الطائر – لبنان:
أكد الرئيس التنفيذي لمجلس مراكز تسوق الشرق الأوسط ديفيد ماكادم مساء أمس الخميس من بيروت أن قطاع المجمّعات التجارية في لبنان مقبل على “سنة جيدة” و”فرصة كبيرة جداً للنموّ”، متحدثاً عن أن المستثمرين فيه متفائلون.
وكان ماكادم يتحدث خلال لقاء في “قصر شهاب” في بعبدا، بعنوان NextGen أو “الجيل المقبل”، جمع أهم المعنيين بقطاع المجمّعات التجارية وتجارة التجزئة في لبنان، نظمه المجلس العالمي لمراكز التسوق (ICSC) بالتعاون مع مجلس مراكز تسوق الشرق الأوسط (MECSC )- فرع لبنان. وشارك في اللقاء ممثلون عن المجلسين العالمي والشرق أوسطي، وعدد كبير من أصحاب مراكز التسوق في لبنان ومؤسسات تجارة التجزئة ومسؤوليها، إضافة إلى ممثلين للمصارف والمؤسسات الإستثمارية، وعدد من رواد الأعمال الشباب.
والقى الممثل الإقليمي للمجلس العالمي لمراكز التسوق ومجلس مراكز تسوق الشرق الأوسط في لبنان نبيل جبرايل كلمة ترحيبية أكد فيها أنه يسعى إلى تنظيم قطاع مراكز التسوق في لبنان وتوفير إطار له وللعاملين فيه. وكشف عن توجه لبدء العمل في 2016 على تقييم مراكز التسوق في لبنان وفق التصنيف الدولي للمجمعات التجارية والمعايير المعتمدة عالمياً.
وأشار جبرايل إلى أن عدد مراكز التسوق في لبنان بلغ 12، تبلغ المساحة القابلة للتأجير فيها 416 ألف متر مربّع، مشيراً إلى أن عشرة مجمّعات جديدة هي حالياً في قيد الإنشاء، تبلغ المساحة القابلة للتأجير فيها 605 آلاف متر مربّع، مما سيرفع العدد الإجمالي إلى 22 مجمّعاً يبلغ إجمالي المساحة القابلة للتأجير فيها نحو مليون متر مربّع. وأشار جبرايل إلى أن نصيب الفرد في لبنان من المساحة القابلة للتأجير في المجمّعات سيرتفع من 0,10 متر مربع حالياً إلى 0,26 متر مربع عند انتهاء العمل بالمشاريع الجديدة، لكنّه لاحظ أن هذا الرقم لا يزال دون المعدلات العالمية، مما يشير إلى أن إمكان نموّ القطاع لا يزال متاحاً.
وأوضح أن الإتجاه في مجال المجّمعات هو إلى عدم الإكتفاء بكونها مراكز تسوّق، بل كذلك أماكن ترفيه، لافتاً إلى إقبال على إقامة المجمّعات خارج بيروت. وأشار أيضاً إلى تزايد مشاريع المجمّعات الخاصة بقطاع الأغذية والمشروبات.
وأضاف: “نحن نعمل على توفير فرص تدريب ومنح شهادات للعاملين في مراكز التسوّق، عوضاً عن إيفادهم إلى دول أخرى لمتابعة الدورات والبرامج التدريبية، ومن شأن هذه الخطوة أن تتيح لعدد أكبر من العاملين في المجمعات التجارية الإفادة من هذه الفرص التعليمية”.
و قد سلم ماكادم وجبرايل الشعلةإلى السيدة سمر عكّو لتتولى سنة 2016 مهمة ممثلة المجلسين العالمي والشرق أوسطي في لبنان.
بعد ذلك أقيمت ندوة عن العلاقة التكاملية بين السياحة ومراكز التسوّق، وكيفية مساهمة كلّ من القطاعين في تعزيز الآخر. وقدّم ماكادم في مداخلته الإستهلالية لمحة عامة عن المجلس العالمي لمراكز التسوق ورؤيته في ما يتعلق بالمنطقة، مبرزاً حسنات الإنضمام إليه. وأشار إلى أن “لقاءات التشبيك من هذا النوع تتيح للعاملين في القطاع تبادل الخبرات في شأن التحديات والمشاكل المتشابهة التي تواجههم”. وأكد استعداد المجلس لإقامة برامج تدريبية في لبنان، مشيراً إلى أن مناهج هذه الدورات وامتحاناتها ترجمت إلى عدد من اللغات، بينها العربية.
ثم تناول وضع قطاع مراكز التسوق في الشرق الأوسط، ولاسيّما في دول الخليج العربية والأردن، لافتاً إلى أن القدرة الشرائية المتينة لمواطني هذه الدول تنعكس إيجاباً على مراكز التسوّق. وأبدى إعجابه بما رآه في لبنان خلال اليومين المنصرمين في قطاع مراكز التسوق وتجارة التجزئة، ملاحظاً أن “ثمة تفاؤلاً كبيراً” لدى المستثمرين فيه رغم الظروف الراهنة. وتوقع أن يشهد هذا القطاع في لبنان “سنة جيدة”، مؤكداً أن “ثمة فرصة كبيرة جداً لنموّه”.
أما نائبة رئيس مجلس أمناء مجلس مراكز تسوق الشرق الأوسط رئيسة قسم التأجير والتسويق في مجمّع “بوليفارد” في الأردن سلمى شعشاعة، فتحدثت عن تجربة هذا المجمّع، وأثر مراكز التسوق في الأردن على السياحة. وقالت إن “على المشاريع العقارية المخصصة لتجارة التجزئة أن تحاول أن تتميز لكي تتمكن، في ظل الوضع السياسي الصعب في المنطقة، من استقطاب المستثمرين والسياح، وبالتالي المساهمة في تعزيز الوضع الإقتصادي في البلد الذي تعمل فيه”. وإذ أشارت إلى أن مجمّع “بوليفارد” الذي يقع في منطقة العبدلي بوَسَط العاصمة الأردنية عمّان، حقق نجاحاً كبيراً في عامين، وتمكّن من اجتذاب عشرات الآلاف من الزوار، أبرزت أن “تنوّع ما يقدمه المجمّع، يلبّي احتياجات وتطلعات مختلف الفئات الإجتماعية، من مواطنين وسيّاح”. ونصحت شعشاعة باتّباع “النماذج الناجحة لمراكز التسوّق”، مشددة على ضرورة “أن يوفّر مركز التسوّق لرواده شمولية في الخدمات والخيارات، ومزيج متنوع من الأنشطة، إضافة إلى ابتكار كل ما هو مختلف وفريد في مجال تجارة التجزئة”.
ثم كانت كلمة لنائبة رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز المديرة العامة لشركة Trends العالمية للفرانشايز مديحة رسلان، التي رأت أن “العامل الرئيسي في تحديد نجاح المجمّع التجاري هو أن يكون جوّه ممتعاً، ونحن اللبنانيين نتقن توفير مثل هذا الجو، وبالتالي فإن مجمّعاتنا التجارية توفر للبنانيين كما للسياح العرب تجربة مميزة”. واعتبرت أن زيادة عدد المجمّعات التجارية في لبنان “سيكون لها أثر كبير على نمط حياة اللبنانية وتسوقهم، وعلى توجهات تجارة التجزئة، وستساهم في جذب السياح الذين يحبون الحياة على الطريقة اللبنانية”. ولاحظت أن المجّمعات التجارية “واكبت تطور المجتمع وعادات المستهلك، وبات زوارها يتطلعون إلى تجربة تتخطى التسوق إلى مزيج من الإستهلاك والترفيه”. وأفادت بأن نحو 60 في المئة من مجمل المؤسسات الأعضاء في الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز، لديها حضور في المجمعات التجارية، باستثناء تلك التي تعمل في مجال الخدمات والإستشارات، والشركات الصغيرة. كذلك أشارت إلى أن نحو 70 في المئة من مؤسسات قطاع الأغذية والمشروبات الأعضاء في الجمعية، لديها فروع في المجمّعات. ودعت رسلان الجميع إلى المشاركة في منتدى “بيفكس” الذي تنظمه الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز في 18 و19 أيار المقبل.
أما المدير العام لشركة Tarte Aux Poires لتنظيم المناسبات و الحفلات ريكي دقوني، فشدد على أهمية أن تنظّم المجمعات أنشطة مميزة ومبتكرة وغير تقليدية، تجتذب الناس، وتشكّل مادة يتناقلونها عبر شبكات التواصل الإجتماعي، لافتاً إلى ضرورة أن تولي المجمّعات اهتماماً بتوسيع تداول أخبارها على هذه الشبكات، وأن تستعين بأدوات ومؤشرات لقياس حجم هذا التداول سعياً إلى معرفة مدى تفاعل الجمهور مع هذه الأنشطة.
وبعد الندوة، كان اللقاء فسحة للتشبيك والتعارف وإقامة العلاقات بين العاملين في القطاع، وتبادل الأفكار والخبرات بينهم.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس العالمي لمراكز التسوق تأسس في العام 1957، ويتخذ من نيويورك مقراً، ويضم أكثر من 60 الف عضو من أكثر من 100 دولة، من المعنيين بقطاع المراكز التجارية.
أما مجلس مراكز تسوُّق الشرق الأوسط، ومقرّه دبيّ، فهو تابع للمجلس العالمي لمراكز التسوق، وهو الهيئة الإقليمية التي تمثل قطاع مراكز التسوق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومنذ تأسيسه في العام 1994، نما مجلس مراكز تسوق الشرق الأوسط ليضم اليوم أكثر من 750 عضواً من 17 دولة عربية.