها مكرسة في الدستور، ولكن الحرية الإعلامية يجب أن تمارس تحت سقف القانون، وبحسب مقتضيات المناقبية الصحافية التي يقتضيها الإعلاميون طوعا بموجب ميثاق وقعوا عليه منذ سنتين، ويلتزمون بقدر الإمكان وليس دائما بمندرجاته”.
اضاف: “أكرر الشكر للسفيرة ايخهورست والسفراء الحاضرين بتضامنهم مع الإعلام في لبنان، وأوصي الإعلاميين أن يتوخوا دائما المصلحة الوطنية العليا والمناقبية قبل السبق الصحافي، لأننا نمر في مرحلة صعبة وينبغي أن نعطي الأولوية للمصلحة الوطنية ضمن الممارسة الحرة للمهنة”.
ثم القت السفيرة ايخهورست كلمة قالت فيها:”ان الجسم الصحافي في لبنان آخذ في النمو عاما بعد عام، يعود ذلك خصوصا – ويا للأسف – الى الأزمات في جميع أنحاء المنطقة، لا تزال بيروت أحد الأماكن القليلة حيث يمكنك أن تفكر وتكتب وتتكلم وتبث وتطرح الأسئلة وتبعث بمقال وتكتب تغريدة وتنقر “أعجبني” أو “لم يعجبني” في مناخ على قدر لا بأس به من الحرية والأمان”.
وتابعت:”وكما قيل مرات عديدة، في بلاد حيث لا حرية، لا نجد مواطنين وإنما أتباع فحسب، وفي بلاد حيث لا صحافة حرة، لا صحافة بالمطلق وإنما دعاية فحسب. في هذه المنطقة خصوصا، بات عمل أي صحافي أكثر خطورة الآن من أي وقت مضى، هناك تهديدات واعتداءات وعمليات خطف واعتقالات واحتجاز وقتل. ومن المثير للقلق ان يتعرض اليوم عدد كبير من الصحافيين للقتل بوحشية مبيتة أو الإخفاء، في حين يسجن آخرون بناء على ذريعة كاذبة أو من دون الخضوع لمحاكمة عادلة. كما انه من المقلق أن تتسع مساحة المناطق المحظورة على المواطنين الأحرار والصحافيين، بينما تتقلص المساحة حيث يمكن التصرف بحرية. بات القبول بالفكر الحر مدرجا في برنامج عدد متزايد من المتطرفين كعدو إضافي ينبغي القضاء عليه”.
أضافت:”أتمنى هذه الليلة أن نكرم معا شجاعة الصحافيين، ونكرم مهنتكم، نعم، بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون يطرحون السؤال، نجيبهم ان الصحافة مهنة فعلية تتطلب حسا مهنيا عاليا وعملا متقنا بغية إعلام الجمهور بدقة، فضلا عن مسؤولية التمتع بالصدقية”.
وقالت:”لا شك في ان موضوع المسؤولية هو جزء من النقاش في شأن متى تصير حرية التعبير تحريضا، ومتى يصبح ضبط النفس مرادفا للرقابة الذاتية. وأعادت الأحداث المروعة في باريس فتح هذا النقاش الحساس جدا والذي يصعب تناوله”.
واضافت:”أرجو أن نتفق على ان استخدام حرية التعبير هو الطريقة الأنجع للتعامل مع إساءة متعمدة تتأتى من ممارسة حرية التعبير. قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني “اننا نحتاج الى التمسك الشديد بقيمتين: حرية التعبير واحترام الآخر”.
وتابعت:”اعترفت وسائل الإعلام اللبنانية بمفهوم “المسؤولية” في عام 2013، حين وقعت 34 منظمة على ميثاق الصحافيين لتعزيز السلم الأهلي في لبنان دعم السلام من خلال العمل الصحافي المسؤول. يهدف هذا الميثاق الى تعزيز السلم الأهلي عبر بناء جسر من الصدقية والثقة بين وسائل الإعلام اللبنانية والجمهور”.
وختمت:”أدعوكم جميعا للاطلاع مجددا على الميثاق على ضوء التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة، أوجه دعوة لنا جميعا للمثابرة في بناء الجسور التي نحتاجها على نحو ملح. لنظل مجتمعين في إطار الحرية والإحترام، ولنستمتع بهذه الأمسية”.
محمد ع.درويش