“الاعلام والازمات” محاضرة للدكتور طلال عتريسي في المركز الثقافي العراقي
الطائر – لبنان:
ضمن منهاجه الثقافي الشهري اقام المركز الثقافي العراقي في بيروت محاضرة بعنوان (الاعلام والازمات ) للدكتور طلال عتريسي عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية .
وادار المحاضرة مدير المركز الدكتور علي عويد العبادي الذي رحب بالحضور وقال: “ان للاعلام اهداف نبيلة منها ( التعليم التربية التثقيف التنمية والارشاد) اين نحن منها في هذا الزمن على الرغم من التطور الكبير في مجال الاتصالات والتقنيات .. مؤكداً ان الاعلام يلعب دورا” مهما” في خلق والحد من الازمات، ونتمنى ان تراعي وسائل الاعلام في الساحة العربية مصلحة وامن العالم العربي عبر ما يتم طرحه من معلومات غير موضوعية وان تراجع مايطرح في وسائل الاعلام الغربية ويقارنها بما يبث من ملايين الرسائل الموجهة تجاه المنطقة انها سموم خلقت التطرف والتكفير والحروب والصراعات والازمات .
اما الدكتور طلال العتريسي فاعتبر ان التحول الذي حصل في الحروب بعد اختراع البارود جعل الناس كلها ضحية للحروب وليس المقاتلين على الجبهة فقط واصبحت الضحايا من النساء والاطفال والممتلكات المنشأت وسواها .. وكذلك الامر مع الاعلام : التطور التكنولوجي جعل الناس كلها تخضع لتأثير الاعلام وتستخدمه في الوقت نفسه … الحرب تتوقف في لحظة معينة والاعلام لايتوقف على الاطلاق.
وقال ان الاعلام موضع اهتمام من جانب علوم عدة : في السياسة وفي الحرب ، وفي علم النفس وعلم الاجتماع وفي التربية ، والاقتصاد وفي الثقافة .. وهذا يجعل اي حديث عن الاعلام متشعب ومعقد ومترابط بين كل هذه العلوم ، والاعلام لايعمل في فراغ منفصل عن الحقائق الاجتماعية والسياسية ، وهو شريك في كل مايحصل من انجازات ومن اخفاقات ومن حروب ومن مأسي ومن تدمير للبيئة والانسان .
بما ان عالم الانسان هو عالم الصراع وعالم الظلم والحروب والهيمنة والقتال من اجل الحرية ومن اجل السيطرة والاستعباد بات الاعلام احد اهم ادوات هذا الصراع ، الذي يستخدمه من يملكه وبما ان القدرات غير متساوية ، والمال ليس بيد الجميع فان القوي هو الذي يتحكم بالاعلام ويصبح الاعلام في خدمته وفي خدمة اهدافه . من هنا نشأ اعلام السلطة للدفاع عنها.
وجرت عدة مداخلات حول الموضوع من قبل الحضور اغنت المحاضرة بالمعلومات والافكار وعبرت عن هموم الناس من بعض وسائل الاعلام ذات الاجندات الطائفية التي نحرض على التطرف والعنف .. في حين ان الاعلام رسالة من المفترض ان تكون موضوعية بما يطرح وان يسهم في المحافظة على امن المجتمعات .
ومنح المركز الثقافي العراقي درع وفاء وتقدير للدكتور طلال عتريسي اعتزازا من ادارة المركز لمسيرته العلمية والاكاديمية قدمه مدير المركز الدكتور علي عويد العبادي .