“تجربتي سفيراً” ندوة دبلوماسية ثالثة في AUST
الطائر – لبنان:
ضمن سلسلة ندواتها الشهرية الثقافية، التي تنظمها دائرتا الإعلام والمنشورات، أقامت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) الندوة الثالثة من السلسلة الممتدة لغاية شهر أيار من العام 2015، وهي بعنوان “تجربتي سفيراً”.
وكما يدل العنوان، تواكب هذه السلسلة التجربة الدبلوماسية لسفراء لبنانيين مثلوا لبنان في دول متعددة، وتضيء اللقاءات على أبرز المحطات والأحداث والمهمات في مسيرتهم.
جمع اللقاء الثالث وجوهاً عديدة من السفراء والدبلوماسيين والرسميين والمثقفين، في حضور رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر والهيئتين الإدارية والتعليمية.
حاضر في الندوة السفيران دكتور عاصم جابر وفوزي فواز، وتحت عنوان: “واقع الاغتراب اللبناني في أفريقيا” تحدث السفير فوّاز، مضيئاً على نقاط عديدة منها: الامن والاستقرار، الوضع الصحي، النشاط السياسي، علاقات المغتربين ببعضهم البعض،الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم، علاقة الاغتراب في أفريقيا مع لبنان الوطن، سياسياً، الانتخابات النيابية، وطيران الشرق الأوسط. وختم بنقطتين: “الأولى منهما لافريقيا: هناك من يقول ان الإغتراب اللبناني في افريقيا هو نوع من انواع النفط. ويقول آخر: ان افريقيا ملآى بمناجم المعادن الثمينة، والمغتربون يشكلون أغلى وافضل منجم للبنان. هل هناك من يستثمر هذا النفط وهذه المناجم. واذا كان الاغتراب في افريقيا غير نهائي، ويشكل خزاناً مالياً واقتصادياً للبنان، فلماذا تهمل هذه الطاقة ولا تستثمر بما يعود بالفائدة على لبنان مقيميه ومغتربيه. والثانية تتعلق بالاغتراب ككل، نُشرت منذ شهر تقريباً دراسة “للدولية للمعلومات” يقول ملخصها ما يلي:
في خلال السنوات الثلاث الماضية هاجر من لبنان 174704 لبنانيين، اي 58234 لبنانـياً سنـوياً، مقابل متوسط 14560 مهاجر في فترة ما بيـن 1995-2010، اي بارتفاع مقداره 43674 مهاجر سنوياً، اي بنسبة 300%. وان 46% من المهاجرين هم خريجون جامعيون، 83% منهم من الشباب. تضيف الدراسة ان عدد المهاجرين سنوياً يساوي نسبة ازدياد عدد السكان. دراسات أخرى تشير الي ان عدد سكان لبنان يتناقص سنوياً بسبب تناقص الولادات. وان عدد المقيمين في الخارج بلغ في نهاية شهر ايلول 2014 =1327000 لبناني مسجل، أي ما نسبة 25،4% من عدد السكان أي أن ربع عدد سكان لبنان هم في الخارج. وان 65% من الذين سئلوا يريدون أو يفكرون بالهجرة”.
ثم حاضر السفير عاصم جابر تحت عنوان: “عشر سنوات في كندا”، ونقتطف من كلمته الآتي: “في العاصمة الكندية أوتاوا يقيم خمسة وعشرون ألف لبناني تقريباً يشكلون وفقاً للإحصاءات الكندية الرسمية المجموعة الاثـنية الأكبر في المدينة، مما جعل اللغة العربية اللغة المحكية الثالثة فيها بعد الانكليزية والفرنسية. ورغم وجود العديد من القواسم المشتركة بين الجالية اللبنانية في كندا والجاليات اللبنانية الأخرى في بلاد الانتشار، فان هذه الجالية تتميز بثقافتها العالية حيث يكثر بين أبنائها الأطباء اللامعون والمحامون البارزون، والمهندسون الناجحون، ونخبة من أساتذة الجامعات والقضاة ومدراء الشركات والنواب والشيوخ وحكام المقاطعات. كما أن لهذه الجالية مؤسساتها الدينية من كنائس وجوامع، والاجتماعية كجمعيات القرى والجمعيات الثقافية، والسياسية كممثليات الأحزاب، والاقتصادية كغرف التجارة والصناعة، إضافة الى الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزة والمدارس والفرق الفنية الخ…
يرتبط أبناء الجالية اللبنانية في كندا إرتباطاً وثيقاً بوطنهم الأم لبنان. ويقوم عدد كبير منهم بزيارته كل عام، ويدعمون مادياً ذويهم فيه، ولا يبخلون بدعم الجمعيات الاجتماعية والانمائية القائمة في بلداتهم. وهم لا يتلكأون في تسجيل وقوعات أحوالهم الشخصية في السفارة أو القنصلية العامة، ويشدهم الحنين دائماً الى الجذور، منتظرين اليوم الذي تتغلب فيه عوامل جذبهم الى لبنان على عوامل دفعهم بعيداً عنه من أجل العودة الى الربوع التي نشأوا فيها. ولقد عاد بالفعل، خلال عامي 1992 و1993، وبتشجيع من السفارة، الآلاف منهم إلا أنهم ما لبثوا أن شدوا الرحال مجدداً الى كندا بعدما عانوا من عوامل الدفع المختلفة المتمثلة بالخلافات السياسية اللبنانية المدمرة والتدهور في البنى التحتية وانتشار عقلية عدم الإلتزام بالقانون”.