اللغة الام والثقافة الأم في جامعة الروح القدس
الطائر – لبنان:
احتفلت جامعة الروح القدس- الكسليك باليوم العالمي للغة الأم الذي تدعمه اليونيسكو، فنظّمت كليّة الآداب فيها مؤتمراً بعنوان “اللغة الأم والثقافة الأم” في حرم الجامعة بحضور الأساتذة والطلاب.
قزي
بدأ المؤتمر بتقديم من الطالبة كريستين قزي من قسم اللغات الحيّة والترجمة، التي اعتبرت “أن الموضوع الذي اختارته الكلية هذه السنة هو ثنائي في ظاهره، إشكالي في مضمونه. ويـؤدّي بنا إلى تساؤلات كثيرة متنوعة، ومن بينها: ما هي اللغة الأم؟ ما هي الثقافة؟ ما علاقة الثقافة باللغة الأم؟ ما هو الأساس: اللغة أم الثقافة؟”
الأب رزق
ثم تحدث النائب الأول لرئيس الجامعة وعميد الكلية الأب البروفسور كرم رزق، معتبراً أنّ “كل نشاط تقوم به كلية الآداب يشكّل دعوة ملحّة إلى أن نوسّع آفاق معرفتنا، وأن نعمّق سبل إدراكنا، وأن نخوض غمار الأبحاث الرحبة، لكي نصوغ مشاريع بحثٍ فردية وجماعية، تتأسّس على قواعد علمية متينة، وتمتدّ إلى سنوات وتشرك الطلاّب والأساتذة في ورشة تهدف إلى تقدّم العلوم، وتوثيق روابط التعاون محلياً ودولياً”. وأضاف: “إنّ إحياء يوم اللغة الأم يدخل في هذا الإطار. فهو يجمعنا، ويشحذ قوانا العقلية والفكرية ويدفعنا إلى التقدّم. فاللغة هي معينٌ للمعرفة بما أنجبت من مفردات وألفاظ وتعابير، وبما اتشحت به من معانٍ ودلالات ورموز كوّنت الوسيلة الكفيلة بخلق الآداب بأنواعها نثراً وشعراً، وباكتشاف أجهزة العلوم قاطبة”. ولفت إلى أنّ “إفتتاحية هذا المؤتمر تأرجحت بين اختيار إحدى المناسبتين، الأولى بعيدةٌ نوعاً ما ولها طابعٌ عالميٌ مسكوني، ولكنّها ما تزال فاعلة في عمق حضارتنا ووجداننا، والثانية قريبة، بل وشيكة الحدوث، تنبع من صلب اهتمام كلّيتنا، وتتعلَّق مباشرةً بالمؤتمر الدولي الذي سينعقد في تشرين المقبل تماماً في 22-23 تشرين الأوّل 2015، وموضوعه الأدب الشعبي والعامي، فاخترت المناسبة الأولى وهي تخصّ الاحتفال بيوبيل الخمسين سنة على انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني”.
الجلسات
وتضمن المؤتمر جلستين. أدارت الجلسة الأولى البروفسورة ميراي عيسى، وشارك فيها الملحق الثقافي في السفارة الايطالية أتيليو دو غاسباريس، وجاءت مداخلته بعنوان “آثار اللغة الطفولية في شعر جيوفاني باسكولي”. كما تحدّثت البروفسورة روزي غناجي من جامعة الروح القدس عن “الذكاء العاطفي والوعي بين الثقافات: حاجة أم ترف لاكتساب مهارات اللغة الأجنبية”. كما قدّمت الدكتورة لينا سعادة جبران من جامعة الروح القدس مداخلة حملت عنوان “المسرح: كفيل اللغة الأم والثقافة الأم”. وعالجت الآنسة ماريا القاضي من جامعة الروح القدس موضوع “تعدّد اللغات والتنوّع الثقافي: أساطير وحقائق”.
أمّا الجلسة الثانية فأدارها البروفسور طانيوس نجيم من جامعة الروح القدس الذي استعرض إشكاليات الثقافة الأم. كما شارك الشاعر أنطوان رعد بمداخلة تحت عنوان “لغتي، لغتي الأم”، وألقى بعضا من قصائده. وناقش الدكتور طلال وهبي من جامعة الروح القدس موضوع “قادة المحاور اللغوية”، والدكتور يوسف عيد من الجامعة اللبنانية مسألة “لغة الأسماع، لغة الإمتاع”. واختتم المؤتمر بمحاضرة للبروفسور جوزيف شريم من جامعة الروح القدس بعنوان “اللغة والثقافة وتصوّر العالم”، عدّد فيها “بعض الأمثال والأقوال الشعبية المتوارثة التي تعلق بذاكرة كلّ واحد منّا عن طريق لغته الأم” معتبراً أنّ ” البعض سيقول إنّ الأمور قد تغيّـرت، منذ أن استنـبـطت هذه الأمثال الأحكام. هذا صحيح! ولكنّ الأقوال باقية في ذاكرتـنـا وفي موروثـنـا الشّعـبيّ. لذلك لا بدّ من إزالـتهـا من قـاموس اللغة الأم، كي نتمكّــن من استـنـبــاط تـصوّر جـديد لـلـعـالـم يـقـوم عـلى ثـقافة فـرديَّة ومـجتـمـعـيّة جديدة، وكي يـكـون لنا مكان في هذه البلاد وهذه المـنـطقـة التي تـعـيش اليوم عـلى كـفّ عـفـريت”.